بقلم: تريسي أيستر
"انظري يا ماما، لقد قمت بترتيب دولابي! انظري كيف يبدو جميلاً!" و أنا واقفة هناك أتأمل ما بدا لي فوضى غير منظمة، أخذت أفكر ماذا يجب أن يكون رد فعلي. أردت أن أفرغ الخزانة بأكملها، و أبدأ هذا المشروع من جديد، وأفعله بشكل صحيح – بطريقتي الخاصة.
بدلاً من ذلك، ابتسمت وقلت: "ممتاز! لقد عملتِ جاهدة. الآن هيا نأخذ هذا الكوم إلى القمامة."
الاحتياج إلى التحكم
هل ذهبت قبلاً من وراء أبنائك وأعدت العمل الذي قاموا به من جديد؟
مثل: تنظيم غسالة الأطباق مرة أخرى، تطوير المشروع المدرسي للعلوم، أو إعادة تنظيم الخزانة (الدولاب)؟ أنا قمت بذلك.. وأنا أخجل من نفسي عندما أقر بذلك. عندما لم يحقق أطفالي توقعاتي، أصبحت محبطة وطالبتهم بالالتزام بالتعليمات.
بعض الأمهات يعتقدن أن الحاجة إلى السيطرة لازمة، بينما الأخريات يعتبرنها كفاءة. لكني تعلمت أنها من حيث المبدأ علامة على أن الأم ببساطة أدخلت نفسها في فخ "أنا الأم" و أصبحت عالقة فيه. قد يكون هذا المأزق مألوفًا لديك.. المؤشرات تتضمن رغبة ملحة للسيطرة على ما يفعله أبناؤنا وكيف يفعلونه بالضبط.
احتياجنا إلى السيطرة غالبًا ما يعكس توجهنا الداخلي. هل نقيس السلام والرضا بقدرتنا على تحقيق النظافة والنظام؟ وفي طريقنا لتحقيق النظام، هل نجد أنفسنا نخلق فوضى، لدرجة جرح الأطفال الذين نتولى رعايتهم؟
تغذية الرغبة في النجاح
دورنا كالمعلم الأول لأبنائنا أن نحفزهم ليحسنوا من أدائهم، ونغرس فيهم الرغبة أن يفعلوا حسنًا. الدرس لنا كسيدات هو أن نرغب في تحقيق إرادة الله أكثر من إرادتنا الشخصية، لأنفسنا و لعائلاتنا (يوحنا الأولى ٢ : ١٧).
أمثال ٢٢ : ٦ يرشدنا قائلاً: «ربِّ الولد في طريقه»، وليس "تحكَّم في الولد في الطريق الذي نريده نحن أن يذهب". عندما نقلل من التمسك أن نفعل الأشياء بطريقتنا، ونكثر من التعليم و التشجيع، يمكن أن يتعلم أولادنا احدى أخلاقيات العمل الجيدة، وفي نفس الوقت نحن (كأمهات) نجد سلامًا و رضاً. أليس هذا مثل الله الذي يشكلنا وينمينا كما نشكل وننمي أولادنا؟
تربية الأطفال نحو النجاح واحدة من أكبر أفراح الأمومة.. لن نجد السعادة عن طريق السيطرة، ولكننا سنزدهر عندما نستبدل موقف "أنا الأم" بقلب مملوء بالنعمة.
Translation © 2019 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.
