Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: باتريشيا جونسون

للمزيد من هذه السلسلة:

١- عندما تأتي الأحزان ماذا نفعل؟                 ٢- مراحل الحزن واستيعابها

٣- حزن أم صدمة أم اكتئاب؟                       ٤- كيف نساند أحباءنا في حزنهم؟


بعد وفاة أحد الأحباء يجد الحزانى صعوبة في تأدية أعمالهم اليومية. لأن العذاب النفسي البطيء، والإحساس بالصدمة، والإنزواء عن الناس.. كلها ردود أفعال مؤلمة وإن كانت طبيعية في مثل هذه المواقف.

 

والسؤال هو: هل من الممكن أن تنزلق في الحزن ولا تخرج منه بالرغم من هذه الأعراض المتوقعة؟ ماذا لو كانت الخسارة كبيرة، وأوحت لك بأفكار تدعو إلى الانتحار أو إيذاء النفس؟ وكيف تساعد الصدمة في عملية التعافي؟

إن أعراض الحزن والاكتئاب والصدمة متشابهة إلى حد ما. ولكي نتجاوب مع هذه الأعراض بشكل ملائم ونتحرك قدمًا في الحياة، من الهام للغاية أن نفهم أوجه الاختلاف بينهم.

عندما يصبح الحزن اكتئابًا 

من الشائع أن يشعر هؤلاء الحزانى بالبؤس والفراغ والقلق. يتضمن الحزن مشاعر مختلفة تتولد لدى الأشخاص كلٍ على طريقته؛ ولابد من مرور وقت لقبول ما حدث وما يصاحبه من تغيرات. ومع ذلك في بعض الأحيان تستمر حالة الاكتئاب ولا تتحسن بمرور الوقت، وتصيب الحياة اليومية للشخص بالارتباك الشديد أو الشلل التام. وهذا قد يكون مؤشرًا على حالة من الاضطراب الاكتئابي. 

 

 

وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان American Cancer Society ، فإن واحد من كل خمسة أشخاص فقدوا ذويهم ظهرت عليهم حالة اكتئاب شديد أو ذهان اكتئابي (Major Depression  ) (١). ومن الصعب التنبؤ بمَنْ سيتحول حزنه إلى اكتئاب عقب وفاة أحد أحبائه. ومع ذلك العوامل الآتية قد تسهم في حدوث ذلك:

  •      تاريخ سابق مع الاكتئاب.
  •      خبرات محدودة مع الموت.
  •      مظاهر اكتئاب شديدة مبكرة.
  •      تاريخ سابق مع المخدرات أو الكحوليات. 

 

بمقدورك أن تحزن بدون أن تكتئب. هناك اختلاف بين الأسى المصاحب للحزن وفقدان الحس الشديد المصاحب للاكتئاب. فيما يلي بعض العلامات التي تشير إلى إصابة الشخص الحزين بالاكتئاب:

  •      استمرار مظاهر الحزن لأربعة أشهر أو أكثر بدون أية مظاهر للتحسن.
  •      العجز الشديد لممارسة المهام اليومية في البيت أو العمل أو المدرسة.
  •      البقاء في الفراش طوال اليوم بدون عمل أي شيء.
  •      التفكير في الانتحار أو الانشغال الشديد بفكرة الموت.
  •      التحدث والتحرك ببطء.
  •      هلوسة مرتبطة أو غير مرتبطة بالشخص المتوفي.
  •      الشعور بعدم الاستحقاق. 

 

وإذا استمرت الأعراض، وخاصة إذا وُجدت أفكار انتحارية- يصبح من اللازم والضروري السعي إلى مساعدة الطبيب المختص بالإضافة إلى مشير أو راعي الكنيسة؛ فهؤلاء المصابون بالاكتئاب لن يخرجوا من هذه الحالة "تلقائيًا" أو بسهولة. ومع ذلك، فالاكتئاب يُعالج بسهولة، وعندما تتوفر رعاية صحية كاملة وجيدة، يستطيع المرء أن يستعيد حياته بشكل طبيعي. 

 

عندما تُوّقف الصدمة الحزن 

في حالة فقدان أحد الأحباء بشكل فجائي وبدون توقع سواء في حادث سيارة، أو أزمة قلبية أو حادثة قتل أو انتحار.. إلخ، فربما يؤدي إلى حدوث صدمة تعوق المراحل الطبيعية للحزن من الوصول إلى نهايتها. هذا الإحساس بالصدمة قد يحدث أيضًا في حالة إذا كانت الوفاة متوقعة مثلما يحدث عادة مع بعض الأمراض المزمنة. 

 

إذا كان الشخص منهكًا من الناحية النفسية، ويعاني من القلق أو مرض الاكتئاب أو تعرض لصدمات سابقة، سيكون من الصعب جدًا التعامل مع انتكاسة جديدة. ونتيجة لذلك، قد تظهر أعراض إضافية لا يمكن تحملها. وفي محاولة للشخص المصدوم لحدوث للتأقلم، يشير المركز الوطني لاضطراب ما بعد الصدمة (Posttraumatic Stress Disorder)(2) إلى نماذج من الأعراض التي تميِّز بين الصدمة والحزن:

  •      إعادة اجتياز الأعراض: أي يعيد تمثيل الصدمة ذهنيًا في النوم أو اليقظة.
  •      الأعراض التجنبية: تجنب الأنشطة والأماكن والأفكار والمشاعر المرتبطة بالحادث.
  •      أعراض التخدير: الافتقار إلى المشاعر خاصة الإيجابية منها.
  •      أعراض الاستثارة العامة: صعوبة في التركيز والنوم، وإحساس مفرط بالحيطة والحذر. 

 

بمرور الوقت إذا استمرت الأعراض في تأثيرها على الحياة في البيت والعمل، فلابد من طلب مساندة مشير مسيحي متخصص. إن اختبار الحزن لأجل خسارة ما شيء مؤلم حقًا، لكنه ضروري لحدوث الشفاء.


Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright (c) 2007 , Patricia Johnson. Used by permission 

1American Cancer Society: Major Depression and Complicated Grief. 3 May 2005. 5 July 2007 http://www.cancer.org/="">

2National Center for Posttraumatic Stress Disorder: What is Posttraumatic Stress Disorder (PTSD)? 31 May 2007. 5 July 2007