Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

How to Handle Stress in Your Children

 

بقلم: ﭼاكسون جرير

بالرغم أن أسباب التوتر والضغوط لدى أطفالك تعتمد على عدد متنوع من التأثيرات، يمكنك أن تظهر لهم الرجاء وتقدم لهم الدعم من خلال الأمان والمواساة.


في بعض الأمسيات كنا نلاحظ أن والدينا يتصرفان بطريقة مختلفة قليلاً. ولم نكن دائمًا نعلم الأسباب، لكن حوارتهما كانت تبدو غريبة بالنسبة لنا. كنا نلاحظ تغييرًا في النبرة أو درجة الصوت. وفي أحيان كنا نسمع قوائم طويلة من الأسئلة أو اتصالات تليفونية طارئة.

وفي مرات كثيرة، نادرًا ما كنا نعرف ما يحدث داخل هذه الأحاديث. لكننا كنا نشعر أن هناك شيئًا مختلفًا. وكان هذا يؤثر علينا.

عندما نفكر في هذا الآن، هذه اللحظات التي بدت مختلفة بالنسبة لطفل، كانت مواقف متوترة لوالدين مضغوطين. تخيَّل والدين مضغوطين يشعران بالتوتر. لكن أنا وأخي كطفلين لم نكن ندري ماذا نفعل. لكن توترهما كان لا يزال يؤثر علينا.

 

بالنسبة للوالدين، من الهام أن تعرفا أن أفعالكما وكلماتكما وسلوكياتكما تؤثر على أبنائكما. هذا قد يبدو محتاجًا إلى إثبات، لكن لا يمكن التهوين من تأثيرك على أبنائك. إن تجاوبك مع الضغوط في حياتك الخاصة يشكّل نظرة أبنائك لك. ومع ذلك فإن توترك الشخصي ليس هو الشيء الوحيد الذي قد يسبب التوتر لدى أبنائك.

وبالتالي ماذا ينبغي أن نفعل لتساعد أطفالك على إدارة مشاعر التوتر لديهم؟ حسنًا، إن فهم ما قد يسبب التوتر لدى أبنائك يمثل خطوة أولى ممتازة.

 

أسباب التوتر لدى الأطفال

في كل مرحلة عمرية تعتمد استجابات الأطفال للضغوط على طباعهم واهتماماتهم ونظرتهم للحياة. بالمثل فإن سبب التوتر لدى أبنائك يعتمد على عدد متنوع من التأثيرات. من السهل أن تلوم العوامل الخارجية أو تبرر الصعوبات على أنها الآلام المصاحبة للنمو. ومع ذلك فإن فهم ما يسبب التوتر لدى أبنائك يمكن أن يرسم مسارًا نحو الهدوء السلام.

 

تأمل أنشطة أبنائك وجدولهم. فكر في القائمة التالية من الأسباب الشائعة للتوتر بين الأطفال فربما وجدت صدى لها في حياتك أنت وحياة أولادك.

 

الأداء الدراسي

التوقعات العالية داخل غرفة الدراسة يمكن أن تقود إلى القلق بشأن المستوى الدراسي. الضغوط في هذا الجانب يمكن أن يصاحبها خوف من ارتكاب الأخطاء أو النزعة إلى الكمالية.

 

الأنشطة غير المدرسية

بالإضافة إلى المهام الدراسية هناك أنشطة مثل الرياضية، الكورال، دروس الموسيقى، أو الرسم، يمكن أن تسبب الضغوط لدى أطفالك. تعلَّم أن تدعم أبناءك خلال هذه الأنشطة. راجع نفسك فربما تجعل جدول ابنك/ ابنتك مكدسًا بالمهام والأنشطة.

 

التنمر

هناك مشكلة خطيرة تواجه الكثير من الأطفال، وربما تكون ظاهرة أو مختفية. بالإضافة إلى الضغوط قد يؤدي التنمر إلى الإحراج والانسحاب والأفكار والمشاعر السلبية المستمرة والمتصاعدة.

 

الصداقات

هذا العامل قد يكون خادعًا أثناء نمو أبنائك ونضوجهم. ابحث عن مصادر التوتر داخل الصداقات في هذه المراحل الانتقالية مثل المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية.

 

التغيرات العائلية

هذا العامل قد يكون غير واضح. التغيرات العائلية الكبرى قد تبدو واضحة، لكن أحيانًا يكون للتأثيرات آثار ممتدة داخل أبنائك. من وصول أخ/ أخت جديد، إلى الخلافات بين الزوجين، إلى الطلاق، إلى حالة وفاة مفاجئة، أو الانتقالات العائلية غير المتوقعة؛ كل هذا قد يسبب للأسف التوتر لدى أبنائك.

 

أعراض التوتر لدى الأبناء

من الطبيعي لطفلك أن يشعر بطيف واسع من العواطف مثل الخوف، الغضب، أو القلق. لكن عندما تبدأ هذه العواطف في التأثير على سلوك ابنك وعاداته اليومية، فربما تكون هناك مشكلات أكثر خطورة.

التوتر يختلف عن القلق. وبرغم أن التوتر والقلق مترادفان مع القلق والخوف، إلا أن هناك اختلافات واضحة. الأهم من ذلك، عادة ما يكون التوتر منفصلاً عن القلق. فالقلق يتميز بمخاوف متواصلة لا تبدو أنها تختفي. على الجانب الآخر، يمثل التوتر استجابة طبيعية وشائعة لأحد المواقف مثل أي تغيرات حياتية أو تهديدات خارجية.

 

إن خطوات مواجهة التوتر والقلق تتضمن اختلافات رئيسية. إذا ظننت أن طفلك قد يختبر القلق أو الخوف لوقت طويل، احرص على قراءة بعض مصادرنا عن القلق.

 

دعنا نستكشف بعض الأعراض الأساسية للتوتر لدى أبنائك.

أعراض سلوكية أو نفسية:

  • صعوبة في التركيز.
  • إثارة مشكلات في المدرسة.
  • ظهور عدد من المخاوف.
  • عصيان غير معتاد.

 

أعراض عاطفية:

  • نوبات غضب.
  • أنماط غير عادية في البكاء.
  • كوابيس.
  • تعلُّق مفرط.
  • انعزال عن العائلة أو الأصدقاء.

 

أعراض جسمانية:

  • وجع في البطن مفاجئ.
  • نوبات صداع عادي أو نصفي.
  • عض الأظافر.
  • اضطراب في النوم.
  • مشاجرات زائدة عن الحد.

برغم أن هذه الأعراض قد لا تعني الإصابة بالتوتر دائمًا، إلا أنها قد تفيد في تحديد ضرورة التدخل بإجراءات معينة عند الضرورة.

 

التوتر وعائلتك

بعض العائلات لديها استعداد أكثر من غيرها للإصابة بالتوتر، وذلك يرجع لأسباب متنوعة. ربما يوجد سبب خارجي للضغوط التي تسبب توترًا لا داعي له. بالنسبة لبعض الأطفال قد يوجد سبب اجتماعي أو دراسي للتوتر. وربما يوجد سبب مجتمعي أو جغرافي يؤثر في قدر التوتر داخل حياتك.

بصرف النظر عن السبب، التوتر يؤثر للأسف على جميع أفراد العائلة. لنأخذ فترة الحمل على سبيل المثال. فالتوتر يوجد بجانب الفرح والانبهار والأمل في طفل جديد. وهو يمتد إلى أبعد من الأم والجنين. الأب يختبر التوتر في توفير الرعاية والدعم. والأطفال الآخرون يختبرون التوتر في التأقلم على النتائج المصاحبة بوصول أخ/ أخت جديد. حتى الجد والجدة يختبران التوتر طوال مراحل العمر المختلفة.

إن تعلُّم مواجهة التوتر بشكل لائق في حياتك سيفيد عائلتك، وخاصة أبنائك. تذكر أن أبناءك يلاحظون التغيرات في سلوكك. وتمثل طريقة تعاملك مع شريك حياتك وعائلتك وأبنائك بمثابة نافذة تطل على ما في قلبك. وبرغم أن أطفالك قد لا يفهمون كل التفاصيل الدقيقة لحياتك، فإنهم بالتأكيد يرون تغيرات في حالتك المزاجية وأفعالك. في بعض المرات يمكن لأمور في حياتك أن تؤثر وتولِّد التوتر لدى أبنائك. وعندما يصاحب ذلك بعض أسباب التوتر الخارجية المختلفة من المدرسة والأصدقاء والأنشطة غير الدراسية، وعالمهم الخاص، فإن التوتر يبدأ في إرباك أبنائك.

 

خطوات لإدارة التوتر

ترسيخ عادات سوية أمر ضروري للتغلب على التوتر لدى أبنائك. إلا أن هذا قد لا يبدو دائمًا الشيء الأسهل في فعله. إن مساعدتك لطفلك على تعلُّم التأقلم مع التوتر تستغرق وقتًا. وهذا أمر لا بأس به.

إدارة التوتر تتغير عندما تتغير الظروف المحيطة بنا، وهذا يحدث كثيرًا بينما ينضج أبناؤك. ومع ذلك كأب أو أم، يمكنك تقديم الأمل والمواساة لأبنائك بخلق شعور بالأمان في العادات والأنشطة الإيجابية.

 

الصلاة

عبر صفحات الكتاب المقدس، ليست مصادفة أن يذكر عدد كبير من الأشخاص موضوع الصلاة حينما يتحدثون عن كيفية مواجهة الضغوط والتوتر.

يقول الملك داود في أحد مزاميره: «أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ» (مز ٥٥: ٢٢).

وفي مزمور آخر يقول داود: «طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ» (مز ٣٤: ٤ و٥).

وجّه طفلك نحو الراحة الجسدية والروحية. حاول أن تقود طفلك إلى مكان هادئ سواء داخل المنزل أو خارجه. ساعده على التهدئة بطرح أسئلة بنبرة هادئة مطمئنة. ثم ابدأ في الصلاة! ابدأ بجمل قصيرة، قد يكون التوقف للحظات من حين لآخر أمرًا مفيدًا. في النهاية اسأل طفلك إذا كان لديه أي شيء يريد أن يصلي لأجله. إذا كنت تحتاج لنماذج للصلاة، فكر في قراءة المزامير أو الصلوات التي قالها السيد المسيح في الأناجيل.

 

التعبير

إن إيجاد أفضل طريقة للتنفيس عن التوتر هو أمر هام للغاية لأطفالك. مثل الصلاة، دورك كأب أو أم أن تعمل على تشجيع أطفالك نحو التعبير بشكل إيجابي عن توترهم ليجدوا السلام والمواساة. تذكر أنك أفضل مَن يعرف أبناءك، لذلك وفر مسارًا للتنفيس عن التوتر. استكشف بعض الأفكار التالية من أجل أطفالك:

- التدريبات البدنية: المواظبة على التدريبات البدنية هو أحد أفضل الطرق للتخلص من التوتر. شجّع أبناءك على المواظبة على التمرين من خلال الرياضة التي يستمتعون بها، أو اللعب خارج المنزل، أو ركوب الدراجة، أو حتى بممارسة المشي.

 

- الكتابة أو الرسم: بناءً على المرحلة العمرية لطفلك، الكتابة قد تمثل طريقة نافعة لإزالة الأفكار والمشاعر المصاحبة للتوتر. ربما تفكر للأطفال الأصغر سنًا أن يستخدموا علبة ألوان جديدة ولوحات، أو توجههم نحو وسيلة إلكترونية غير مضرة لمعالجة التوتر.

 

- السفر: ربما يكون في شكل رحلة تقليدية لمدة أسبوع، أو ليوم واحد إلى مكان لم يذهبوا إليه من قبل. حاول تغيير الظروف المحيطة بطفلك لتخلق مسافة تفصلهم عن الشيء الذي قد يسبب التوتر. ثم عالج الموضوعات الرئيسية بطرح أسئلة ذكية عليهم.

 

الدعم

الاعتراف بمشاعر أبنائك أمر لا غنى عنه للنجاح. تطمينك لهم بأن أفكارهم ومشاعرهم مُقدّرة يوصل لهم محبتك الكبيرة وتقديرك لهم. عند معالجة التوتر لدى أبنائك، تذكر أن تواظب على تقديم لمسة إيجابية ولغة جسد إيجابية. انظر لهم في أعينهم واحتضنهم. أحيانًا توصل اللمسة الجسدية دعمًا أكثر من كلماتك.

تعلَّم أن توازن بين التوجيه والتعليم من جهة وإصغائك ودعمك من جهة أخرى. يقول النبي إشعياء عن الأطفال: سيكون «كُلَّ بَنِيكِ تَلاَمِيذَ الرَّبِّ، وَسَلاَمَ بَنِيكِ كَثِيرًا» (إش ٥٤: ١٣). بالثقة والأمانة سيرشد الرب أبناءك. ركز على ترسيخ الثقة في نفوس أبنائك.

كن صادقًا معهم من جهة صراعاتك. ومشاركتك بالقدر المعقول لخبراتك سيتيح فرصة للدعم المتبادل بينك وبين أبنائك.

 

أفكار ختامية عن معالجة التوتر لدى أبنائك

تذكر أن تكون رؤوفًا بنفسك وبأطفالك. احرص على أن يعرف أطفالك أنك تحبهم لأشخاصهم. أعطِ لنفسك ولأطفالك قدرًا متساويًا من الوقت للتعلُّم والنمو.

 

 

 

© 2023 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission, Originally Published in English at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول