Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

6 Ways to Respond to a Strong Willed Child

بقلم: داني ورته

تربية الطفل العنيد قد تكون متعبة، لكن ثمارها المستقبلية مذهلة جدًا. عندما نعلم الطفل العنيد بصبر وحزم، وتوجيه وحب، فقد يصبح مستقبلاً أحد القادة العظام من أصحاب التغيير والتأثير.


هل سبق أن تصورت الرسول بولس كطفل عنيد خلال طفولته المبكرة؟ هل تساءلت كيف كان والداه يُقوِّمانه، ويرشدانه، ويساعدانه على تشكيل قناعاته الراسخة؟ لقد واجه الله بولس فيما بعد واستخدم طبيعته المتحمسة والعنيدة في خدمة نشر رسالة الإنجيل في كل العالم المعروف آنذاك، كما نقرأ في سفر أعمال الرسل. إننا نلمح الدافع الذي تحلى به بولس ونرى شجاعته عندما نقرأ عن الرحلات التبشيرية ودخوله السجن عدة مرات. لقد تعلم بولس أن يتبع المسيح في كل وقت، ومهما كانت الظروف، وليتمتع بعلاقة حميمية مع الله بينما يصغي جيدًا لصوت الروح القدس، ولقد تعلَّم أن يؤسس قوته على صخرة المحبة.

أتخيل والدي بولس وقد اختبرا أيامًا صعبة في تربيته، لأن تربية الطفل العنيد تكون متعبة وصعبة، ولكنها مثمرة جدًا على المدى البعيد. هؤلاء الأطفال الملتهبون بالحماس عادة ما يتمتعون بعقلية مستقلة وعنيدة؛ ومع ذلك قد يتسمون بالثقة بالنفس، والإصرار، والدافع، والتركيز.

من خلال عملي، عملتُ مع زوجين يربيان طفلاً عنيدًا. كانا والد ووالدة هذا المراهق صانعي سلام، وكانا يخافان منه عندما يغضب، لأنه كان قوي البنية، ونوبات غضبه تكون شديدة جدًا. وكان قد اعتاد على أن يمارس السيطرة والتحكم بفضل جاذبيته وحجمه ونوبات غضبه المخيفة. ولم يتعلم والداه كيف يشكلانه ليصبح قائدًا مؤثرًا، وإنما فضَّلا السلام في البيت. كان الوالدان يتمتعان بالدفء والحساسية والحب- لكنهما افتقرا إلى التوجيه والحزم. وبينما اكتسب الابن المزيد من السلطة والنفوذ، زادت نوبات غضبه ونوبات إحباطه. كان يتوق إلى الإرشاد وإلى حدود واضحة وحازمة.

 

التأديب والتدريب

قد يفتقر الطفل العنيد إلى المرونة، ويميل إلى عدم القدرة على التعبير عن عواطفه؛ فيلجأ إلى الإحباط والغضب إن لم تسر الأمور بالطريقة التي يراها. قد يكون متشبثًا برأيه، ومفرطًا في التركيز على عمل الأشياء بطريقته الخاصة التي يراها الطريقة الوحيدة الصحيحة، وقد لا يهدأ أبدًا في سعيه إلى التحكم وممارسة النفوذ. لكن بالرغم من كل هذا، عندما يتعلَّم الطفل العنيد التواضع واللطف وضبط النفس، فإن هؤلاء الأطفال يمكن أن يصيروا قادة مؤثرين جدًا.

يخبرنا الكتاب المقدس: «وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ» (عب ١٢: ١١). لا بد أن نؤدب وندرب الطفل العنيد بحيث يحقق كل مشيئة الله لحياته.

والتدريب يحتاج إلى التعمُّد لتحقيق الأهداف. خلق النظام يحتاج إلى وقت، وتكرار، وعمل شاق. ما الذي تُدرب طفلك العنيد ليفعله ويكتسبه؟ أتخيل الطفل العنيد مثل حصان جامح وصاخب ويجري مندفعًا هنا وهناك بلا هدف.. عليك أن تدرب وتقود طفلك نحو ما يدخره له الله داخل ملكوت الله! كما يقول الكتاب المقدس: «أَدِّبِ ابْنَكَ فَيُرِيحَكَ وَيُعْطِيَ نَفْسَكَ لَذَّاتٍ» (أمثال ٢٩: ١٧).

 

٦ طرق للتعامل مع الطفل العنيد

فيما يلي ٦ طرق عملية للتعامل عند تربية طفل عنيد لتساعده على النضوج إلى أفضل شخص يمكن أن يصير عليه:

١-  كُن هادئًا

الهدوء يساعدك على أن تستمد من مخزون حدسك وفطنتك وحكمتك في التربية، ويجعلك تتجاوب مع قناعات الطفل العنيد وليس مع سلوكياته. على سبيل المثال، ربما يدخل طفلك في نوبة غضب، ولكن بدلاً من تقويم السلوك مباشرة، يمكنك محاولة فهم ماذا يرى وماذا يريد. ساعده على تعلُّم كيف يفسِّر بشكل أفضل ما يختبره، أو كيف يمكنه تحقيق رغباته بشكل أكثر فاعلية. سيساعدك هدوءك على أن تهدئ الفوضى داخل مخ الطفل العنيد. اجعل هدوءك، وليس انفعالات طفلك، مُعديًا.

 

٢-  كُن واضحًا

الوضوح يساعدك على تعزيز الحدود بدلاً من إنفاق الوقت والطاقة في الإلحاح والجدال. أخبر طفلك بالقواعد والتبعات- الجيدة والسيئة، ثم نفذ ما تحدثتما فيه. من الأفكار العظيمة أن تجعل طفلك يلعب دورًا إيجابيًا في صياغة هذه القواعد والتبعات الناتجة عن انتهاكها. يمكنك استخدام هذه العبارة الهامة: ”ما الذي قلته أنا الآن؟“ اقضِ وقتًا لتتأكد أن كلامك قد وصله بوضوح.

 

٣- لا تتراجع

عدم التراجع يساعد الطفل العنيد على تعلُّم أن تولي المسؤولية ليس أمرًا بلا مقابل، وليس للجميع. وبرغم أن تولي المسؤولية ليس سهلاً دائمًا، لا بد للوالدين أن يتفقا ويتوحدا في أسلوب تربيتهما لأولادهما؛ وإلا فإن الطفل سيدرك على الفور أن السلطة والنفوذ يتأرجحان وفي حالة انقسام. يتجاوب الطفل العنيد بشكل إيجابي عندما يجد كفاءة وثقة بالنفس لدى الوالدين.

 

٤- لا تغفل المتابعة

يريد الطفل أن يعرف أنك تعني ما تريد، وهو يحترم ويثق في السلطة الحازمة. عندما تحرص على المتابعة، فالأمر يشبه وضعك للمال في بنك الثقة بينك وبين طفلك.

 

٥- قُم بتفويض بعض التحكم

احرص على توفير الفرص لطفلك ليكتسب قدرًا من امتياز صناعة القرارات في بيتك؛ فلا تتركه يطالب بهذا بإلحاح. على سبيل المثال، يمكنك تكليفه بالتحكم في اختيار أي رياضة ستمارسانها سويًا، وليس اختيار هل تمارسان الرياضة أم لا، كما يمكنه اقتراح حلول عملية لنظافة البيت وصيانته.

 

٦- علِّم وعزِّز المشاركة الوجدانية والتواضع

الشيء الأكثر أهمية أن تعلِّم وتعزز التواضع منذ وقت مبكر وبشكل متكرر.. ساعد طفلك على تعلُّم الإصغاء والاهتمام بالآخرين.. تحدث معه عن كيف يكون صادقًا وأمينًا ووفيًا، ومخلصًا، ومحبًا من القلب، ومشجعًا للآخرين. عندما يتعلَّم الطفل العنيد كيف يشارك الآخرين وجدانيًا وكيف يتواضع (وهما صفتان أساسيتان لنجاح العلاقات)، فإنه يصبح قائدًا فوق العادة.

ساعده على رؤية قيمة الآخرين وأهميتهم، وأفكارهم، وآرائهم، وأن يتعلَّم كيف يؤثر في الآخرين بدون ممارسة التسلط عليهم. إذا توقف مخه، ساعده على التحرر من العناد. يمكنك القول: ”يبدو أن مخك قد تعطل. وأنا أحضر مخًا آخر كبيرًا يعمل كجرار لمخك حتى يعمل من جديد.“ أو عندما يندفع طفلك في كل أرجاء المكان، يمكنك القول: ”مخك يجري في أرجاء الغرفة.. نحتاج أن نمسكه ونضعه على عجلة القيادة. يبدو أن جسدك يقود السيارة بدون سائق.“

كما ينتفع الطفل العنيد أيضًا من التشتيت. على سبيل المثال، إذا تعطل مخهم وأصروا على شيء ما، أخبرهم بأي فكرة عشوائية مثل: ”هل تعلم أن بعض القطط تسبب مرض الحساسية الجلدية للبشر؟“ أو يمكنك أن تسأله سؤالاً عشوائيًا مثل: ”كم عدد أسنان سمكة القرش؟“

 

العنيدون قد يصيرون أصحاب تأثير تاريخي

أحب أن أتأمل في الإسهامات المذهلة في التاريخ التي قدمها أشخاص عنيدون. يقول توماس إديسون (مخترع المصباح الكهربائي): ”لم أسمح لنفسي أبدًا أن أحبط تحت أية ظروف. أتذكر أننا بعد أن أجرينا آلاف الاختبارات على مشروع معين بدون حل للمشكلة، عبَّر أحد زملائي بعد إجراء آخر الاختبارات التي فشلت عن إحباطه واستيائه بسبب فشلنا في اكتشاف أي شيء. فطمأنته بابتسامة بأننا تَعلَّمنا شيئًا بالفعل.. لأننا تعلمنا بشكل يقيني أن هذا الشيء لا يمكنه أن ينجح بهذه الطريقة، وأننا يجب أن نجرب شيئًا آخر.“ إن امتلاك إرادة عنيدة يساعدنا على تجاوز الإحباط والعقبات ولحظات الفشل.

رغم أن تربية الطفل العنيد قد تكون منهكة، فإنها تأتي بثمر مذهل مستقبلاً.. كما تتضمن نضوجك الشخصي في القدرة على التكيف، والاحترام، والتعمُّد، والحب الثابت، والحدود، ونعمة الغفران، والشعور بالامتنان. يا لها من فرصة مذهلة للنضوج الشخصي بينما تربي وتقود أحد المؤثرين والمساهمين في ملكوت الله!

عندما نعلِّم الطفل العنيد بصبر وحزم، وعندما نقوده بحب، فإنه يصبح أحد القادة العظام المؤثرين مثل بولس، وبطرس، وأستير، ودانيال في الكتاب المقدس، وكذلك توماس إديسون في مجال العلم.

 

 

© 2021 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول