Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

How to Stop Your Childs Angry Cycle

بقلم: تريشيا جوير

قد تبدو مساعدة أبنائك على التعامل مع غضبهم مهمة مستحيلة عندما تشتعل نيران المشاعر. لكن يمكنك تدريب أبنائك على إدراك محفزات الغضب واستبدالها بحقائق تساعدهم على الخروج من دائرة غضبهم.


 

أذهلتني شرارة الغضب في عيني ابنتي ”مادي“ التي كانت على أعتاب مرحلة المراهقة. كنا نخيِّم، وأخت مادي، ”عاليا“، ذات الست سنوات، كانت قد أحرقت إصبعها في الحطب المشتعل. وبينما كنتُ أعالج الجُرح اقتربت مادي إليَّ، ثم قالت بخشونة: ”لقد حرقت نفسي أنا أيضًا.. في الليلة الماضية عندما كنا نشوي المارشميلو.“

وبينما كانت عاليا تصرخ بجواري، حاولت ألا أُظهر إحباطي، وقلت لها: ”انتظري.. أحتاج أن أساعد أختكِ أولاً.“ كانت هذه أول مرة أسمع عن الحرق الذي أصاب مادي.

اشتعل غضب مادي: ”أنتِ دائمًا تساعدينها هي أولاً! أنتِ لا تهتمين بي على الإطلاق!“ ثم اندفعت إلى الكابينة، بينما كنت أنتهي من تضميد يد عاليا.

رجعتُ إلى الكابينة وأنا مذعورة من المواجهة التي تنتظرني. أستطيع أن أتخيَّل كيف ستسير الدقائق التالية: توسلات وإلحاح مني، وتصاعد للغضب والاتهامات منها. كان لابد من وجود طريقة أفضل للتحكم في دوائر الغضب. هذا الموقف جعلنا كلنا منهكين، خاصة مادي.

 

دائرة الغضب

بمجرد أن يغضب الطفل، من السهل عليه أن يظل في حلقة من الأفكار والمشاعر والاستجابات الجسدية التي تغذي غضبه. فيما يلي كيف تبدو دائرة الغضب:

١- يحدث شيء يُولِّد ألمًا أو ضيقًا، فيطلق غضب الطفل. هذا الحدث قد يكون شيئًا قاله أو فعله شخص آخر، أو توقعًا ما لم يُسدَّد.

٢- الألم يحفز الأفكار أو الذكريات التي تركز استجابة الطفل بالغضب على شخص آخر. على سبيل المثال، ربما يظن أنك لا تفهم حياته، أو أنك تهتم أكثر بأحد إخوته.

٣- هذه "الأفكار المحفزة" تؤدي إلى استجابة عاطفية سلبية.. فيشعر طفلك بالإحباط، الرفض، الخوف، أو الغيظ.

٤- هذه المشاعر تؤدي إلى استجابة جسدية، مثل احمرار الوجه، تشنج الفك، زيادة ضربات القلب، ضم قبضة اليد. وعندما يسيطر الغضب، يجد الطفل صعوبة في التفكير بشكل منطقي.

٥- في النهاية، تحدث استجابة سلوكية. وتؤدي الأفكار المحفزة مع المشاعر والاستجابة الجسدية إلى الشجار، أو الهرب، أو الاستجابة المتجمدة.

 

توقيف دائرة الغضب

كثيرًا ما نحاول أن نلقي محاضرة على مسامع أبنائنا أو نعلمهم درسًا وسط نوبة غضبهم -في الوقت الذي يكونون عاجزين عن التفكير بشكل منطقي. أفضل جهودنا للتقويم على الأرجح لن تنجح عندما يكون الطفل في حالة انفعالية عالية، والتأديب القاسي في هذه الحالة عادة ما يجعل الأمور أسوأ.

هذا ينطبق على الأطفال من كل الأعمار: فالمراهق المنفعل الغاضب لا يمكنه أن يتحلى بالعقلانية أكثر من طفل في سن المشي منفعل وغاضب. عندما يغضب أحد أبنائي، أعرف أنه عليّ أن أوقف دائرة الغضب قبل أن يحدث أي شيء آخر. استخدم إحدى العبارات التالية بدلاً من تصعيد رد الفعل:

-              ”أرى أنك غاضب.“

-              ”أنا آسف لأن هذا حدث لك. سأكون متاحًا للتحدث معك عن الأمر عندما تكون مستعدًا لذلك.“

-              ”أنا أغضب أيضًا. كيف أساعدك؟“

-              ”عندما تكون مستعدًا، سأخبرك كيف أتعامل مع الأمور حين أغضب.“

-              ”ليس هناك مشكلة في أن أغضب، لكن فكر كيف ستتصرف في المرة القادمة. اتخذ قرارات صائبة.“

-              ”أتفهَّم أنك غاضب. لكن هل تستطيع أن تحاول أن تتفهم فكرتي؟“

عندما أعترف بغضب أبنائي، فهم يرون أنني أولي اهتمامًا بهم. وعندما أتيح لهم نفسي، قد يتوجه أبنائي إليَّ طلبًا للمساعدة. إنهم يريدون بالفعل اتخاذ اختيارات صائبة.. هم فقط يحتاجون إلى المزيد من الإرشاد. وهم كثيرًا ما يكونون ممتنين عندما أعرض عليهم المساعدة بدلاً من إرسالهم إلى غرفتهم أو فرض بعض التبعات.

عندما أتيح نفسي وأعيرهم انتباهي فهذا يؤثر دائمًا بشكل أفضل عن أن أطلب من الطفل أن يهدأ! اختيار الكلمات المناسبة في خضم غضب أحد أبنائي يمكن أن ينزع فتيل التوتر، ويؤدي إلى حلول سوية.

 

تدريب الأبناء على الوعي بدوائر غضبهم وتوقيفها

عندما يغضب الطفل، تحدث عدة تفاعلات كيميائية داخل جسمه. وبحسب إحدى منظمات الصحة العامة: ”تفرز الغدد الكظرية طوفانًا من هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول. والمخ يحول الدم بعيدًا عن الأحشاء ويجعله ناحية العضلات، استعدادًا لبذل جهد بدني. وترتفع ضربات القلب، وضغط الدم، ومعدل التنفس.“

نستطيع مساعدة أبنائنا على فهم ما يحدث داخل عقولهم وأجسادهم عندما تُثار أفكار سلبية لديهم حتى لا يدخلوا في دائرة الغضب، وقد يصبح هذا عادة لديهم. بوسعنا أن نعلِّم أبناءنا أن يرصدوا دوائر الغضب لديهم ويجعلوها تتوقف باستخدام الكلمات الثلاث التالية:

-              حدِّد (Recognize): حدِّد الفكرة التي سبقت المشاعر.

-              تأمَّل (Reflect): فكِّر في مدى دقة ونفع هذه الفكرة.

-              وجِّه (Redirect): غيِّر الفكرة بفكرة أخرى أكثر دقة ونفعًا.

 

 

حدِّد (Recognize)

كيف يبدأ الطفل في تحديد والتعرف على الأفكار التي تحفز الغضب؟ ابدأ في كتابة قائمة بالأفكار التي تؤدي إلى الغضب على ورقة، وراجعها بانتظام مع طفلك. على سبيل المثال: ”إنها لا تهتم“، ”هذا ليس عدلاً“، ”لا أحد يحترمني“.

إذا كان الطفل غير قادر على تحديد هذه الأفكار، يمكنك مساعدته بأن تقول له مثلاً: ”لاحظت أنك عندما تظن أنني لا أصغي إليك، فأنت تغضب مني جدًا.“ حاول أن تلاحظ الأنماط التي لا يدركها طفلك، وساعده على إدراكها.

 

تأمَّل (Reflect)

بعد ذلك، علِّم طفلك أن يراجع أفكاره. على سبيل المثال، عندما يختبر استجابة عاطفية قوية، شجعه على تقييم أفكاره هل هي صحيحة أم خاطئة. عندما يتعلم الطفل تقييم أفكاره بهذه الطريقة، سيتمكن أكثر من تغييرها.

 

وجِّه (Redirect)

الخطوة التالية هي استبدال الأفكار المغلوطة بالحقيقة. تقول فيلبي ٤: ٨ «أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا.»

استبدال الأفكار السلبية التي تحفز الغضب بأفكار بنَّاءة يتطلب بعض الممارسة. ساعد طفلك على التركيز على الحقيقة بالإصغاء إلى الأفكار العكسية للأفكار التي تحفز الغضب التي كتبتها. على سبيل المثال: ”أعرف أن أمي تحبني“، ”الله معي في الظروف الصعبة“، ”أستطيع أن أقدم قدوة حسنة للآخرين.“

عندما يتعلم أبناؤنا كيف يرصدون ويراجعون ويغيرون أفكارهم التي تحفز الغضب، فإنهم يتمكنون من منعها من التحول إلى مشاعر سلبية ونوبات غضب. بينما نساعدهم على إعادة توجيه الأفكار التي تحفز الغضب إلى أفكار حقيقية، فإننا نهيئهم لتوقيف دائرة الغضب والخروج منها.

 

 

 

 

الغضب في المراحل العمرية المختلفة

يختبر الأطفال الغضب بطرق مختلفة في مراحلهم العمرية المختلفة.. الرُّضَّع، أو في سن المشي، أو ما قبل المدرسة، أو ما قبل المراهقة. وتبدأ استجابة الطفل لهذه المشاعر مبكرًا، وتتطور في مراحل الطفولة المختلفة. وتستمر قدرتهم على ضبط النفس وتهدئة أنفسهم في التطور حتى يصلوا إلى النضوج في مرحلة الشباب. نحتاج أن ندرب أبناءنا على الاستجابة الملائمة عندما يغضبون، بصرف النظر عن أعمارهم. إن معرفة الأسباب الداخلية للغضب في كل مرحلة عمرية يمكن أن يساعدنا على تحديد بعض الأمور، ويمنحنا الأدوات الضرورية لمساعدة أبنائنا على التعامل مع غضبهم بطرق سوية.

من الولادة حتى اكتمال السنة الأولى

يبكي الأطفال في سن الرضاعة لأنهم يحتاجون إلى التغذية، أو ليحتضنهم أحد، أو لتغيير الحفاض، أو لأنهم يشعرون بالتعب أو المغص أو الألم، وليس بسبب سوء السلوك. عندما يبكي الرضيع، فهذا لسبب وجود احتياج مشروع، ونحن كوالدين يجب أن نسعى لتسديد هذا الاحتياج بمحبة. كذلك قد يبكي الرضيع عندما يشعر أن مُقدِّم الرعاية له غاضب أو متوتر. في حالات كثيرة، تهدئة أنفسنا أولاً قبل تسديد احتياج أبنائنا يأتي بنتيجة أفضل.

 

٢- ٥ سنوات

كل أب وأم يدرك أن الصغار يختبرون الإحباط. فما قد يُسمى سوء سلوك لدى الأطفال الأكبر يمثل في كثير من الأحوال لهذه السن استجابات تجاه الخوف، الإثارة المفرطة، الإجهاد، أو الجوع. هؤلاء الأطفال يعوزهم أحيانًا المهارات اللفظية لتوصيل أفكارهم ومشاعرهم، وهذا الإحباط قد يكون سببًا للغضب. وهذه المشاعر قد تجعلهم يصرخون، يتجهمون، يلقون ويضربون بالأشياء.

ساعد الأطفال في هذه المرحلة أن يصفوا مشاعرهم بكلمات. اعمل على تطوير مهارات التواصل هذه في أوقات تخلو من نوبات الغضب أو البكاء. وكلما استطاعوا التواصل بشكل أفضل، وكلما شعروا أننا نسمعهم، قلت استجابتهم للمواقف بنوبات غضب.

 

٦ - ٩ سنوات

بالنسبة لكثير من الأطفال في سنوات المدرسة، يمثل التغيير سببًا للغضب. كان أبنائي يحبون أن يعرفوا بالضبط ماذا سيحدث ومتى سيحدث. وعندما كنت أقدِّم لهم هذه المعلومات، كانت الأيام تسير بسلاسة. خلق الروتين حتى يعرف الأطفال ماذا يتوقعون سيساعد على نزع فتيل التوتر الذي يقود إلى الغضب. الروتين النافع قد يتضمن ما يصاحبه من المهام المنزلية، والواجبات المدرسية، ووقت الطعام والنوم.

 

١٠- ١٢ سنة

الأطفال في هذه المرحلة يتأرجحون بين الطفولة والمراهقة. كثيرون يختبرون علامات مبكرة للبلوغ وتغيرات هرمونية يمكن أن تجعلهم يشعرون بالتوتر. فضلاً عن ذلك، هؤلاء الأطفال يسعون إلى مزيد من الاستقلالية، وكثيرًا ما يحاولون اختبار السلطة، خاصة سلطة والديهم. الأطفال قبل المراهقة قد يشعرون بالانعزالية والذعر بسبب التغيرات التي تحدث بداخلهم، وبسبب أصدقائهم وأقرانهم. هذا قد يولد اختلالاً عاطفيًا يظهر في شكل غضب. ابحث عن طرق للبدء في إعطاء الأطفال في هذه السن جرعات صغيرة من الاستقلالية وتحمُّل مسؤولية حياتهم.

 

مرحلة المراهقة

بينما يقترب المراهقون من النضوج، يظل لديهم احتياج لمزيد من الاستقلالية والتحكم في حياتهم. الغضب هو عاطفة يمكن أن تثار بسبب أمور خارجة عن السيطرة في حياتهم، مثل مشكلة ما مع الأصدقاء، أو تعرض للتنمر، أو ضغوط في المدرسة، أو حتى علاقة متوترة مع أحد الوالدين.

خلال هذه السنوات، تمر أجسادهم بتغيرات هائلة كثيرة، وترتفع الهرمونات لديهم إلى مستويات عالية جدًا. ربما يريد المراهقون أن يسهروا، لكن قلة النوم قد تؤدي إلى تقلبات مزاجية قد تؤدي إلى الغضب.

 

 

© 2021 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Authored by Tricia Goyer and originally published in English at focusonthefamily.com.

 

 

 مقالات ذات صلة

The Difference Between Training and Controlling small Why Kids Need Boundaries small Why Do Kids Misbehave small

 

الفرق بين التدريب والتحكم

 

لماذا يحتاج الصغار إلى الحدود؟

 

لماذا يُسيء الأطفال التصرف؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول