Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

Body Image Issues and Eating Disorder

بقلم: إيلاين هامفريز

ترجع جذور عدم الرضا عن الجسد واضطرابات الشهية إلى الرسائل التي تبثها الثقافة المحيطة بنا- فكيف نساعد أطفالنا على التغلب عليها؟


لقد أصبح الرضا عن الجسد واضطرابات الشهية ظاهرة منتشرة وشائعة جدًا في ثقافتنا. الصبيان والفتيات من كل الأعمار يصارعون مع هذه المشكلات، وصارعت أنا أيضًا معها ليس من وقت طويل. لكن لماذا تفشت اضطرابات الشهية وعدم الرضا عن الجسد بهذا الشكل في مجتمعنا؟ وكيف للوالدين أن يساعدا طفلهما على التغلب عليها؟

 

القصة الأصغر للوثنية

في مرات كثيرة في الكتاب المقدس نرى الطبيعة البشرية وهي تنجذب إلى ”القصة الأصغر“ للسعي نحو التحكم والراحة والأمان حتى يجدوا الحياة. البحث عن هذه الأمور هو نوع من الوثنية. لكن بناء علاقة عميقة مع الله هو النبع الوحيد للحياة الحقيقية.

بنو إسرائيل مثال جيد؛ فبالرغم من عناية الله وحمايته لهم وأمانته تجاههم، إلا أنهم اختاروا الإشباع الفوري لرغباتهم بدلاً من الحميمية العميقة معه. الله لم يفرض نفسه بالإكراه عليهم، لكن حدثت تبعات طبيعية لاختياراتهم. دفع بنو إسرائيل ثمنًا غاليًا بسبب قلوبهم وأذهانهم المنحرفة. غير أن المعاناة الناتجة عن ذلك لم تكن كافية لإرجاع قلوبهم إلى الله. نحن نرى تجسيد هذا السيناريو مرارًا وتكرارًا عبر تاريخ البشرية. يمكنك أن ترى هذه القصص في أسفار القضاة ٢: ١- ٣؛ القضاة ٢: ١٠- ١٣؛ كورنثوس الأولى ٦- ٧؛ ومزمور ٧٨: ٤- ٧.

 

التبعات الثقافية

مثل بني إسرائيل، نحن أيضًا يبدو أننا نميل بكياننا نحو الوثنية والعيش في ”القصة الأصغر“ للإشباع الفوري للرغبات. ولا نرى هذا متفشيًا في أي مكان أكثر مما نراه في مجتمع شباب اليوم. ثقافة اليوم التي تتمركز حول الذات -مع السوشيال ميديا، والإشباع الفوري للرغبات، والتسخيف من القيم التقليدية، وتمجيد اللذة بدلاً من السعي من أجل النزاهة- كل هذا قد أدى إلى المزيد من العزلة، وانجذاب الشباب نحو الإدمان، والاكتئاب، والقلق، واليأس. هذه الثقافة تخلق تشويهًا مميتًا للهدف من خلق الله لأطفالنا، ولشخصية الله، ولمعني الحياة. والآن أكثر من أي وقت مضى نحن في حرب على قلوب وأذهان شبابنا.

المراهقون والشاشات

 

عدم الرضا عن الجسد واضطرابات الشهية

مشكلات النظرة إلى الجسد واضطرابات الشهية هي من تبعات هذا الانحدار الثقافي، بالرغم أنها ليست جديدة. هذه المشكلات تؤثر في المعتاد على الإناث أكثر من الذكور، بالرغم أن هذا الأمر قد تغير.

 

أنواع اضطرابات الشهية

الاضطرابات التالية في الشهية والنظرة للجسد هي من أكثر الاضطرابات الشائعة وبالأخص لدى الإناث:

١- البوليميا (النهم ثم استثارة التقيؤ).

٢- فقدان الشهية العصبي (تقليل الطعام بدرجة كبيرة جدًا).

٣- اضطرابات نهم الطعام.

٣- اضطراب الإفراط الوسواسي في تناول الطعام.

٥- اضطراب تناول الطعام الاجتنابي.

وبرغم أن القائمة السابقة ليست حصرية عن اضطراب الشهية وعدم الرضا عن الجسد، فهي قائمة بأكثر الاضطرابات الشائعة. إذا أظهر طفلك علامات أحد هذه الاضطرابات، لا بد من الحصول على مساعدة متخصصة في أقرب وقت ممكن.

 

الانغماس في سلوكيات مدمرة

أنا جزء من الجيل الذي وُلد في نهاية الحرب العالمية الثانية، لكني اختبرت هذا الانحدار الذي أدى إلى البوليميا. صدمات مرحلة الطفولة، وعدم وجود توجيه من والدين أتقياء، وغياب الأساس الروحي، والنمو في ثقافة سطحية، كل هذا ساهم في انتشار التفكير المشوه حول نظرتي لجسدي وهُويتي. كلنا عرضة لأكاذيب العدو، وبدون أساس صلب عن حقيقة الله وإرادته من خلقتنا، ومنظومة دعم قوية لتقديم المساءلة والحب، يمكننا بسهولة أن نقع فريسة لهذه الاضطرابات. من الأكاذيب التي صدقتها الآتي:

- لا بد أن تكوني نحيفة بأي ثمن.

- لا بد أن ترضي الجميع.

- لا يجوز التعبير عن الغضب أبدًا، أو حتى رأيًا مخالفًا.

- كن مثاليًا حتى تنالي الحب والقبول.

هذه الأكاذيب تسربت إلى قلبي ومخي، وببطء انغمستُ بقوة في السلوكيات المدمرة للبوليميا، بالرغم أنني كنت مسيحية.

 

محاربة البوليميا والتغلب عليها

لقد تغلبت على البوليميا بمساعدة المشورة الروحية الفعالة، ودعم مجتمع يتضمن أصدقاء صالحين يحبون الله، وأشعر بالآمان عندما أشاركهم بانكساري، وكنيسة قوية مبنية على الحق الكتابي والعلاقة مع الله. ساعدني الروح القدس أن أتقبل إنسانيتي وانكساري، وأرى احتياجي للصليب. تعلمت أن أخبر نفسي بالحقيقة، وبدأت أحترم نفسي وأقبلها -في الجيد، السيئ، والقبيح.

قادني الله في رحلة للعثور على ذاتي الحقيقية. وتدريجيًا جدَّد عقلي حتى أرغب وأسعى نحو الأمور ذات القيمة الأبدية بدلاً من الأمور التي تشبع رغباتي. انغمست في الحق الكتابي حتى تتشكل داخلي هُويتي في المسيح. وقضاء الوقت في قراءة كلمة الله غيَّر منظوري للحياة. ولم أعد اكتسب نظرتي لنفسي من الثقافة أو الميديا أو العالم. في المقابل تعمدت أن أختار الصورة صحيحة لنفسي من الله ومن كلمته. لقد ساعدني الله على رفض أكاذيب العدو والأفكار المغلوطة التي تقدمها الثقافة والميديا بشكل جذاب جدًا. توقفت عن تجويع نفسي، وتوقفت عن الريچيم القاسي، وبدأت أسمح لنفسي بأن أغذي نفسي وجسدي وذهني وروحي. والنتيجة أن احتياجي للبوليميا قد انسحب من الباب الخلفي.

 

كيف تبدأ الطريق نحو الشفاء

إذا كنت تصارع، أو أحد أبنائك، مع البوليميا، أو أحد اضطرابات الشهية، فيما يلي بعض الأشياء التي يمكنك أن تفعلها للبدء في الطريق نحو الشفاء:

١- أولاً، كن مستعدًا لإخبار نفسك بالحقيقة، كُن متواضعًا وتب عن وثنيتك، واقبل محبة الله الغامرة وغفرانه.

٢- ابحث عن بعض المساءلة. ربما تختار الحصول على المشورة من مشير مسيحي يتقي الله ومُدرَّب في التعامل مع اضطرابات الشهية. احرص على أن تتواصل مع كنيسة نشطة، وأصدقاء آمنين، ومرشدين روحيين.

٣- اختر مشاريع وأنشطة وأطعمة وأصدقاء تضخ الحياة لديك. عندما تمتلئ حياتك وذهنك بالحياة الواقعية، وليست بالحياة المزيفة، فإنك ستفقد الاحتياج لهذا الزيف.

٤- بعض الحالات الحادة من اضطرابات الشهية وعدم الرضا عن الجسد ربما تحتاج إلى تدخل طبي، أو الحجز داخل المستشفى وتلقي العلاج داخلها. احرص على تلقي المساعدة على الفور إذا احتجت لذلك.

 

ما نغذي به أذهاننا، ومَنْ نختار قضاء الوقت معهم، والأنشطة التي نمارسها، كل هذا يساهم في الصور التي نشكلها في تفكيرنا. تأتي ”الذات المزيفة“ من الانغماس فيما يقوله العالم والجسد والشيطان عن هُويتنا. يحتاج الأمر لجُهد متعمَّد لنخبر أنفسنا بالحقيقة ونطبعها على أذهاننا وقلوبنا.

 

 

© 2022 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published at focusonthefamily.com.


مقالات ذات صلة

 

4 Truths in a Culture of Lies small Why Social Media Shouldnt Define Your Teen small The Truth About Beauty small
 ٤ حقائق في ثقافة مليئة بالأكاذيب

 

لماذا لا ينبغي أن تحدد السوشيال ميديا قيمة ابنك المراهق

 

 الحق عن الجمال

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول