Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

Choosing an Attitude of Gratitude and Awe in Marriage

 

بقلم: ﭼيني جريبا

هل يمكن ممارسة شعور عميق بالانبهار وتبني موقف قلبي من الامتنان في اللحظات والمواقف العادية في الزواج؟


هناك شيء مقدَّس يحدث كل عام عندما نسافر معًا أنا وزوجي كريس فقط. لا تفهموني خطأ، نحن نحب الرحلات العائلية مع أبنائنا الخمسة، لكن كما يعلم كل أب وأم فالفسحة مع الأبناء لا تحسب فسحة بالمعنى الاصطلاحي للكلمة. لذلك قصدنا أن يكون أحد أهدافنا السنوية أن نستمتع سويًا بعيدًا عن التشويش، ونستلهم رؤية جديدة للعام المقبل. ودائمًا نعود من هذه الرحلة بقدر هائل من الطاقة المتجددة والاسترخاء.

وفي إحدى خلواتنا المفضلة في منتصف العام إلى بحيرة تاهو بولاية كاليفورنيا. وبينما تحيط بنا الجبال المبهرة والغابات الحمراء التي تخطف الأنفاس، ودفء الشمس، والصوت العذب للمياه المتدفقة- ويختلط كل هذا بشكل ما ليصبح أرضًا مقدسًا لنا. نحب أن نطفو عبر تيار هادئ لنهر قريب يأخذنا عبر أمتع المناظر التي تحبس الأنفاس. في كل مرة يقع نظرنا على المشهد، لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من إحساس عميق بالانبهار. وحتمًا ننظر إلى أحدنا الآخر ونقول: ”نعم، هذا هو. هنا تحديدًا. لا يوجد أفضل من هذا.“

لا تحتاج إلى جهد لتمارس الانبهار والتعجب في مثل هذه المناسبات الخاصة. لكن ماذا عن بقية أيامنا؟ هل من الممكن أن نمارس إحساسًا عميقًا بالانبهار والامتنان في اللحظات العادية من حياتنا؟ سواء كنت منبهرًا بعمق بعطية شريك حياتك، أو ممتنًا فقط لأنك مازلت تعيش يوم آخر معه، فإن ممارسة الانبهار هذه متاحة لجميعنا.

 

الانبهار اختيار

الكثيرون منا يميلون إلى ربط الانبهار باللحظات العظيمة في حياتنا، مثل اللحظة التي نرمق فيها نظرة شريك حياتنا وهو ينتظر أمام المذبح في يوم زفافنا، أو لدى رؤية مولودنا الجديد لأول مرة، أو مشاهدة غروب الشمس الذهبية، أو بالوجود في حضرة شيء يخطف أنفاسنا.

لكن ربما ما لا ندركه أن كل صباح نستيقظ فيه، يكون لدينا اختيار. يمكننا تقديم الشكر من أجل يوم آخر أو لمجرد أننا لا نزال على قيد الحياة. بوسعنا النظر إلى شريك الحياة كجزء ثابت من حياتنا العادية أو كشخص مميز منحه الله لنا لنكتشفه ونستمتع به. يمكننا الاعتماد بالكامل على العطية المتميزة بأن تحب شخصًا آخر لعمر بأكمله أو نصدق الكذبة بأننا تورطنا في علاقتنا بأحدنا الآخر. الاختيار أمامنا.

هناك بالتأكيد أيام لا أتجاوب أوتوماتيكيًا بمشاعر الانبهار الفياضة تجاه شريك حياتي. أنا أعمل على هذه المشاعر. لكن ما تعلمته هو أنه في هذه اللحظات، فالصلاة من أجل ما أفتقر إليه يمثل دائمًا أفضل نقطة للانطلاق. عندما أصلي من أجل أن أرى شريك حياتي بنظرة انبهار وإعجاب، وأن أرى الجمال المغلف تحت اللحظات العادية لهذه الحياة التي نقضيها سويًا، فهذا يغيّر من توجهاتي القلبية.

 

الانبهار هو وجهة نظر

عندما أمارس الاعتياد على الانبهار، فهذا يمنحني زاوية إبصار مختلفة أرى بها العالم، وأرى بها شريك حياتي، وأرى بها الحياة التي نبنيها سويًا.

مؤخرًا، حدث أنني نظرت من بعيد وأنا أغسل الأطباق، فرمقت كريس يحاول القفز على الترامبولين مع ابننا البالغ من العمر ٧ سنوات. والفرح الذي كان يشع من وجهيهما ذكرني بأن كريس أب مذهل حقًا. وبدلاً من تجاهل هذه اللحظة، سمحت لمشاعر الامتنان أن تغمرني.

الحقيقة هي أن فرص ممارسة الانبهار تكون محتجبة حولنا كل يوم. قد يكون أن شريك حياتك ينزل من السلم بحثًا عن أول رشفة من القهوة من يديكِ، ويوافقكِ على رقصة بطيئة في المطبخ، أو احتساء كوب من الشاي على سفينة وقت غروب الشمس.

إن ممارسة الاعتياد على الانبهار والامتنان القلبي يعني أن تراقب باستمرار الجمال والسحر المحتجب بينما أيامنا تمر. نحتاج أن ندرب عيوننا على أن نرى كل يوم على أنه هدية، لكننا لن نبدأ بالاستمتاع بهذه الهدية إذا لم نقدر على خفض مستوى مشغولياتنا وإبطاء وتيرة حياتنا حتى نستطيع أن نفتح هذه الهدية.

 

الانبهار يترسخ بهدوء

لا توجد طريقة لتعزيز روح الانبهار والتعجب في حياتنا إذا كنا نعيش في تسرع وعجلة واندفاع. فكر في أسبوعك الماضي. هل توجد مواقف محددة وجدت نفسك فيها متعجلاً؟ كيف كان يمكنك أن تتعمد إبطاء وتيرة هذه المواقف؟ عندما قمت أنا وكريس بإجراء ما يمكن أن يسمى اختبار السرعة أو التعجُّل، وجدنا مثل عائلات كثيرة أننا نكون في أقصى درجات التعجل في الصباح. نهرول ونجري لنساعد الأطفال في ارتداء ملابسهم، والبحث عن الأحذية الضائعة، وإعداد الوجبات، ثم الاندفاع من الباب. ولكي نعمل على إبطاء وتيرة أوقات الصباح، بدأنا بإجراء بعض التحضيرات في الليلة السابقة: مثل تجهيز الملابس التي سنرتديها في اليوم التالي، وتجهيز الحقائب، وتجميع الوجبات.

شيء مذهل أن القليل من التعمُّد يمكن أن يحول وقت الصباح من فوضى عارمة إلى شيء ممتع. عندما أعمل متعمدة على إبطاء وتيرة حياتي وأن أعيش في اللحظة مع مَن أحبهم، فإن عيني تنفتح أتوماتيكيًا إلى فرص الانبهار المحتجبة حولي.

 

الانبهار ينمو بالامتنان

ما اكتشفته مع كريس بعد حوالي ٢٠ سنة تقريبًا من زواجنا أن ممارسة الاعتياد على الانبهار ليس ممكنًا فقط، بل هو في الواقع الوصفة السحرية لزواج مزدهر. ولقد علمنا الجلوس تحت أقدام الكثير من المتزوجين الأكثر سنًا وحكمة كيف يؤثر هذا الاعتياد على المدى الطويل.

هؤلاء الأزواج والزوجات المتميزون يحتفظون بتواضع عميق، واتجاه قلبي مستمر بالامتنان، وشعور متنامي بالفضول تجاه أحدهم الآخر. لقد احتفظوا بشعورهم بالانبهار. إن فرصة أن تحب شخصًا طيلة العمر هي بركة جميلة.

الحقيقة هي أن الانبهار متاح دائمًا لنا لأن الله معنا. عندما أطرح نقائصي بتواضع أمام الله، وأصلي من أجل أن يمنحني عيونًا أرى بها اللحظات العادية كأنها لحظات متفردة، وعندما أرفع صلاة الامتنان من أجل زوجي، فأنا أستفيق على حقيقة أنه يوجد في النهاية عدد محدود من الأيام التي أعطيت لي لأستيقظ بجوار كريس. ومثل الزهرة التي تتفتح ثم تذبل- نحن هنا للحظات فقط. يا لها من عطية.

 

الانبهار يستحق الاحتفاء

عندما أحب شريك حياتي فعلاً فهذا يعني التوقف بانتظام لملاحظة أفضل الجوانب في شخصيته والاحتفاء بها. الاعتزاز بتلك الصفات المحتجبة يمكن أن يحرره من الصندوق الذي وضعته فيه. الحفاظ على شعور بالانبهار والتعجب تجاه شريك حياتنا يمنحه قوة لينمو ويجرِّب أشياءً جديدة قد تناسب أكثر في هذه المرحلة الجديدة من زواجنا.

على سبيل المثال، عندما تقابلنا أنا وكريس لأول مرة ونحن في العشرينات من عمرنا، كنت أغني في فرقة موسيقية مسيحية، وكنت أرتدي بنطالاً من الجلد، وأغني الراب من حين لآخر (أعرف أن ذلك كان في بداية الألفينات). وكان كريس يتسلق الجبال الثلجية والقفز بحبل الباﻨﭼﻲ (bungee jumping) من فوق المرتفعات كعضو في فريق يظهر في العديد من البرامج اﻟﺗﻟﻳﭬزيونية. وبمرور السنوات سمحنا لبعضنا البعض أن نجرِّب كل أنواع الأشياء الجديدة ونكتشف أكثر فأكثر ما خلقنا الله لنكون عليه. هذه واحدة من أعظم عطايا الزواج: أن تكون في المقعد الأمامي لتشاهد المغامرة الجامحة في حياة شريك حياتك؛ مشجعين أحدكما الآخر في كل مرحلة حياتية، مع الالتزام التام بأن تحبا أحدكما الآخر وتدعما أحدكما الآخر على طول الطريق.

 

هذا الاعتياد على الاحتفاء، سواء بالأشياء الكبيرة أو البسيطة لدى أحدكما الآخر وفي حياتكما المشتركة، يخلق مناخًا نشعر فيه بالحرية لنكون في أفضل حالاتنا. عندما يتم الاحتفاء والاعتزاز بمواهبنا، يمكننا أن ننمو معًا إلى الحياة التي نشتاق إليها. ليت كل منا يبطئ وتيرة حياته قليلاً ليستمتع باللحظات العادية أيضًا بحيث لا تقدر أن تمنع نفسك من التحول إلى شريك حياتك لتقول له: ”نعم. هذا هو المطلوب بالضبط. لا يوجد ما هو أفضل من ذلك.“

 

 

© 2023 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally authored in English by Jeanne Graebe and published at focusonthefamily.com.