Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 9 Ways to Help Children Cope with a Fathers Death

 

بقلم: هولاند ويب

إذا عرفت صبيًا أو فتاة تعرض لتجربة وفاة والده، سواء مؤخرًا أو منذ فترة، لا تتردد في التقدُّم لمساعدته.


في عمر الثالثة عشر حصلتُ على كارنية عضوية فيما أسماه صديقي تيم ”نادي الآباء المتوفين“. تمتع تيم بحس فكاهي رهيب. نحن نمثل ناديًا أكبر مما تتخيل. إن وفاة أحد الوالدين ترك مليونًا ونصف من الأطفال الأمريكان يعيشون في عائلات بلا أب أو أم. كنتُ واحدًا من هؤلاء الأطفال. ولا نزال نقبل أعضاء جُددًا في نادينا هذا برغم أن قليلين جدًا من الأطفال يتحمسون إلى إرسال طلبات الانضمام إلينا. لا ألومهم على ذلك، فالعضوية في نادينا توفر امتيازات محدودة.

في واقع الأمر، ٧٩% من الكبار ممن فقدوا أحد الوالدين أثناء طفولتهم قالوا -عندما صاروا هم آباء وأمهات- أنهم يفتقدون في حياتهم لتوجيه والدهم المتوفى. وكذلك قال ٨٠% منهم إن وفاة الأب كانت أصعب شيء اختبروه في حياتهم.

عادة ما يتوفى الأب قبل الأم، ولذلك معظم الأطفال الذين تعرضوا لوفاة أحد الوالدين فقدوا آباءهم على الأرجح. عندما انضممت إلى نادي الآباء المتوفين، لم أجد كبارًا كثيرين قادرين على التحدث عن الموت مع طفل صغير.

هل فقدت حيوانك الأليف؟ ربما يعرف معلمك أو أحد جيرانك ماذا يقول لك في هذه الحالة. في المقابل، هل فقدت أباك؟ فأنت متروك لحالك أيها الطفل.

عندما كان يناقش هذا الأمر، كان معظم الكبار يهربون إلى الحديث عن موضوع آخر. كذلك لا يقدِّم المجتمع دروسًا في الاتيكيت للتعامل مع الأطفال الذين فقدوا آباءهم. لا يمكنك لوم الناس على ردود أفعالهم.

غير أن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى أشخاص كبار يتسمون بالدفء والثقة والتعاطف ليهتموا بشأنهم. إذا كنت تعرف صبيًا أو فتاة يمر بتجربة فقدان الأب، سواء مؤخرًا أو منذ فترة من الوقت، لا تتردد في التقدُّم لمساعدته. تأمل النصائح التالية لتساعدك على تقديم العون له:

 

٥ طرق لمساعدة الأطفال على التأقلم مع وفاة الأب

١- أخبر قصصًا عن الأب المتوفى

بعض الناس يعتقدون أن التحدث عن الأب المتوفى سيكون مزعجًا وغير مريح للطفل أو المراهق. لكن هذا الشيء أبعد ما يكون عن الحقيقة!

تساعد إيلين في تربية حفيدها بعد وفاة والده. وقد أخبرتني الآتي: ”أناس كثيرون سيتحدثون في وقت الوفاة، لكن هذا يمثل معلومات زائدة عن الحد حين تُقال في وقت واحد. عليك أن تواصل إخبار القصص عبر السنين“.

في تثنية ٣٢: ٧ يعلِّم الكتاب المقدس الأطفال أن يطلبوا من آبائهم أن يخبروهم عن قصص تتعلق بالماضي، ماذا فعل الله للناس الذين جاءوا قبلهم. والأطفال الذين ليس لديهم أب يحتاجون إلى شخص ما ليخبرهم هذه القصص.

من الأشياء الجيدة التي تقولها لهؤلاء الأبناء:

- لقد ورثت ابتسامة والدك.

- كان والدك يقول أشياءً طريفة جدًا. فقد أخبرني ذات مرة ....

- أتذكر مرةً أن والدك كان برفقتي، وقد فعل...

وكما قالت إيلين: ”يحتاج الأطفال أن يسمعوا أخبارًا جيدة، وذكريات محددة، وأن يتذكروا السمات الشخصية الخاصة للأب الفقيد ومواهبه“. في كثير من الأحيان تكون عائلة الأب هي أفضل مصدر لهذه القصص.

ماذا لو كنت لا تعرف والد الطفل؟

من الجيد أن تحكي قصصًا عن والدك أنت. الأطفال الذين فقدوا آباءهم كثيرًا ما يحبون أن يسمعوا عن تأثير وجود الأب في حياة أي شخص. فضلاً عن ذلك كيف سنتعلم أن نصبح آباءً في يوم من الأيام إذا لم نسمع عن قصص رجال كانوا متميزين في دورهم الأبوي؟

 

٢- كن حساسًا لمناسبات معينة مثل عيد الأب وأعياد الميلاد

بعض الأمهات الأرامل يتغيبن عن الكنيسة في عيد الأب. هذا أسهل بالنسبة لهم بدلاً من مشاهدة أطفالهم يجلسون غير مرتاحين وهم يلونون بطاقات لآبائهم غير الموجودين. ليس من الممتع أن يشاهدوا رجالاً واقفين في الكنيسة يتلقون المديح والإطراء بينما هم بلا آباء.

لكن بمرور الوقت أصبحت الكنائس أكثر حساسية ومراعاة لحقيقة أن بعض الأطفال قد توفي آباؤهم. إذا كنت تخطط لحفلة في عيد الأب في كنيستك أو في خدمتك، ضع في اعتبارك أن بعض الأطفال في مجموعتك ربما فقدوا آباءهم بالفعل. لا تجبرهم على المشاركة في الأنشطة التي خططت لها إذا لم يشعروا بالارتياح لذلك.

في كورنثوس الثانية ١: ٣- ٤ يعلمنا الكتاب المقدس أن نقدم تعزية الله للآخرين. يمكنك أيضًا أن تدعوا عائلة تعرضت لوفاة الأب لتنضم لك ولعائلتك لتناول الغداء معكم. ليس عليك أن تحتفل بعيد الأب أو حتى تذكره. وفر للأطفال تشتيتًا أو إلهاءً عن خسارتهم لمدة ساعة أو ساعتين.

 

٣- ابقَ على اتصال مع العائلة التي تعرضت لوفاة الأب

توفي والد سالي عندما كانت في عمر الحادية عشر، وهي تقول: ”بعد وفاة والدي فقدت الاتصال بهذا الجانب من العائلة. وبرغم أنني عاودت التواصل معهم، لكن العلاقة بدت كأنها لم تُبنَ على مدار السنين“.

ولأن سالي تعيش وحدها كأم، فهي عازمة على فعل أي شيء لتحافظ لأبنائها الصبيان على اتصال مستمر بأقارب والدهم. إذا كنت أحد أفراد عائلة الأب المتوفى، فإن إرسالك من حين لآخر لرسالة قصيرة أو لبطاقة أو إيميل أو رسالة عبر السوشيال ميديا، فهذا يعني الكثير جدًا. وبالنسبة لمن يعيشون بالقرب من الأبناء، فأفضل الخيارات أمامك هي زيارتهم وترتيب الخروجات معهم.

بالنسبة لبعض العائلات، لن يكون من الممكن البقاء على تواصل مع أقارب الوالد المتوفى، وبالنسبة للبعض الآخر ربما لا يُنصح بذلك. لكن بقدر استطاعتك ساعد الأطفال على أن يمروا بتجربة فقدان الأب وهم على اتصال بأقاربهم وأفراد عائلتهم.

 

٤- كن صاحب تأثير ذكوري إيجابي

يمكنك أن تمثل قدوة ذكورية إيجابية للصبيان والفتيان الذين توفي آباؤهم. إذا لم يوجد في حياة هؤلاء الأطفال أبٌ مشارك ومتواجد، فإن معظمهم سيتعاملون بشكل حصري تقريبًا مع النساء. تقريبًا كل أصدقاء والدتهم هم من النساء، وعادة ما تكون النساء هن المتطوعات لخدمة الأطفال. غير أن الأطفال بدون قدوة ذكورية إيجابية هم أكثر عرضة للانخراط في أنشطة إجرامية، وممارسات جنسية قبل الزواج، وسلوكيات أخرى غير سوية. كثيرًا ما نظن أن هذه السلوكيات السلبية تنبع من الهجر. لكن في الواقع هذه السلوكيات مرتبطة بغياب الأب بصرف النظر عن كيفية هذا الغياب.

هل سبق أن عرضت المساعدة على أم أرملة ورُفضت؟

أحيانًا تصاب الأمهات بالتوتر إذا سمحت لأبنائهن أن يتعاملوا مع الرجال بنوع من الألفة. بعض الأرامل يشعرن بأنه لا يوجد رجل يمكن أن يسد فراغ والد أبنائهن. وأرامل آخريات لا يريدن أن يشكلن عبئًا على أحد.

هذه المخاوف ليس وليدة الفراغ، لكن لا تدع هذه المواقف توقفك. فكر في أنشطة لا تشكل تهديدًا. يمكنك المرور على البيت والقيام بإحدى المهام المطلوبة من الأم. اطلب من الطفل أن يساعدك أثناء تواجدك هناك. إذا كنت تعمل مع مراهق فقد والده، ربما تجلس بجواره في تعلُّم قيادة السيارة. في النهاية يمكنك أن تجد بعض المصادر على الإنترنت تساعدك على أن تكون مرشدًا ناجحًا.

 

٥- لابد أن تقبل اجتياز الأطفال لأحزانهم بشكل يختلف عن الكبار

الأطفال لا يبقون مع مشاعرهم لوقت طويل. فالطفل أو المراهق الذي توفي والده قد يبكي بحرقة لخسارة والده في لحظة، ثم يصيح متحمسًا أثناء لعبه على الموبايل في اللحظة التالية. هذا أمر طبيعي. عادة ما يكون الأطفال أقل تعبيرًا عن مشاعرهم بالكلمات مقارنة بالكبار. لكن عندما لا يتحدث الطفل أو المراهق عن فقدانه لأبيه فهذا لا يعني أنهم لا يفكرون فيه.

الشعور بالخسارة والحزن لدى الأطفال يتحرك في دوائر. الأشخاص الذين اختبروه وفاة الأب وهم صغار يذكرون أنهم يختبرون الحزن في محطات رئيسية عديدة خلال حياتهم. فالمحطات الحياتية مثل بلوغ سن العاشرة، أو الدخول في مرحلة المراهقة، أو قيادة السيارة، أو التخرج من الجامعة، أو حتى الفوز بجائزة مرغوب فيها، كل هذا قد يثير مشاعر الحزن والخسارة من جديد. التلازم بين الأحداث الحياتية الكبرى وافتقاد الوالد المتوفى، غالبًا سيستمر عبر حياة الطفل كلها.

 

٤ أشياء تتجنبها عند مساعدة طفل يمر بخبرة وفاة الأب

١- لا تتجنَّب الطفل الذي يمر بتجربة وفاة والده

لا أحد يحب الموت. ومن السهل أن تقلق من قول أو تصرف قد تقوم به يجعل الموقف أكثر سوءًا. لكن تجنُّب الطفل الذي توفي والده ليس حلاً إيجابيًا أبدًا. وبينما لا تريد أن تتعدى على حدود أحد، لا تجعل من السهل على الطفل الذي توفي والده أن يعزل نفسه عن عالم الرجال الآخرين.

إذا كان الله يشعر بمعاناة الأطفال الذين تعرضوا لتجربة وفاة الأب (وهو ما يؤكده مزمور ١٠: ١٧- ١٨)، فنحن ،كأعضاء في عائلة الله، مدعوون للمشاركة الوجدانية أيضًا. وبالتالي قوموا بدوركم يا رفاق.

 

٢- لا تلح في طلب العلاقة بل قم ببناء العلاقة تدريجيًا

العلاقات تتطلب وقتًا وثقة. حتى إذا كنت أحد أفراد العائلة أو صديقًا مقربًا، قد لا يئتمنك الطفل على شيء ثمين وخاص جدًا مثل أحزانه. لا بأس في ذلك. كُن متواجدًا. وبالصبر ومع مرور الوقت، يمكنك أن تحقق تقدمًا.

في نفس الوقت تذكَّر أنك إذا كنت تقدم إرشادًا لأحد الأطفال، أو تقضي فقط معه بعض الوقت، فإنك لا تحاول استبدال والده. ليس بوسعك أن تستبدل والده. افعل أشياءً معه، أصغِ له، وجسِّد له مظاهر الرجولة.

 

٣- تجنَّب قول أي شيء يبدأ بعبارة ”على الأقل...“

والدة صديق لي كثيرًا ما تذكره بالآتي: ”على الأقل والدك قد توفي فقط. هناك آباء كثيرون يتركون أبناءهم، وهذا أسوأ من الوفاة. إذا فكرت في الأمر، ستجد أنك محظوظ لأن أباك مات ولم يتركك“.

لقد سمعت بعض التعبيرات التي تعبر عن فكرة ”على الأقل“ بمرور السنين:

”على الأقل أنت لا تتذكر خسارة والدك“

”على الأقل حدث هذا منذ وقت طويل“

”على الأقل ليس لديك أية ذكريات سلبية“

على الأقل لم أشاهد أحدًا قال هذا لي!

الهدف من عبارة ”على الأقل“ أن تريح مشاعر المتكلم وليس المستمع. هذه عبارة تختزل الخسارة، وتكمم مشاعر الحزن، وتؤخر التعافي. لقد علمنا الله ألا نتعامل مع الجروح العميقة كما لو كانت سطحية. في إرميا ٦: ١٤ يقول عن الأنبياء الكذبة: ”وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ (جبرٍ على غير استواء) قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ. وَلاَ سَلاَمَ“.

 

٤- لا تقل ”الله سيصير أباك الآن“

هذه العبارة منتشرة بشكل كبير في الدوائر الكنسية. في النهاية كان يسوع يصف الله بالآب، ونحن نستخدم هذه اللغة في الصلاة. كذلك يقول مزمور ٦٨: ٥ بشكل واضح أن الله هو ”أَبُو الْيَتَامَى“. وبالتالي ما الخطأ في أن نقول هذا للطفل يمر بتجربة وفاة أبيه؟

إن العلاقة مع الله ليست بديلة لعلاقتك مع والدك. وليس من الروحانية أن تتظاهر أنها كذلك.

الأطفال يحتاجون لآباء حقيقيين، لذلك الأب الذي يلعب معهم ويساعدهم في الواجبات المدرسية، ويضحك ويتحدث معهم ويحتضنهم. في مرات كثيرة تكون أبوة الله في مستوى أعلى بكثير من استيعاب معظم الأطفال. يصيغ فانز فراي Vance Fry هذا الأمر قائلاً: ”كنت واعيًا لذلك. الأب الحقيقي كان في بيت.. وليس على عرش“.

كثيرًا ما يصبح الله أبًا لليتامى من خلال أيدي وقلوب وأصوات شعبه. الرجال مثلك ومثلي لابد أن يشاركوا في جعل أبوة الله واقعًا للأطفال الذين مروا بتجربة وفاة الأب. هذا أفضل من كارنية عضوية في نادي الآباء المتوفين.

 

    

​© 2022 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Authored by Holland Webb and published in English at focusonthefamily.com.

     

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول