Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: باتريشيا جونسون

للمزيد من هذه السلسلة:

١- عندما تأتي الأحزان ماذا نفعل؟                 ٢- مراحل الحزن واستيعابها

٣- حزن أم صدمة أم اكتئاب؟                       ٤- كيف نساند أحباءنا في حزنهم؟


الموت شيء حتمي لا مفر منه، لكن فقدان صديق عزيز أو أحد أفراد العائلة دائمًا ما يفجر فينا بركانًا من المشاعر المختلطة. وعندما يحدث هذا، لا قدر الله، ربما نحاول باستماتة تجنب مشاعر الألم والحزن والإحساس بقلة الحيلة . وفي أوقات أخرى نشعر بأن الحياة عادت إلى طبيعتها، على الأقل عندما ندرك أن حياتنا قد تغيّرت ولا يمكن أن تعود كما كانت  .

 

وبالرغم من غمرة هذه المشاعر، فإن الحزن من أجل أحد أحبائنا يساعدنا على التأقلم والشفاء. وليس أكثر من الألم الشديد وانفطار القلب ليدل على أن ثمة رابطة عميقة قد انفصمت. بلا شك فإن الحزن مؤلم، لكنه ضروري.

 

إن استمرارية الحياة لا تعني نسيان أحبائنا الذين رحلوا عنا. ولا يعني الاستمتاع بالحياة من جديد أننا قد نسيناهم أو لم نعد نشتاق إليهم. وأن استجماع مشاعرك المحطمة لا يعني خيانة صديق عزيز أو أحد أفراد عائلتك الذي رحل. وإنما يعني كل هذا ببساطة أن الحزن قد صار في مجراه الطبيعي وانتهى عمله فينا.

 

وبينما لا يتخذ الحزن مسارًا واحدًا، فإن كل الناس يتشاركون في بعض ردود الأفعال المتشابهة. 

قدّمت الطبيبة النفسية "أليزابيث كوبلر روس" ما يُعرف الآن بـ "المراحل الخمس للحزن". تمثل هذه المراحل مشاعر هؤلاء الذين اختبروا حادث وفاة أحد أعزائهم أو تعرضوا لمأساة. 

 

توصلت هذه الطبيبة النفسية من خلال سنوات من العمل (١) مع مرضى بالسرطان في مراحله النهائية إلى نموذج للمراحل التي يختبرها أناس كثيرون، وهي كالتالي: 

١-   الإنكار: "لا يمكن أن يحدث هذا لي". 

٢-   الغضب: "لماذا يحدث هذا؟ ومن السبب؟". 

٣-   المساومة: "دَع هذا لا يحدث، وسأقدم في المقابل.....". 

٤-   الاكتئاب: "أنا حزين ولا أستطيع فعل شيء". 

٥-   القبول: "أنا متقبل ما حدث". 

 

ومع أن هذه المراحل تمثل ردود أفعال شائعة لدى حدوث المأساة، ليس هناك ترتيب زمني محدد لهذه المرحلة من الحزن. لكن فهم الحزن وأعراضه الشائعة يفيد كثيرًا عند وقوعه. كذلك إدراك الاختلاف بين الصدمة والاكتئاب على قدر كبير من الأهمية والفائدة. 

 

وفضلاً عن فهم كيف للضغوط أن تنال منا جسديًا وعاطفيًا وروحيًا، نحن بحاجة إلى فهم إرشادات عملية للتخفيف من وطأة هذه المشاعر. وهذا يتضمن الاعتناء بأجسادنا، وقضاء وقت مع الآخرين، والتواصل مع المجتمع الكنسي. 

في النهاية، سيأتي وقت حين يخسر شخص قريب منا شيئًا عزيزًا عليه. وهنا تبرز أهمية كيف تتعامل مع صديق حزين ومجروح كخطوة أولى لتكون رفيقًا مؤازرًا ونافعًا لصديقك. 

 

إن رحيل أحد أحبائنا يمثل تجربة قاسية ولها آثارها البعيدة. ومهما كانت الخسارة كبيرة، فإننا نستطيع المضي قدمًا في حياتنا مملوئين برجاء في المستقبل.


Copyright @ Patricia Johnson. Used with permission. All rights reserved  .

Elisabeth Kübler-Ross, M.D. (1969  ) On Death and Dying  . New York: Macmillian, p. 45-60