Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

للمزيد من هذه السلسلة:

١- مداخل للتأديب               

٢- التعامل مع عدم الاحترام               

٣- السلوك والتبعات


 بقلم: بيل ماير

هل تعيش في الواقع؟ فيما يلي اختبار قصير لتكتشف الإجابة على هذا السؤال.

يقود "بوب" سيارته الرياضية البراقة ذات اللون الأحمر بسرعة ١٥٠ كيلومتر بالساعة على الطريق السريع، والتقط الردار مخالفة السرعة، وأوقفه الشرطي. تُرى ماذا قدّم الشرطي لـ "بوب":

   ١- تحية لطيفة.

   ٢- قطعة بسكويت.

   ٣- مخالفة سرعة.

 

تفضِّل سوزان السهر لساعات متأخرة من الليل ولا تصل العمل في الوقت المحدد. وبعد وصولها إلى المكتب متأخرة ساعتين أو ثلاثة على مدار أسبوعين متواصلين، تُرى ماذا يخبرها مديرها؟

   ١- اذهبي إلى الفراش مبكرًا.

   ٢- احصلي على أجازة لتستريحي.

   ٣- ابحثي عن وظيفة أخرى.

 

إن "بوب" و"سوزان"، نتيجة لاختياراتهما سيختبران، تبعات غير ممتعة، وليس بمقدورنا إلا أن نرجو أن يتعلما من هذه الخبرات، ونشجع "بوب" ليقود بشكل آمن، و"سوزان" لتتصرف كموظفة لديها إحساس بالمسؤولية.

التربية من أجل العالم الواقعي

إن الاستخدام الناجح للتبعات يمكن أن يمثل أداة تربوية فعّالة. عندما يخالف أحد أبنائنا قاعدة سلوكية أو لا يتصرف بمسؤولية، يمكننا تطبيق إحدى هذه التبعات، أو نترك النتائج الطبيعية المترتبة على سلوكه أن تسير في مجراها. وبمرور الوقت تعمل هذه النتائج كمعلِّم يساعد أطفالنا على أن يتعلموا كيف تسير الأمور في عالم الحياة الواقعية.

 

ولكن مع الأسف هناك آباء وأمهات كثيرون يختصرون هذه العملية، إمّا بعدم تطبيق تبعات ملائمة على تصرفات أبنائهم، أو بإعفائهم من تحمل نتائج أفعالهم- رغبة منهم في حمايتهم من أقل درجة من الألم. هؤلاء الآباء والأمهات يعتقدون أنهم بهذا يظهرون الحب بإعفاء أبنائهم من تبعات أخطائهم. ولكنهم في الواقع يجهزون أبناءهم للإحباط والفشل في السنوات التالية في الحياة.

يذكّرنا سفر الأمثال أن الله صمم العالم ليعمل بأساليب معينة. إن أفعالنا لها نتائج متشعبة، وفي كثير من الأحيان نحصد ما نزرعه (غلاطية ٦: ٧). ويستفيد أطفالنا عندما يتعلمون أن الحياة تقوم على علاقة السبب والنتيجة- حتى إذا كانت النتائج التي يختبرونها أحيانًا غير ممتعة بالنسبة لهم.

 

إذا لمس طفل صغير شيئًا ساخنًا، فإنه يختبر سخونته- هذه نتيجة طبيعية. ومع ذلك عندما لا تقود أفعال الطفل إلى نتائج واضحة، لا يزال بإمكان الأب أو الأم أن يوظف إحدى هذه التبعات المرتبطة منطقيًا بالسلوك. على سبيل المثال، يُطلب من الطفل أن يجمع ألعابه ولا يطيع، فتكون النتيجة الطبيعية أنه لا يُسمح له باللعب بها في اليوم التالي.

كيف تبدو التبعات؟

يمكن للتبعات أن تكون إيجابية أو سلبية. بمقدور الآباء والأمهات أن يستخدموا التبعات الإيجابية عندما يريدون أن يشجعوا سلوكًا طيبًا، أو يستخدموا التبعات السلبية عندما يريدون أن يوبخوا سلوكًا سيئًا.

 

ولكي تنجح التبعات، يحتاج الأبناء إلى تطبيقها على الفور. الأطفال لديهم قدرة على الانتباه والتركيز لفترة قصيرة من الوقت. يمكنك التأكيد على التطبيق الفوري للتبعات باستخدام عُملات رمزية أو نظام لحساب النقط. على الفور، قُم بمكافأة طفلك بإضافة نقاط أو إعطائه عملة رمزية على السلوك الإيجابي أو قم بإنقاص نقاطه إذا قام بتصرف سلبي. ثم تُصرف هذه النقاط في شكل امتيازات خاصة أو هدايا غير ثمينة في وقت لاحق.

ستحتاج أيضًا أن تطبِّق التبعات بشكل مستمر وغير متناقض، وإلا سيتعلَّم طفلك بسرعة أنك غير جادٍ فيما تقوله. لهذا السبب من الهام للغاية أن تنفذ النتيجة التي وعدته بها حتى إذا كنت مجهدًا.

في النهاية يجب أن تكون التبعات قوية. إذا كانت التبعات الإيجابية أو السلبية لا تعني شيئًا لطفلك، فلن تغيِّر سلوكه. على سبيل المثال، حصول فتاة في السابعة على نقاط لشراء دُمية جديدة قد يكون محفزًا قويًا لها، لكنها لن تهتم بهذا بعد سنة من الآن.

بينما تتعلَّم استخدام التبعات بشكل فعّال- بدلاً من الإلحاح، والصراخ، والتهديد، ستجد أن تعاملاتك مع أطفالك تتحسن. سيفهم أبناؤك بوضوح ما هو متوقع منهم، وسيشعرون بالثقة أكثر في دورك كأب أو كأم. بالطبع يجب دائمًا أن تنفِّذ التبعات في إطار من الدفء والتشجيع.

 

بالمناسبة إذا كنت اخترت الإجابة الثالثة على السؤالين الواردين في بداية المقال، فهنيئًا لك- لقد فهمت حقيقة التبعات. الآن يمكنك استخدام هذه الأفكار الثمينة لتساعد أطفالك على النضوج إلى شخصيات لديهم إحساس بالمسؤولية ويقومون بعمل اختيارات صائبة، ويحتفظون بوظائفهم، ويتجنبون تجاوز السرعة المقررة.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2008 Focus on the Family. Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول