Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: جاري توماس                              

هل تتذكر القصة الكتابية عن إلياقيم المبجّل؟ لا؟ حسنًا، ماذا عن أبيهود؟ وهل توجد شخصية كتابية ملهمة أكثر منه؟ ألم تسمع به هو الآخر؟ حسنًا، ماذا عن حاصور، وشالتئيل، وصادوق، ومتّان؟

بعد هذا ربما تشعر أنك لا تعرف كتابك المقدّس كما كنت تظن في نفسك. لكن لا تقلق. أزعم أن هذه الأسماء لا يعرفها الجميع بما في ذلك أكثر دارسي الكتاب المقدّس علمًا. هؤلاء الرجال عاشوا في الفترة بين حكم يوشيا، عندما سُبي شعب إسرائيل إلى بابل، وبين مجيء المسيح.

 

كان متّان والد يعقوب، الذي هو والد يوسف رجل مريم، كما هو مسجّل في إنجيل متى. كثير من أجداد هؤلاء الرجال كانوا عظماء، مثل: إبراهيم ويعقوب وبوعز ويسى وداود وسليمان وحزقيا. لكن بعض الأسماء الوارد ذكرها في الأصحاح الأول لا نعرف أية تفاصيل عنها.

هل عائلتك مهمة؟

لا يختار البشر في أية حقبة أو مرحلة تاريخية يولدون. البعض يولدون للشهرة والعظمة. والبعض يُدعون لاحتلال مكانة متواضعة في التاريخ للإعداد لشيء عظيم في أجيال أو أحداث تالية. مقاصد الله عبر السنين تنجح. كان مجيء المسيح حدثًا فارقًا، ومهمًا إلى أقصى حد، بحيث ثبت أن مجرد احتلال المكانة الثانوية ليصير كل شيء مهيئًا لمجيئه يمثل حياة كتابية جديرة بالثناء.

هذه القائمة تخبرنا أيضًا أن الله عمل ولا يزال يعمل خلال العائلات عبر كل التاريخ. بعض العائلات لها أصحاحات، أو حتى أسفار، في الكتاب المقدّس. والبعض لا يظهر إلا من خلال آيات قليلة. البعض يُذكر اسمه الأول في قائمة ما، والبعض الآخر لا يُذكر على الإطلاق. لكن الجميع مهمون بالنسبة لله.

 

فكّر فقط كيف عاشت هذه العائلات بهدوء ولا يعلم بها أحد، باستثناء ذكر الاسم الأول للشخص في بشارة متى. على سبيل المثال، نحن لا نعلم إذا كان شالتئيل يقود عائلته في صلاة يومية أم لا. ولا نعلم إذا كان أبيهود يصوم كل جمعة من أجل أن يثّبت الله أبناءه على الإيمان. وليس لدينا أي معلومة تقول إن حاصور كان رجلاً له مكانة مرموقة أو أن متّان كان سعيدًا في زواجه. لكن نعرف أنه في زمن وصول يوسف النجار فإنه أصغى إلى الله، ثم تزوج بامرأة حُبلى بطريقة معجزية، وتحمّل بأمانة مسؤولية تربية هذا الطفل العجيب. بالنسبة للآخرين، كل ما نعرفه هو أنهم عاشوا وماتوا واستخدمهم الله ليحركوا التاريخ ليقترب إلى المسيّا المنتظر.

ماذا تبني؟

الحقيقة هي، أنه بينما نربي عائلتنا، لا نعرف ما نبنيه في الواقع. هل تظنون حقًا أن شالتئيل كان يعتقد أن حياته ستساعد في تمهيد الطريق أمام المسيّا؟ ولأن يسوع يخبرنا " كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ" (متى 19: 30)، من المعقول أن نفترض أن عدم تحقيق شهرة جيدة أو سيئة على الأرض ليس له علاقة مطلقًا بما يُحتفل به بفرح عظيم في السماء.

 

أحد أهم الدروس في كل هذا هو أهمية أمانة العائلة حتى بدون مقابل هنا على الأرض. لا أحد يصفق عندما تختار أن تصلي لأجل طفلكِ بينما ترضعيه، ولا أحد يضع صورتك واسمك على شاشة التليفزيون عندما تدرس كلمة الله قبل أن تذهب إلى العمل. لا أحد سيفكّر في منحك جائزة نوبل لأنك استجمعت شجاعتك لتواجه خطية تهدد حياة ابنك أو ابنتك.

لكن هناك مَن يرى.. مَن يعد بأن يكافئ أمانتك. لهذا السبب أود أن أقول إنه ليس علينا أن نضفي قداسة مصطنعة على العائلة؛ لأنها مقدّسة بالفعل. السؤال الوحيد هو، هل نتعامل معها من هذا المنظور؟

التاريخ المقدّس لعائلتنا

لأن الله هو واهب الحياة والمهندس الأعظم لعالمنا، فإن تاريخ عائلتنا هو أيضًا تاريخ مقدّس. على هذا الجانب الآخر من السماء، ليس بمقدورنا معرفة مدى أهمية الدور الذي نلعبه؛ لأننا لا نستطيع أن نرى بقية القصة بعدما نمضي نحن. ولا نرى ماذا سيصبح أبناؤنا أو أحفادنا وأحفاد أحفادنا بالتأكيد. كل ما نستطيع أن نفعله هو أن نعيش كل يوم بأمانة، وبصلواتنا، وقدوتنا، وشهادتنا، سنترك إرثًا من الإيمان، ونضع مكاننا في التاريخ في يدي الله صاحب السلطان.

من المؤكد أنني وأنت لن نظهر في أي كتاب مقدّس آخر؛ لأنه لن يُكتب أي كتاب آخر. لكن من المؤكد أيضًا أن حياة الأمانة لن ينساها لنا الله، وأن حياتنا مع المسيح مكتوبة في كتاب الحياة إلى الأبد..عندما ندرك أخيرًا مدى قداسة العيش بأمانة تجاه العائلة.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2013 Gary Thomas. Used by permission.