Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

Witchcraft What Christian Parents Need to Know

 

بقلم: سارة آني سامبوليك

يمثل السحر موضوعًا شائكًا، خاصة عند إثارته في الدوائر المسيحية. أناس كثيرون لا يرتاحون لهذا الموضوع، ولا يريدون حتى مناقشته، ولا يصدقون أن السحر أمر حقيقي فعلاً.


أعمال السحر أمر حقيقي، ونراها في صور مختلفة، وبعضها مستحدث.. عندما ندرك كأبوين مسيحيين المخاطر الجسيمة لهذا الموضوع فهذا يساعدنا على إجراء حوارات ضرورية جدًا -حتى وإن كانت صعبة- مع أبنائنا. هذا الإدراك يساعدنا على معرفة كيفية التحرك بحرية أمام الأسئلة التي تُطرح من الأبناء، والتي يمكن أن نطرحها نحن لنكتشف بعض التأثيرات التي قد لا يتخيلها طفلك.

لنقضِ بعض الوقت في استيضاح هذا الموضوع معًا.

 

مملكتان

يعلمنا الكتاب المقدس بوضوح أن هناك مملكتين متاحتين للبشر: مملكة السماء، وعالم (سلطان) الظلمة. يخبرنا بولس الرسول في رسالة كولوسي: «الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ» (كولوسي ١: ١٣). لهذا السبب نحن نبتهج بالخلاص! كلمة «سلطان» تعني حرفيًا ”اختصاص“، بحيث عندما نعيش في سلطان (عالم) الظلمة نكون تحت اختصاص العدو وسطوته.

كما يعلمنا الكتاب المقدس أشياء كثيرة عن هذا العدو بالذات. فيقدِّم الرسول بولس تحذيرات متكررة بعدم إعطاء فرصة أو مساحة لهذا العدو (٢ كورنثوس ٢: ١١)، وعدم الانخداع بمخططاته (أفسس ٦: ١١). ويحذرنا بطرس الرسول قائلاً: «اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُو» (١بطرس ٥: ٨).

 

لا يتوقف العدو عن محاولة إغوائنا كأفراد وكعائلات حتى نرجع إلى الظلمة، لأنه لا يتحمَّل أننا اخترنا المسيح. ولذلك لا ينبغي أن نندهش من الكلام عن ضرورة الاستعداد لمواجهة هذا العدو الذي يريد إيذاءنا. وهو يفعل هذا بطرق مختلفة كثيرة.. من خلال الكذب، ومن خلال الإغواءات، ومن خلال السحر أيضًا. لم يغيِّر العدو استراﺗﻳﭼﻳاته منذ جنة عدن؛ فهو لا يزال يحاول إقناع البشر أن الله يُخفي الخير عنهم، وأنه في مقدورهم أن يكونوا «مثل الله».

هذه الفكرة هي أحد الإغواءات الأساسية لممارسة السحر. هذه الممارسة تحاول إقناع الناس بكذبة أنهم يستطيعون الحصول على الحكمة، والقوة، والاتصال بالعالم الروحاني بعيدًا عن الله. يقولون: ”يمكنك أن تكون إله نفسك.“

 

ما هو السحر؟

السحر ببساطة هو ممارسة تقع تحت المظلة الأكبر للوثنية.

 لكن الوثنية نفسها مفهوم واسع جدًا وغير محدد، وذلك بسبب أن مَن يصفون أنفسهم بالوثنيين لا يريدون أن يضعوا حدودًا لما يختارون أن يفعلوه. الوثنيون قد يعبدون عدة آلهة أو إلهات، وقد يتبنون معتقدات روحية تتعلق بالطبيعة، أو قد يكونون مزيجًا من أي شيء يختارون التواصل معه.

ليس كل الوثنيين يمارسون السحر، لكن الكثير منهم يفعل هذا.

إن كلمة ”السحر“ قد تتضمن طقوسًا كثيرة وممارسات، وكذلك التواصل مع الأرواح. فرغم أنك ربما سمعت عن ديانة الويكا (Wicca)، فهي ببساطة أحد أشكال السحر التي لها حدود واضحة. يذكر الكتاب المقدس كلاً من السحر والعِرافة، لكن الاثنين مرتبطان بشدة، وكلاهما مرفوضان قطعيًا.

كما يسرد بولس ”السحر“ في رسالة غلاطية الإصحاح الخامس حين يتحدث عن ”أعمال الجسد“، وهذه الكلمة في اليونانية "فارماكيا" (Pharmakeia) وتُترجم في المعتاد السحر أو التنجيم.

 

كلمة «العِرافة» تُستخدم بشكل أكبر في العهد القديم، لكننا نراها مستخدمة في أعمال ١٦ عندما تبعت بولس جارية بها روح عِرافة. سنتعرض إلى العِرافة لاحقًا بمزيد من التفصيل، وهي ادعاء الحصول على معرفة المستقبل من خلال استخدام التعاويذ وأشياء أخرى.

 ليس ضروريًا أن نفهم الفوارق الدقيقة بين المصطلحات؛ لأن كل هذه الأمور تقع تحت المصطلح الأكبر: ”السحر“.

 

إغواء السحر

يخبرنا الكتاب المقدس بوجود عالم فوق الطبيعة حقيقي وفعلي، وهذا العالم إما يخضع لله أو يخضع للعدو الشيطان.

لكن العالم اللا ديني، والوثنيين، لا يرون الأمر هكذا، بل كثيرون يؤمنون بعالم فوق طبيعي محايد، لا هو خير ولا هو شر. السحر يعلم كذبًا بأنك تستطيع التواصل مع هذا العالم المحايد لتحصل على الحكمة والقوة والهُوية الروحية. كما يقدِّم السحر نفسه بطريقة لا تبدو شريرة، وإنما باعتباره شيئًا بريئًا، بل وخيرًا أيضًا.

فكر في الأمر كما يحدث مع المخدرات.

تاجر المخدرات لا يقترب إلى مجموعة من الفتيات في المتجر ويقدِّم لهم المخدرات متوقعًا منهن أن يشترين منه. بل تجار المخدرات أذكى من ذلك بكثير.. إنهم يبحثون عن أهداف يعانون من العزلة، أو ربما يشعرون بالضياع أو الوحدة. وفي البداية، يقدمون المخدر مجانًا.. قرص واحد هنا وقرص آخر هناك، إلى أن يدمنوا، ثم بعد ذلك يسهل السيطرة عليهم بعد أن يقعوا في الفخ.

 

عالم السحر شبيه بذلك؛ لأن فيه يحدث إغواء حقيقي. ربما يبدأ بأشياء كثيرًا ما تُرى على أنها ألعاب وتسلية؛ مثل قراءة الأبراج أو الحظ، أو لعب أوراق الويچا في حفلة ما، أو الاشتراك في ترند ما على التيك توك وهو في الواقع نوع متخفٍ من التعاويذ.

الأمر منتشر في أمور كثيرة، وأرجو أن تدرك ذلك. في المتاجر الكبرى، أو أماكن بيع الكتب، وفي كل مكان على السوشيال ميديا. والعدو ليس غبيًا؛ فهو يجعل أكاذيبه جذابة جدًا، خاصة عندما يقدمها للشباب.

 

السحر يقدِّم معرفة (كاذبة)

دعنا نتحلى بالصراحة.. نحن كمؤمنين لا نحصل دائمًا على إجابات واضحة من الله، وبالسهولة التي نتمناها. كما أن تعلُّم الثقة الكاملة في الله يحتاج إلى الكثير من الصبر والسعي. في المقابل، السحر يكذب ويقول إنك لست مضطرًا للانتظار، بل يمكنك الحصول على الإجابات الآن، ويمكنك الحصول عليها بنفسك.

اسأل أبناءك:

- كيف نعرف كيفية اتخاذ القرارات؟

- كيف نجد الحكمة إذا لم نعرف ماذا نفعل؟

 

السحر يقدِّم مجتمعًا (كاذبًا)

إن مجتمع ممارسي السحر مرحِّب ومنفتح جدًا، يقبل أي أحد يريد الانضمام إليه. هذه مجتمعات نشطة جدًا على الإنترنت، وهذا الإحساس بالانتماء يشتاق إليه الشباب ويسعون إليه. وكلنا كذلك في واقع الأمر.

اسأل أبناءك:

- هل أنتم مندمجون في مجتمع كنيستنا؟

- هل تشعرون بالدعم؟

- هل تشعرون بالتقدير؟

 

السحر يقدِّم قوة (كاذبة)

كمؤمنين، نحن ندرك أن الله هو كلي القدرة، ونقبل حقيقة أننا محدودون في القدرة. في الواقع نحن بدون الله بلا قوة إطلاقًا. لكن هذا لا يجعل العدو يكف عن تقديم بعضٍ من قوته الحقيقية جدًا (ولكن المحدودة) ليقنع الشباب بأنهم ليسوا مضطرين للخضوع لأي أحد (أو الله) ليحصلوا على هذه القوة بأنفسهم.

اسأل أبناءك:

- من أين تأتي القوة؟

- أين ترى القوة من حولك؟

 

 

السحر يقدِّم هُوية (كاذبة)

الهُوية أمر في غاية الأهمية. نحن نعيش في ثقافة تخبر الشباب أنه بوسعهم اختيار أي شيء يحبونه أو يريدونه. هُوية ”الساحر“ أو ”العراف“ هي هُوية يمكن الحصول عليها بسهولة، وهي هُوية تجعلهم يشعرون بالتميز، وأنه جزء من شيء أكبر.

اسأل أبناءك:

- ما الذي يجعلك متفردُا؟

- في رأيك مَن أنت في نظر الله؟

 

لماذا تعد الفتيات أكثر عرضة لهذا الأمر

قد يمثل السحر عاملاً جذابًا للفتيات والشابات بشكل خاص بسبب تركيز الممارسات السحرية على أنها تقدِّم كلاً من القوة والهُوية. نحن نعيش في ثقافة حريصة بإفراط على أن تعبّر النساء عن آرائهن، وتروج بشكل متطرف لتمكين المرأة. يُقال للشابات إن الكنيسة (بشكل عام) هي مجتمع ذكوري، وأن هذه الأنظمة تسحق النساء وتكبت أصواتهن.

من الهام للغاية للآباء والأمهات والقادة الروحيين أن يساعدن الشابات على إدراك تفردهن وجمالهن، ويشجعوهن على اكتشاف مشيئة الله لحياتهن.

 

التربية الكتابية

أظهر تقرير ﭼورﭺ بارنا عن جيل الألفية (Gen Z) أن ٤% فقط من هذا الجيل (مواليد ١٩٩٩ – ٢٠١٥) قد تبنوا رؤية كتابية. وهذه يا أصدقائي إحصائية خطيرة جدًا، وهو أمر يجب على أي أب وأم مؤمن أن يتناوله بجدية واهتمام.

هناك ألف كذبة تطوف حول الأبناء طوال اليوم، وفي كل يوم من حياتهم. من المستحيل أن نحذرهم منها واحدة فواحدة. الأخبار السارة هي أننا لسنا محتاجين لذلك.. إن تربيتهم في الحق يمكن أن يساعدهم على التمييز بين الحق والكذب.. هذا ما يسلحهم ضد أكاذيب الشيطان. علينا أن نساعد أبناءنا وبناتنا على أن يعرفوا هُويتهم ومشية الله من خلقهم.

 

كيف نفعل هذا؟

القدوة

علينا أن نقدِّم قدوة في قراءة كلمة الله ودراستها، والتحدث عنها مع شريك حياتنا، ومشاركة الأفكار الحلوة والمشجعة التي نراها فيها، وبالتحمس لها. إذا لم نأخذ زمام المبادرة في هذا، فقد لا يتحركون من تلقاء أنفسهم.

 

حفظ الآيات

أعرف أن هذا قد يمثل موضة قديمة، لكن حفظ آيات الكتاب المقدس لا يزال ممارسة قيمة للغاية. كلما قمنا بتخزين الحق بداخلنا، فإنه يطفو على السطح بسرعة أكبر عندما نحتاجه مباشرة. اجعل الأمر له معنى أكثر من خلال تحديد أحد الصراعات التي يخوضونها، وابحث عن الآيات الكتابية التي تتحدث بدقة عن هذا الأمر.

 

دعنا نتعمق أكثر ونبدأ بمساعدة أبنائنا على إدراك ما يوصله لهم العالم المحيط بهم، ونسلحهم بما يكفي من الحق لنحصنهم من المعارك التي يواجهونها.

 

 

© 2023 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally authored in English by Sarah Anne Sumpolec and published at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول