Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

How to Talk with Your Kids about War

 

بقلم: جاكسون جرير

لا يمكنك أن تتخيل كيف يمكن للحديث عن الحرب أن يكشف عن اختلاف نظرتك أو منظورك للحرب مقارنة بنظرة أبنائك. سيستفيد أبناؤك جدًا في علاقتهم بك عندما تجسِّد لهم تعاطفًا مستمرًا وتفهمًا ودعمًا لهم، فضلاً عن المزيد من نضوجهم الشخصي.  


تحوَّل صباح يوم عادي سريعًا إلى يوم مليء بالشك والقلق لفتاة في الصف الأول الإعدادي. بعد ساعات من الوصول إلى المدرسة، توجهت ميليسا إلى حصة دراسية عن التاريخ الأمريكي، وفي الطريق سمعت دردشة عن شيء غير مألوف. كان أصدقاؤها وبعض معلميها يحركون أصابعهم على شاشات تليفوناتهم ويهمسون بعبارات مثل ”الحرب“، ”الغزو“، ”العقوبات“. لم تكن ميليسا معتادة على سماع مثل هذه المحادثات في المدرسة، لذا استشعرت أن شيئًا ما لا يسير على ما يرام.

وعندما بدأت الحصة الدراسية لاحظت عنوانًا غريبًا على الشاشة: ”روسيا تغزو أوكرانيا“. كانت ميليسا تعرف بعض المعلومات عن روسيا، لكنها لم تكن متأكدة من موقع أوكرانيا على الخريطة. وبعد أن دق الجرس في بداية الحصة قام معلمها بتهدئة الطلاب وبدأ في شرح عناوين الأخبار.

وبينما كان يتحدث كانت ميليسا تصارع في متابعة ما يقوله. وحاولت بأقصى استطاعتها تجميع الصورة الكاملة، لكنها لم تتضح لها بشكل معقول. دكتاتور. قتل الأبرياء. الحرب النووية. احتمالية قيام الحرب العالمية الثالثة.

شعرت ميليسا بالارتباك والوحدة. كان أصدقاؤها يحركون رؤوسهم بالموافقة، ويستمرون في الهمس لبعضهم البعض. لم تكن تعرف مَن يمكنه الإجابة على أسئلتها، لذا بقيت صامتة وكانت تفكر في نفسها: هل كل شيء على ما يرام؟ هل سأموت أنا أيضًا؟

 

من أين أبدأ؟

بناء على عمر أبنائك ومستوى نضوجهم، قد تحدث محادثات صعبة في أوقات صعبة. أحيانًا تظهر هذه الموضوعات في محادثات تجري في المدرسة أو مع الأصدقاء، بينما في مرات أخرى يمكنك التحكم في هذه المناقشات مع أطفالك في أجواء منزلية آمنة ودافئة. في ظل وباء كورونا الأخير، وحوادث إطلاق النار الجماعي في المدارس، والكوارث الطبيعية، أدت السنوات الماضية القليلة إلى طرح موضوعات صعبة في مناقشات الأبناء مع والديهم. بعض المحادثات هي وليدة اللحظة، مثل وباء كورونا (كوفيد-19)، بينما هناك موضوعات أخرى تمتد عبر أجيال وتاريخ طويل. للأسف، الحرب هي إحدى حقائق التاريخ الإنساني التي تجبر العائلات على مواجهة قضايا صعبة.

إن تعلم أسلوب الحديث عن الحرب مع أبنائك هو بالتأكيد مهمة شاقة.. فمع التعرض المتواصل لهذا الأمر عبر السوشيال ميديا، على الأرجح سيتفاعل أبناؤك مع آراء متعددة عن الحرب قبل أن تحصل أنت على فرصة للتحدث معهم.

ومع ذلك من الهام أن تفعل هذا. وربما الأمر الأكثر أهمية هو أنك تبدأ بطرح أسئلة بدلاً من البدء على الفور في تقديم محاضرة تتضمن كل آرائك عن الحرب والدول.

 

٥ مبادئ يمكن استخدامها في التحدث مع أبنائك عن الحرب

التحدث مع أبنائك عن الحرب يعتمد على مرحلتهم العمرية ونضوجهم وفهمهم للموضوعات المعقدة مثل الحكومات، التاريخ، القيادات. قبل أن تبدأ حديثك تأمل كيف ستبدأ الحديث مع طفلك، ثم يمكنك التفكير من خلال هذه المبادئ الخمسة عندما تتحدث مع أطفالك عن الحرب.

 

١- اطرح أسئلة

إذا اعتقدت أن طفلك قد تعرض بالفعل لمحادثات عن الحرب، ابحث عن وقت هادئ وملائم لتتواصل معهم.. ربما بعد العشاء، أو قبل النوم. في هذه اللحظات، وفر مساحة آمنة لأطفالك ليُعبروا ويشاركوا بأفكارهم. اسأل أسئلة مثل: ”ماذا سمعت عن...؟“، ”كيف أثَّر هذا الشيء على مشاعرك؟“ اختر أسئلة مفتوحة (أي لا يُجاب عليها بنعم أو لا، بل بإجابات مفصلة)، واسمح لطفلك بأن يتحدث بحرية. في المحادثات عن الحرب، ينبغي أن يتضمن هدفك فهم مشاعر طفلك وأفكاره، وكذلك فهم ما يشاهدونه ويسمعونه.

 

٢- اسمح لأطفالك بأن يقودوا اتجاه الحديث

بينما تسمح لطفلك أن يسأل أسئلة، فهذه الأسئلة ستقود النقاش بشكل طبيعي. هذه المحادثات المهدفة تسمح لك بأن تتعرف جيدًا على مفهومهم عن الحرب والمواقف المحددة داخل هذا المفهوم.

المحادثات المهدفة تسمح لنا أيضًا بتفنيد المفاهيم المغلوطة التي ربما تكون لدى أطفالك.. هذا أمر هام للغاية في عالم تحدد ملامحه السوشيال ميديا. أحيانًا ربما تفيد الاستعانة بوسائل إيضاح مرئية، كخريطة مثلاً، في اكتساب أطفالك لصورة أفضل عن الموقف. بينما تقدم الحقائق في سياقاتها، احرص على أن تعطي الأولوية لأفكار أبنائك ومشاعرهم قبل مشاعرك وآرائك أنت عن تفاصيل الحرب.

 

٣- كن حذرًا فيما تُظهره لأطفالك

رغم أنك لا تستطيع أن تتحكم دائمًا فيما يشاهده أطفالك، بوسعك أن تحد من تعرضهم للأخبار والسوشيال ميديا من خلال وضع بعض الحدود المناسبة. إذا أردت نقطة بداية، حاول ألا تسمح لأطفالك أن يتعرضوا للأخبار بدونك.

بينما تعرض قنوات الأخبار تحذيرات عن وجود صور عنيفة، ربما تفكر في إلغاء الصوت أو حتى إغلاق التليفزيون في هذه اللحظات. إذا وجدت أي مصطلح أو كلمة تختص بالحرب تسبب الارتباك لأطفالك، استغل هذه الفرصة لتقديم التعريفات المناسبة. إذا ثبت أن السوشيال ميديا تسبب إشكاليات لأطفالك الأكبر سنًا، تحدث معهم عما يشاهدونه، وما يتابعونه، وأسباب ومبررات ذلك.

 

٤- تجنب التصنيف وتعميم الأحكام

في التحدث مع أطفالك عن الحرب، من السهل أن تنزلق بسهولة في نعت أحد الطرفين بـ ”الأخيار“ والطرف الآخر بـ ”الأشرار“. عندما يسأل أطفالك ”لماذا تحدث هذه الأمور السيئة؟“ من الضروري للغاية أن تساعدهم على فهم الاختلاف بين الشيء السيئ الذي حدث، والناس الذين طالهم هذا الأمر.

إن نعت جماعات أو شعوب كاملة من الناس بأنها ”سيئة“ أو ”شريرة“ يعمل على استمرار غير ضروري للخوف والارتباك لدى أطفالك. وبصرف النظر عن الحرب والظروف، فليس كل فرد على حدة من هذه الدولة أو هذا الشعب مشتركًا أو متفقًا مع قرارات حكومة بلده.

بدلاً من إصدار الأحكام والتصنيفات، يمكن الاكتفاء باستخدام عبارة مثل ”لا أعرف“. باعتبارك أبًا أو أمًا، فإن أمانتك واعترافك بأنك لا تعرف كل شيء سيتضح أنه نافع أكثر من محاولة إعطاء إجابة على كل سؤال يطرحه أطفالك. إذا كنت مسيحيًا مؤمنًا، وكذلك طفلك له علاقة شخصية مع الله أو قد تعرَّف على المسيحية، فإن هذا يخلق مسارًا مثاليًا نحو الحديث عن الخطية وتأثيرها على العالم.

 

٥- ركز على ”المساعدين“

عندما يحدث شيء مفزع، هناك دائمًا من يحاولون تقديم يد العون. خاصة في أوقات الحرب، هناك أفراد يتعهدون بمساعدة مَن يتعرضون للخطر. وسواء كانت المساعدة عبارة عن اجتماعات بسيطة للدعم أو جمع التبرعات، يمكنك إيجاد بعض القصص التي ترتكز على الخدمة الإيجابية لهؤلاء الناس المتضررين.

إذا قررت مشاهدة الأخبار مع أطفالك أو قراءة بعض المقالات على الإنترنت، احرص على إيجاد قصص تصف الأفعال الإيجابية للأبطال والمساعدين. في خضم العنف، ابحث عن رسائل ترتكز على الأمل والتضافر. ثم إذا سار النقاش في هذا الاتجاه، ناقش معهم كيف يمكن لعائلتنا أن تساهم أيضًا في هذه الجهود.

 

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الحرب؟

الحرب حقيقة لا مفر منها. يذكر الكتاب المقدس الحرب عبر صفحاته وإصحاحاته، والتاريخ القديم يكتظ بأخبار معارك تتضمن شعب بني إسرائيل في العهد القديم. وما بين الصراعات الدولية والخلافات العلاقاتية البسيطة، هذه المعارك تُظهر شخص الله وسلطانه على كل شيء. يتضمن العهدان القديم والجديد أوصافًا عديدة للحرب حيث يختبر شعب الله الهزيمة والانتصار. هناك فوارق هامة بين العهدين في أوصافهما للحرب، فكثيرًا ما يصور العهد القديم الحروب المادية وهي تتضمن الجيوش والمؤسسات العسكرية؛ لكن العهد الجديد يصف دائمًا الحروب الروحية والتعاليم الروحية المجردة عن المعارك داخل النفس.

 

آيات كتابية عن الحرب

بينما القائمة التالية غير حصرية في كل الأحوال، لكنها توفر لمحة عن الأوصاف والتعاليم الكتابية عن الحرب. واصل القراءة لتكتشف بعض اللحظات الهامة في الكتاب المقدس حيث نرى فيها نظرة الله ورؤيته عن الحرب.

١- سفر الجامعة ٣: ٨

”لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ.“

٢- سفر الأمثال ٦: ١٦- ١٨

”هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ: عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ، لِسَانٌ كَاذِبٌ، أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَمًا بَرِيئًا، قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَارًا رَدِيئَةً، أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ الْجَرَيَانِ إِلَى السُّوءِ.“

٣- سفر إرميا ٥١: ٢٠- ٢١

”أَنْتَ لِي فَأْسٌ وَأَدَوَاتُ حَرْبٍ، فَأَسْحَقُ بِكَ الأُمَمَ، وَأُهْلِكُ بِكَ الْمَمَالِكَ.“

٤- رسالة يعقوب ٤: ١- ٢

”مِنْ أَيْنَ الْحُرُوبُ وَالْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟ تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ.“

كل واحد من هذه الشواهد الكتابية يمكن أن يمهد لنقاش طويل عن الأخلاقيات المرتبطة بالحروب. وبينما تمثل هذه المحادثات أهمية كبيرة، فهي ليست ضرورية تمامًا لمفهوم أطفالك عن الحرب.

إذا أظهر أطفالك اهتمامًا بالتفاصيل اللاهوتية التي تجعل الله يأمر شعبه بطرد بعض القبائل، احرص على أن توجههم نحو معلومات دقيقة وواضحة من خبراء ودارسي الكتاب المقدس.

في المحادثات العامة مع أطفالك عن الحرب، يمكنك استخدام الشواهد الكتابية السابق ذكرها لتشرح النقاط الثلاث التالية:

  • الله ضابط الكل ويسيطر على كل الأمور.
  • الله يحب الجميع، ويرغب في السلام، ويكره الحرب.
  • لسنا مخلوقين لنعرف كل شيء عن الله وخططه، ولا عيب في ذلك.

إذا تطرقت نقاشاتك عن الحرب نحو موضوعات أوسع تتضمن إشكالية الشر والمعاناة في العالم، احرص على استخدام مصادر متعددة موثوق بها حول هذه الموضوعات لدعم هذه النقاشات. إن التحدث مع أطفالك عن الحرب سيتضمن على الأرجح نقاشات قصيرة عن الخطية وعالمنا الساقط. أنت لا تتخيل أبدًا ماذا يمكن أن يحدث بسبب هذه المحادثات، لذا استعد جيدًا لتتحدث مع أطفالك عن العلاقة الشخصية مع الله والحياة لنكون شبه المسيح.

 

إلى أين ننطلق من هنا؟

أطفالك ربما يسألونك عما إذا كنت قلقًا بشأن الحرب وتأثيرها على حياة عائلتك. ضع الأمانة على رأس أولوياتك، لكن لا تبقَ منغمسًا في الخوف أو القلق. جزء من هذه الأمانة أن تجعل أطفالك يعرفون أننا لا نعرف ماذا سيحدث، لكننا نعرف أن الله ضابط الكل.  

كأب أو أم، نبرة صوتك وحكمتك سيشكلان عاملاً حاسمًا لنتائج هذه المناقشات مع أطفالك. التحدث عن الحرب مع أبنائك يتطلب استثمارًا لانتباهك ومشاعرك. بعد ذلك أهم شيء هو الاستمرار في توفير مساحة من الإصغاء وطرح الأسئلة.

 

أفكار ختامية عن التحدث مع الأبناء عن الحرب

سواء في حالة الموقف الحالي بين روسيا وأوكرانيا، أو أي موقف مستقبلي لم نعرفه بعد، فإن التحدث مع الأطفال عن الحرب هو مسؤولية تقع على الوالدين ويجب أخذها بجدية. من الطبيعي أن يشعر أطفالك بالقلق والارتباك، أو الضيق أيضًا. لكن اعلم أن موضوع الحرب يمكن أن يؤثر على الأطفال بطرق مختلفة.

بينما تراقب حالتك العاطفية، لا تغفل مشاعر أبنائك وصحتهم النفسية. تابع كم مرة تناقش عائلتك موضوع الحرب، وضع حدودًا مناسبة لهذه المحادثات. والأهم من ذلك، لاحظ نبرة هذه المحادثات لتتأكد أن تركيزهم العام يكون على سيطرة الله على كل الأمور ومحبته والأفعال الإيجابية لمقدمي المساعدة عبر العالم، بدلاً من التركيز على الخوف والقلق.

في النهاية، لا تتجاهل هذا الموضوع مع أطفالك. لا يمكنك أن تتصور كيف أن التحدث عن الحرب يمكن أن يكشف عن اختلاف نظرتك أو منظورك للحرب عن نظرة أبنائك لها. بخلاف نضوجهم النفسي، سينتفع أطفالك في علاقتهم معك بينما تُجسِّد تعاطفًا مستمرًا وتفهمًا ودعمًا لهم. عندما تقترب إلى التحدث مع أطفالك عن الحرب بهذه الطرق، يمكنك أن تساعد الأبناء مثل ميليسا على استبدال مشاعر الوحدة والقلق بمشاعر الثقة والأمان.

 

 

© 2022 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.

      

    

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول