Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 أبناؤنا وتحديات وتريندات السوشيال ميديا

 

على منصات السوشيال ميديا يلتقي أبناؤنا مع تحديات وتريندات تحمل أحيانًا خطورة كبيرة على حياتهم؛ سواء كانوا يلعبونها بأجسادهم (مثل: تحدي كتم الأنفاس لمدة طويلة.. منْ يستطيع كتم أنفاسه لمدة أطول! أو لعبة قذف مجموعة الشباب لشخص منهم إلى أعلى، ويتركونه يهوى أرضًا بهدف إثارة المتعة.. والتي كان لها تبعات جسدية خطيرة على الكثيرين)، أو سواء كانت هذه الألعاب يلعبونها باستخدام أدوات (مثل اللعبة التي تصدرت العديد من الأخبار العالمية والمحلية: "تحدي تشارلي"، والتي حذرت وزارة التربية والتعليم والعديد من إدارات المدارس من خطورة تداولها بين الطلاب).

"تحدي تشارلي" هي لعبة انتشرت على التيك توك، حيث يقوم المشاركون عن طريق حركة بالأقلام الرصاص وورقة عليها مربعات مرسومة بطرح أسئلة، ويتوقعون أن شخصية "تشارلي" الخفية الموجودة معهم ستجاوب. تبدأ اللعبة بنوع من الفكاهة، ولكنها تتطور إلى إحداث ضغوط نفسية يمكن أن تصل إلى حد الهياج العصبي نتيجة الإحساس بأن هناك أرواحًا "شيطانية" خفية تحيط باللاعبين، وأن شخصية "تشارلي" سوف تقبض على روح اللاعب الذي يخرج من اللعبة دون استئذانها! ويصل الأمر إلى تحديات أخرى خطيرة مثل أن تطلب هذه الشخصية الخفية من بعض المشاركين القيام بأعمال خطيرة، مثل إيذاء النفس، والتي يمكن أن تتطور إلى "الانتحار"!

من المهم أن نقوم بدورنا كوالدين لحماية أبنائنا من مثل هذه الأخطار. لذلك بدلاً من تحديات تؤدي إلى الموت، نود مشاركتكم بعشرة أفكار تؤدي إلى الحياة:

١- كُن متاحًا.

يحتاج أبناؤك المراهقون أن يعرفوا أنهم على رأس أولوياتك، مهما كانت التزاماتك ومشغولياتك في الحياة. إنهم يحتاجون أن يعرفوا أنك متاح دائمًا إذا أرادوا التحدث إليك، وليس هناك أي شيء لا يستطيعون التحدث بشأنه معك. كذلك رد فعلك تجاه ما يشاركون به سيحدد هل سيستمرون في التحدث معك أم لا.. لذا تجنَّب المبالغة في رد الفعل وإصدار الأحكام المتسرعة.

 

٢- تابع أنشطتهم الإلكترونية.

هناك معركة محتدمة تهدف إلى الاستحواذ على قلوب أبنائنا وتشكيل أذهانهم. «القشرة الجبهية» في أمخاخهم، وهي المسؤولة عن مهارات اتخاذ القرار، لم يكتمل نموها وممارسة وظيفتها بعد في سنوات المراهقة؛ لذلك فهم يحتاجون لمساعدتك على فلترة وسائل الإعلام التي تحيط بهم من كل ناحية. اتفق معهم على مشاركتك بكلمات المرور الخاصة بهم (لتحميهم لا لتسيطر عليهم)، على إمكانية مراجعة هواتفهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من حين لآخر؛ لتساندهم في مقاومة الضغوط السلبية.

 

٣- تعرَّف على عالمهم.

هل تعرف أصدقاء ابنك أو ابنتك؟ ادعُ أصدقاءهم المقربين ليأتوا إلى بيتك بانتظام. وحتى إن تطلب هذا جهدًا من جانبك، فإن مكاسب التعرُّف بأصدقائهم تستحق هذا الجهد بالتأكيد.

ناقش مع أبنائك: هل سمعت عن كلمة "تريند" قبل ذلك؟ ما هي بعض "التريندات" المنتشرة بين أصدقائك؟ هل يمكن أن تشكِّل خطرًا على حياتك وحياة منْ حولك؟!

أحيانًا قد تضطر بعد الحوار مع أبنائك إلى اتخاذ موقف من الأمر، خاصة إذا عرفت أنه منتشر في مدرسته، وذلك من خلال إبلاغ إدارة المدرسة للتدخل بحزم. وتُعد "جروبات" الوالدين على مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة مفيدة في طرح هذه الأفكار الوقائية، وتشجيع الآخرين على تطبيقها مع أبنائهم.

 

٤- قدِّم قدوة لما تنصح به.

المراهقون يقلدون ما نفعله وليس ما نقوله.. حاول أن تقدم بشخصيتك نموذجًا للشخصية التي تريد لأبنائك أن يكونوا عليها. هذا لا يعني الكمال المطلق، بل الاعتراف بأخطائك، والعمل المستمر على تطوير شخصيتك وتحسين تصرفاتك. في هذا الصدد، قدِّم لهم مثالاً حيًا في كيفية استخدام الأجهزة التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي. ومن ناحية أخرى، أظهر قدوة في كيفية التأقلم الصحي والسوي مع الضغوط الحياتية المتزايدة.

 

٥- اجعل بيتك مكانًا آمنًا.

هناك ضغوط هائلة تحيط بالمراهقين هذه الأيام؛ لذلك فهم يحتاجون إلى أن يجدوا في بيتك ملاذًا آمنًا، يتصرفون فيه على طبيعتهم ويشعرون فيه بالقبول بالرغم من ضعفاتهم وأخطائهم. لا تجعل ابنك المراهق يحارب في جبهتين.. خارج البيت وداخله.

 

٦- شارك معهم الأنشطة التي يستمتعون بها.

حاول أن تعرف الأشياء الممتعة بالنسبة لهم، وشاركوها معًا كأسرة، حتى وإن كانت هذه الأشياء ليست ما تود فعله خلال وقت فراغك.

 

٧- قدِّم حبًا غير محدود وغير مشروط.

احرص أن يعرف ابنك/ ابنتك أنه لا يوجد شيء يجعلك تحبه أقل، ولا يوجد شيء يجعلك تحبه أكثر. أنت تحبهم لأن لهم قيمة مترسخة باعتبارهم أبناءك، وأبناء الله أيضًا. إنهم يحتاجون أن يشعروا بأنهم محبوبون ومقبولون لا لشيء إلا لذواتهم، وليس بسبب إنجازاتهم أو أدائهم.

 

٨- ساعدهم على اقتناء قدوة جيدة من أشخاص موثوقين.

هل يوجد أحد الأقارب، العم أو العمة مثلاً، أو أحد المعلمين أو المدربين، يُعجب به أبناؤك المراهقون؟ إذا كانوا يمثلون قدوة جيدة؛ شجّع هذه العلاقة. يحتاج المراهقون لقدوة خارج نطاق الأسرة الصغيرة، يذهبون إليه إذا احتاجوا لشخص من خارج الأسرة ليتحدثوا معه في خصوصية.

 

٩- صلِّ معهم ولأجلهم.

المعركة على قلوب المراهقين وأذهانهم هي معركة حقيقية، والله وحده هو القادر على حمايتهم في أي مكان وأي وقت. الصلاة من أبوين محبين لا تُقدَّر بثمن، وتقتدر كثيرًا في فعلها.

 

١٠- احرص على أن يعيشوا في علاقة حية مع خالق الحياة.

إنه لأمر فائق الأهمية أن تحرص على أن يعيش ابنك أو ابنتك في علاقة حميمة مع الإله الخالق. الله وحده هو القادر على أن يشبع ظمأ قلوبهم.. هذا الظمأ الذي يؤدي بمراهقين كثيرًا إلى سلوكيات خطيرة جدًا، وأحيانًا قاتلة. مثل هذه الألعاب تكشف في جوهرها عن احتياج عميق ومترسخ للانتماء والقبول. كل البشر في كل العصور، وبالأخص المراهقون، لديهم احتياج عميق للشعور بالانتماء والحب والقبول، إذا لم يُشبع يصبح ضاغطًا ومُلحًا؛ مما قد يدفع المراهقين إلى الذهاب إلى أبعد ما يكون ليُسددوه حتى ولو بطريقة خاطئة، مما يؤدي أحيانًا إلى أخطار لا يمكن إصلاحها.

 

 

Copyright © 2022 Focus on the Family Middle East. All rights reserved.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول