Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

تعاطي المخدرات والكحوليات

 

من أخطر المشكلات السلوكية الكثيرة التي تساهم في ارتفاع معدلات الانتحار بين المراهقين هي مشكلة تعاطي المخدرات والكحوليات.. تشير الأبحاث إلى علاقة وثيقة إلى حد كبير بين الظاهرتين. وهذا ليس كل شيء، بل تُظهر الدراسات أيضًا أن في ٣٠- ٥٠% من حالات الانتحار بين المراهقين تكون المخدرات جزءًا من الحدث نفسه. عدد كبير من المراهقين الذين يزهقون أرواحهم يفعلون هذا ليس فقط تحت تأثير المخدر، لكن أيضًا بسبب أنهم مُخَّدرون بالفعل. المواد المخدرة تميل إلى تعقيد أية مشكلات ذهنية أو عاطفية لدى المراهق. في نفس الوقت، إنها تزيل أي موانع داخلية يمكن أن تعطل المراهق من تنفيذ خطته البائسة. لا عجب أن النتيجة تكون كارثية في أغلب الأوقات.

 

 

For Titlesتحديد المصطلحات

تعاطي المخدرات أصبح سائدًا أكثر في ثقافتنا لدرجة أننا كوالدين نحتاج أن نراقب هذا الأمر منذ بداية المرحلة الإعدادية. ومن النافع أن نعرف بالضبط ما نتكلم عنه قبل معالجة المشكلة؛ لذا فيما يلي قائمة ببعض المصطلحات المفتاحية.

اضطراب استخدام المخدرات (substance use disorder-SUD) أو اضطراب استخدام الكحوليات (alcohol use disorder-AUD).. هذا هو المصطلح الحالي الذي يستخدمه المتخصصون للإشارة إلى إدمان المخدرات وإدمان الكحوليات، وهو يذكّر بأن تعاطي المخدرات هو مشكلة صحية ونفسية خطيرة لكنها قابلة للعلاج.

 

التعاطي أو الاستخدام (Abuse). تعاطي (أو استخدام) الكحوليات هو نمط من شرب الكحوليات يؤدي إلى اختلال وظيفي، ويفسد قدرة الأشخاص على إتمام مسؤولياتهم. تعاطي المخدرات هو استخدام أي نوع من المخدرات وفي أي وقت، وكذلك استخدام الأدوية المسموح بصرفها بروشتة ولكن بدون إشراف طبيب متخصص.

 

الاعتمادية (Dependence). تغيّرات فسيولوﭼية في المخ تؤدي إلى فقدان تأثير تعاطي المخدرات تدريجيًا، والرغبة في جرعات أعلى للوصول إلى المستوى السابق من النشوة. هذا يجعلهم اعتماديين جسمانيًا عليها.

 

الإدمان (Addiction). يتضمن الإدمان كلاً من الاعتمادية النفسية والجسدية. لا يستطيع المدمنون أداء مهامهم بفاعلية بدون المخدر المفضّل بالنسبة لهم. وعندما يُمنع عنهم لوقت طويل، فإنهم يتعرضون لأعراض انسحاب جسدية، وقد يموتون كنتيجة لذلك.

 

 

For Titlesالحقائق والإحصائيات

بحسب تقرير مكتب Surgeon General بالولايات المتحدة، فإن أكثر من ٢٠ مليون أمريكي من عمر ١٢ سنة فأكثر، عانوا من الإدمان في عام ٢٠١٥(1).. هذا العدد تضمن ملايين المراهقين والشباب. أظهرت الدراسات أن ٤٠% من الطلبة في الصف الأخير من المرحلة الثانوية، وأيضًا ٣٠% من الصف الأول الثانوي، و١٣% من الصف الثاني الإعدادي قد تعاطوا مخدرات في العام الماضي.

في الولايات المتحدة، هناك ٣ مواد مخدرة على رأس قائمة المخدرات المفضلة لدى المتعاطين الصغار: الكحول، الماريجوانا (أحد مشتقات نبات القنب، ومنها في بلادنا البانجو أو الحشيش)، الأفيونيات.

يسيىء المراهقون والشباب استخدام الكحوليات أكثر من أي مادة مخدرة أخرى. بحسب استطلاع للرأي بالولايات المتحدة عام ٢٠١٥ عن تعاطي المخدرات وتأثيرها على الصحة (NSDUH)، وُجد أن ٦٢٣ ألفًا من المراهقين في الأعمار من ١٢- ١٧ عامًا (٢،٥% من هذه الشريحة العمرية) يعانون من اضطراب استخدام الكحوليات.

 

الماريجوانا (أو الحشيش في بلادنا) في الأسواق الآن أكثر تأثيرًا من السيجارة الملفوفة في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات. الآن الماريجوانا (أو الحشيش) ١٠ مرات على الأقل أقوى وأكثر خطورة على المخ من الأنواع التي كانت منتشرة منذ ثلاثين أو أربعين سنة. كما أصبح من السهل جدًا الحصول عليها مقارنة بأي وقت في السابق.

 

الأفيوينات (مشتقات الأفيون) والأدوية المسكنة للألم ربما تكون أكثر خطورة وأوسع انتشارًا من بين كل المواد المخدرة التي يستخدمها المراهقون والشباب حاليًا. في حالات كثيرة يكون من السهل الحصول عليها أكثر من الكحوليات أو الأدوية غير القانونية (street drugs)؛ لأنها كثيرًا ما توجد في خزانة الأدوية في المنزل. سنتحدث أكثر عن هذه الأزمة عندما نناقش موضوع "تعاطي العقاقير".


ملحوظة للناشر:

بعض الإحصائيات في بلادنا:

نسبة مَنْ يستخدمون الكحوليات أو المخدرات في محافظات مصر الساحلية والحدودية (في عينة من ١١٦٠٦ شخص) بلغت ١٠،٦%، بينما بلغت ٢٤،٥% في القاهرة، وفي محافظات الدلتا وشمال الصعيد بلغت ٩،٦% حسب بحث عن استخدام المخدرات شمل محافظات وسط وجنوب صعيد مصر، في عينة بلغت ١٦١٨٦ شخص، يتصدر القائمة استخدام الحشيش ٥٢،٣%، ثم البانجو بنسبة ٢٨،٨%، ويلي ذلك استخدام عقاقير الترامادول والتامول بنسبة ٢٤%.

(البحث القومي للإدمان – وحدة الأبحاث - الأمانة العامة للصحة النفسية – وزارة الصحة – القاهرة ٢٠١٤)

 


 

 

For Titlesالآثار والتبعات

تعاطي الكحوليات والمخدرات أكثر خطورة جدًا مما يدرك الصغار، وقد يكون عَرَضًا للتفكير الانتحاري وسببًا له أيضًا. الأشخاص يختلفون في تأثرهم بالمواد المخدرة بطرق مختلفة.. البعض قد يستغرق سنوات ليصل إلى الإدمان، وفي حالات أخرى يكون الاستخدام لمرة واحدة كافيًا لدفع المتعاطي من فوق الحافة للسقوط مباشرة في هُوة الإدمان. ويشكل الانتحار أحد الاحتمالات المترتبة على ذلك. كما أن هناك علاقة وثيقة بين اضطراب استخدام المخدرات والمرض النفسي.. توصلت بعض الدراسات إلى أن ما يقرب من نصف المصابين بهذا الاضطراب سيتعرضون لمشكلات مع المرض النفسي في مرحلة معينة من حياتهم.

 

بعض المخدرات تجعل المخ يفرز موادًا كيميائية تلعب دورًا في خلق أحاسيس ممتعة (على سبيل المثال الدوبامين والسيروتونين). ومخدرات أخرى تغلق المخ وتمنعه من استقبال بعض الإشارات، مثل الألم. كما تؤثر الأدوية على الموصلات العصبية في المخ، وقد تسبب آثارًا سلبية خطيرة في القشرة الجبهية، وهي الجزء المسؤول في المخ عن التخطيط واتخاذ القرار، والتعبير عن النفس، والتحكم في السلوك الاجتماعي.

 

هذه الآثار تكون أقوى وتسبب مشاكل أكبر للمراهقين؛ لأن مخ المراهق لم يكتمل نضوجه بعد. يستمر مخ المراهق في التشكل بسهولة في هذه المرحلة، ويكون عرضة للتغيير حتى منتصف العشرينات. ونتيجة لذلك، فالتعاطي المبكر للمخدرات و/ أو الكحوليات يمكن أن يُحدث توقفًا دائمًا لنضوج مخ المراهق، مما يجعل المتعاطي يظل مراهقًا في نضوجه العقلي لبقية حياته.

 

 أشهر الأدوية التي يتم تعاطيها

 

بعض أكثر الأدوية التي يتم تعاطيها: ترامادول، أديرال، ريتالين، ﭬنكودين، زانكس، أوكسيكودون، كودايين، آمبين.

 

 

 

For Titlesالحقيقة عن تعاطي العقاقير

هناك تطور مزعج في عالم تعاطي المخدرات بين الشباب، ويتمثل هذا التطور في ظاهرة تُعرف بتعاطي العقاقير (pharming). يشير المصطلح إلى استخدام غير قانوني لمستحضرات طبية وأدوية تُصرف بدون روشتة طبيب بغرض الوصول إلى حالة النشوة.

في حفلات تعاطي العقاقير، يُحضر الأطفال أية أدوية يمكن أن يتوصلوا إليها -غالبًا بسرقة خزانة الأدوية في البيوت، ويلقونها معًا في طبق مشترك. وبعد ذلك يأخذ كل واحد دوره في ابتلاع الحبوب بملء اليد، وعادة باستخدام كأس من الكحول. هذا نوع من روليت العقاقير، وقد يؤدي إلى كل أنواع النتائج المروعة، بما في ذلك السكتة الدماغية، والأزمة القلبية، وتلف المخ، والهذيان، والموت.

ما يجعل هذا السلوك مصدر إزعاج شديد هو أن واحدًا من بين أربعة من أولياء الأمور يعتقدون بالفعل أن الأدوية الموصوفة بروشتة هي أكثر أمانًا في تعاطيها من المخدرات (2). والحقيقة أن تعاطي الأدوية يتجاوز مجرد مقدمة خطيرة للأفكار الانتحارية -بل هو نشاط قد يكون مميتًا في حد ذاته.

 

 

التسلح ضد تعاطي العقاقير  

يمكنك حماية أبنائك المراهقين من تعاطي العقاقير بتنفيذ هذه الخطة:

 

  • اجعل خزانة الأدوية مغلقة، والأدوية الموصوفة باستخدام روشتة طبيب بعيدة عن متناول الأطفال ومَنْ يزورهم من الأصدقاء.
  • احرص دائمًا على التأكد من تناول الأدوية الموصوفة بروشتة طبيب بالضبط كما وصفها الطبيب.
  • ابنِ علاقة قوية مع أطفالك.. هذه أفضل خطة وقائية ومضمونة النتائج.
  • احرص على التأكد من التخلص بشكل صحيح من الأدوية غير المطلوبة، أو التي لم تُستخدم، أو منتهية الصلاحية.

 

 

For Titlesتمييز العلامات

كيف تتأكد من أن ابنك/ ابنتك يعاني من مشكلة مع تعاطي المخدرات أو الكحوليات؟ هناك عدد من العلامات التي يمكنك أن ترصدها، منها:

  • الانسحاب الاجتماعي، وفقدان الاهتمام في أنشطة مفضلة.
  • تغيير في الأصدقاء.
  • هبوط مفاجئ في المستوى الدراسي.
  • مشكلات صحية، والإصابة بأمراض بشكل مستمر وغير معتاد.
  • تغيرات في المظهر والنظافة الشخصية.
  • الكذب والتكتم أو السرية.
  • مشكلات مالية، أو طلب المال بكثرة، أو السرقة.
  • وجود أدوات لها علاقة بالمخدرات، أو أدلة مادية أخرى تشير إلى تعاطي المخدرات (مسحوق أبيض، حبوب أو مواد معينة غير معتادة) بين المتعلقات الشخصية لأبنائك المراهقين.
  • سلوك مريب أو مزعج أو متهور (بما في ذلك شرب الكحوليات، والقيادة المتهورة، علاقات جنسية منحرفة).
  • تشويش في الذاكرة.
  • أعراض بدنية مرتبطة بأعراض الانسحاب من تعاطي الكحوليات أو المخدرات (على سبيل المثال: نوم متقطع، اكتئاب، رعشة، اهتزاز، تململ، هياج، فقدان الشهية، غثيان، قيء، تعرُّق، تسارع ضربات القلب، صعوبة في التركيز، أو تشنجات).

حاول أن تبقى واعيًا بكل العوامل المساهمة التي قد تجعل طفلك أكثر عرضة لتجريب الكحوليات أو المخدرات، مثل العوامل الوراثية، والاضطرابات النفسية، وبعض النوعيات من السمات الشخصية (مثل التهور، غياب الرادع، أو الإبداع المفرط).

 

For Titlesبناء دفاعات قوية

تعاطي المخدرات يمثل ظاهرة واسعة الانتشار في العالم بحيث لا نستطيع أن نعزل أطفالنا تمامًا عن التعرض لها، لكن بمقدورنا اتخاذ خطوات لتقليص المخاطر. فيما يلي بعض الأفكار:

  • كن قدوة في السلوك الصالح. تذكر أنك إذا كنت تتناول الكحوليات أو تدخن، فعلى الأرجح سيتبع أطفالك قدوتك. راقب محتويات خزانة الأدوية في بيتك، وتأمل أية ميول لديك لتهدئة مشاعرك باستخدام أدوية مشروعة.
  • ابنِ توجهات مقاومة للمخدرات لدى أطفالك: يمكنك فعل ذلك عن طريق:
  • خلق مناخ يوازن بين الحب (الحنان) والحدود (النظام)،
  • إظهار رفض شديد لتعاطي المخدرات والكحوليات،
  • ترسيخ الاحترام والرهبة أمام صحة الجسد والعقل كعطية ممنوحة من الله،
  • مساعدة أبنائك أن يدركوا جيدًا معنى تبعات أفعالنا،
  • بناء حس إيجابي بالهُوية داخل عائلتك،
  • التشجيع على الاشتراك في أنشطة كنسية تعمق لديهم إيمانًا شخصيًا هادفًا.

 

 

متعلقات مرتبطة بالمخدرات

قائمة الأشياء التي ترتبط بشكل شائع بإعداد المخدرات، وتخزينها، واستخدامها تتضمن الآتي:

  • غليون (pipe).
  • شيشة.
  • ورق بفرة.
  • شنط بلاستيك.
  • رقائق ألومنيوم.
  • عبوات حبوب فارغة.
  • سرنجات (أو إبر للحقن).
  • ولاعات.
  • زجاجات صغيرة.
  • عبوات إيروسول فارغة (طلاء رش، منظفات، إلخ).

 

 

 

 

  • تحدث مع أبنائك عن المخدرات. احتفظ بخطوط التواصل مفتوحة. قم بزيارة لقسم الطوارئ في مستشفى قريبة منك لإلقاء نظرة عن قرب على نتائج استخدام المخدرات بين المراهقين. قدّم تفسيرًا بناءً وحكيمًا عندما ترى أنت وابنك/ ابنتك شخصًا يدخن سيجارة ملفوفة أو يشرب خمورًا.
  • الجأ إلى مرشدين ناضجين ومَحل ثقة. تعرف على معلمي أبنائك، ومدربيهم، ووالدي أصدقائهم. شجع ابنك على بناء اتصالات قوية مع أشخاص يمثلون قدوة حسنة.
  • ضع تبعات للسلوكيات غير المقبولة. الحوار من القلب للقلب قد يكون كافيًا بعد الوقوع لأول مرة في تجربة المخدرات والكحوليات. ولكن إذا لم يتبع طفلك التحذيرات، ستحتاج إلى الانتقال إلى التبعات الجادة، مثل فقدان امتيازات قيادة السيارة، الخروج مع الأصدقاء، الحرمان من الموبايل.
  • كن واقعيًا. إذا ظهرت مشكلة، واجهها بلا مواربة، ثم ابدأ في مهمة مساعدة ابنك أو ابنتك. لن تنتفع شيئًا بالانغماس في مشاعر الذنب.

إذا اكتشفت أن ابنك المراهق يتعاطى المخدرات أو الكحوليات بالفعل، من النافع جدًا أن تحصل على مشورة متخصصة لعائلتك بالكامل. أكثر البرامج العلاجية الناجحة تتبنى أسلوب النظام العائلي الذي يتضمن التقييم المكثف وسلسلة من الجلسات المشورية التي تُقدم في مناخ جماعي ويتضمن المساءلة.

 

 

For Titlesليستفق الآباء والأمهات

إذا كانت لديك مبررات تجعلك تظن أن ابنك المراهق قد يكون متعاطيًا للمخدرات أو الكحوليات، أو إذا شككت أنه قد يكون متجهًا نحو هذا الاتجاه -فهذا هو الوقت لتستفيق كأب أو كأم.

لا تخشَ من مواجهة الموقف بشكل إيجابي وحاسم. بدون إلقاء اللوم على أحد، أو الشعور بالخزي، اسأل ابنك المراهق بشكل مباشر إذا كان قد ضعف وتورط في تعاطي أي نوع من المخدرات. وإذا أجاب بالإيجاب، يجب أن تتصدى للأمر بحزم. اعزم على أن تكون مصدرًا للحب غير المشروط، والتعاطف، والدعم.. وبهذا قد تنقذ حياة طفلك.

 


 

1.“Highlights of The Surgeon General’s Report on Alcohol, Drugs, and Health: At-a-Glance,” https://addiction.surgeon general.gov/sites/default/files/report-highlights.pdf (accessed August 15, 2018).

 

2. Mary Laughlin, “‘Pharming’ Endangers Teens,” The Journal of the Oklahoma State Medical Association, June 2008; 101(6-7):164.


القسم الخامس: المشكلات السلوكية والانتحار

For Titlesالفصل الأول: تعاطي المخدرات والكحوليات

For Titlesالفصل الثاني: اضطرابات الشهية

For Titlesالفصل الثالث: إيذاء وتجريح النفس

For Titlesالفصل الرابع: التجاوب مع هذه المشكلات

 

 

© 2020 Focus on the Family. All rights reserved. Used under license.