Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: راشيل ويجنز                         

تجمَّعت عائلتنا الكبيرة كلها في غرفة المعيشة في شاليه نستأجره في الإجازات. اجتمعنا للعبادة، وشارك في ذلك أفراد من أعمار مختلفة. كان "كيسلي" ابن أخي يرتدي ملابس محارب مصنوعة يدويًا، وأمسك سيفًا ودرعًا، وارتدى ملابس واقية من الكرتون المُغطى بطبقة من القصدير.

وصاح: "تقووا في الرب"، ثم تلى النص الكتابي الشهير الوارد في أفسس ٦: "ألبسوا سلاح الله الكامل".

شاهدت أبنائي الثلاثة وهم يتفاعلون مع العرض الذي يقدِّمه ابن عمهم. هل يدركون أن هذه الملابس الكرتونية تمثل شيئًا أكبر- شيئًا يقدر على حمايتهم في المعارك الروحية في الحياة الواقعية.

يبدو من الواضح أننا نعيش في "اليوم الشرير" الذي تحدث عنه الرسول بولس في أفسس ٦: ١٣. نحن كآباء وأمهات نريد أن نربي أبناءً يقدرون على الثبات في وجه الشر، وأن يقدروا على مقاومة إغواءات وأكاذيب إبليس. كيف نساعدهم إذن على إدراك أن الله يوفر لهم الوسائل اللازمة لمقاومة هجمات إبليس؟

أولاً: يجب أن نشرح بوضوح أن المعركة حقيقية. وأن هجمات إبليس تتخذ أشكالاً عدة، سواء بالإغواء على الغش في المدرسة، أو صراعات حول تنازلات جنسية، أو مواقف فيها استقواء على الآخرين، أو مواجهات مع تعاليم إلحادية، أو معارك داخلية مع الاكتئاب وقبول النفس.

وبالرغم أن المعركة حقيقية، فالعدو مهزوم بالفعل بفضل ملكنا. نحن نعتمد على قوة الرب في حربنا ضد أكاذيب إبليس. وتساعدنا رسالة أفسس ٦: ١٠-٢٠ على فهم الطرق المختلفة التي يعدنا الله من خلالها لهذه الحرب الروحية:

مَنطقة الحق

في العصر الذي يتحدث عنه الكتاب المقدس كانت المنطقة (الحزام) تضمن بقاء سلاح الجندي في مكانه. لذا فإن منطقة الحق الروحية تشير إلى طبيعتنا وما نؤمن به في أعماقنا- أي نظرتنا الأشمل للعالم التي تُبنى عليها معتقداتنا وتؤثر على قراراتنا.

تكتظ ثقافتنا بالتعاليم والمعتقدات المضللة مثل الإلحاد ومذهب المادية والنزعة الاستهلاكية. لابد أن نعتبر بيوتنا حلبة تدريب على الحق. بدأنا في بيتنا "أنشطة تدريبية" لنساعد أبناءنا على تقوية فهمهم للحق. فبينما نشاهد التليفزيون أو أحد الأفلام، نلعب لعبة "اكتشف الخطأ"، ونكافئ أبناءنا عندما يرصدون أنصاف الحقائق من بين ما يشاهدونه. سيقول الأطفال: "امتلاك هذه السيارة لن يجعلك سعيدًا! هذا خطأ!" أو "هذا الفيلم ينادي بأن الناس صالحون بطبيعتهم. هذا ما لا يقوله الكتاب المقدس!"

كما بدأنا أنا وزوجي مؤخرًا حملة "أمسيات النضوج العائلي" حيث نجتمع معًا مع عائلات أخرى لعمل نقد للأفلام التي تدعم الرؤية الكونية المسيحية. ونتيجة لذلك، لاحظنا أن أطفالنا يكتسبون مزيدًا من الثقة فيما يؤمنون به، ويكتسبون قدرة واستعدادًا للدفاع عن معتقداتهم.

درع البر

يُلبس الدرع فوق الملابس لحماية الأجزاء الحيوية من جسم الجندي بينما يواجه العدو. درعنا الروحي- أي البر الذي نحصل عليه من ذبيحة المسيح- يحمي قلوبنا، وهو ما يخبرنا أمثال ٤: ٢٣ بأن نحميه "فوق كل تحفظ". لا أحد بار من تلقاء نفسه. إنما المسيح وحده الذي يغفر لنا هو الذي يمكّننا من التجاوب مع الآخرين بطريقة تعكس بر المسيح نفسه. في بيتنا نحاول مساعدة الصغار على فهم الفرق بين الاستسلام لشهوات النفس والعيش في بر المسيح.

وعلى العشاء كثيرًا ما نتناقش في معضلات أخلاقية افتراضية مع أبنائنا. وسنسأل: "ماذا تفعل لو وجدت حافظة مليئة بالنقود؟" أو "ماذا لو قدّم لك أحد أصدقائك إجابات الامتحان الذي ستخوضه غدًا؟" هذه الأسئلة قادت إلى مناقشات هادفة عن كيف نعكس بر مخلصنا بطرق مختلفة.

حذاء السلام

الأحذية تستخدم للتحرك وليس للسلبية. نحن نساعد الأبناء على ارتداء "حذاء السلام" عندما نساعدهم ليكونوا سفراء قادرين على مشاركة محبة المسيح مع الآخرين.

أنا وزوجي نستمتع بخلق فرص لعائلتنا لنخدم معًا- في مساعدة الجيران، أو تقديم الطعام للجائعين، أو فتح منزلنا لاستضافة الغرباء، وزيارة مَنْ يعيشون بمفردهم. عندما نخدم بجوار أبنائنا، ونقدّم محبة المسيح ونشرح عطية خلاصه، فإننا نساعد أطفالنا على ربط حذاء العمل. نحن نجهزهم للتحرك ضد العدو الذي يفضِّل أن يبقوا راضين بما هم فيه ولا يشاركون الآخرين بإيمانهم.

ترس الإيمان

كان الترس أداة دفاعية رئيسية للجندي الروماني، وكان الهدف منه حماية الجندي من ضربات السهام. كذلك ترسنا الروحي يساعدنا على إطفاء "سهام الشرير الملتهبة" (أفسس ٦: ١٦).

أقوى أسلحة إبليس هو الخداع والتضليل- فهو دائمًا ما يقذف الأكاذيب علينا بهدف جعلنا ننسى عمل الله في حياتنا. نحن نقاوم هذه الهجمات بالإيمان، أي "الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى" (عبرانيين ١١: ١).

ولكي تعمِّق الإيمان في نفوس أبنائك، ذكّرهم باستمرار بأعمال الله. في بيتنا، نحن نفعل ذلك من خلال دراسة الكتاب المقدس، وبالتركيز على وعود الله التي صنعها والتزم بها. نحن نتتبع عمل الله في الاستجابة للصلاة. تذكُّر الصلوات المستجابة يؤدي إلى الثقة بأن الله سيعمل- وهو ما يشكل ترسًا قويًا ضد أكاذيب إبليس. كذلك نحتفظ في منزلنا بصندوق نسميه "آثار المعجزات" وهو نوع من سجل للحكايات (ولكن في صندوق صغير) يحتوي على أشياء ملموسة تذكرنا بالأوقات التي ظهر فيها الرب في حياتنا بشكل قوي.

خوذة الخلاص

كما أن الخوذة تحمي رأس الجندي، كذلك خوذتنا الروحية تحمي أذهاننا. هناك أصوات مخادعة كثيرة تحاول أن ترسل رسائل مغلوطة إلى عقول أبنائنا. لابد أن نؤكد لأبنائنا الحق الذي يخلصون به- وأن لهم قيمة؛ لأن محبة الله جعلته ينزل إلينا ليخلصنا.

على سبيل المثال، نحن نذكّر ابنتنا الكبرى، بينما تصارع مع رفض أكاذيب عن نفسها (مثل "أنتِ غير جميلة وبلا قيمة")، أن المسيح خلصها، وأنها ابنة محبوبة لله وعزيزة في عينيه، وقد اشتراها بثمن غالٍ! أو عندما يصارع ابننا الصغير مع الخوف من الظلام عندما يذهب لينام، نحن نصلي ليمنحه الله السلام والشجاعة، ونذكره بأن الله هو برجنا الحصين في وقت الاحتياج.

سيف الروح

يستطيع الجندي بسيفه أن يسدد ضربات قاتلة إلى العدو أو يَصدُّ به هجماته. سيفنا الروحي هو كلمة الله. استخدم يسوع نفسه كلمة الله عندما كان يحارب إغواءات إبليس في البرية.

بمقدور أبنائنا أن يعتمدوا على كلمة الله في وقت التجربة، ولذلك لابد أن يعرفوها أولاً! في بيتنا، نعطي كوبونات كمكافآت- وقت أطول لمشاهدة التليفزيون مثلاً- عندما يحفظون أجزاءً من الكتاب المقدس. كما نكتب بعض الآيات الكتابية الهامة ونعلقها حتى نستطيع أن نحفظها ونراجعها عند تناول الوجبات.

عندما "يخبئون" كلمة الله في قلوبهم، فإنهم سيقدرون على استخدام هذا السيف القوي في وقت الاحتياج. 


From the Thriving Family website at thrivingfamily.com. © 2015 Rachelle Wiggins. Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول