Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: آمي ديساي

لقد رسم الله، خالق البشرية ومُبدع الزواج ذاته، خطته للزواج كاتحاد يدوم مدى الحياة. ويعلم الله أن هذا الرسم هو الأفضل على الإطلاق. وعندما ننحرف عن خطته، تكون النتائج محطمة على مستويات عديدة.

 

من المؤسف أن معدلات الطلاق/ الانفصال تتزايد بين المسيحيين. بعض المسيحيين لا يرون خطأ في الطلاق، على الأقل وفقًا لظروفهم الشخصية. غير أن الكتاب المقدس يتحدث بوضوح عن الزواج والطلاق.

 

يمثل الزواج أول منظومة خلقها الله، عندما خلق أولاً آدم الإنسان الأول، ثم رأى أنه ليس جيدًا أن يكون آدم وحده. ثم أحضر لآدم كل الحيوانات، التي قام آدم بتسميتها، لكن لم يوجد ”معين نظيره“ (تكوين ٢: ٢٠). كان الله يكشف لآدم النقص في طبيعته. ثم خلق الله حواء لآدم، وباركهما، وبارك اتحادهما، وأعطاهما الأرض ليتسلطوا عليها (انظر تكوين ١: ٢٧ و٢٨). لقد خلق الله الزواج قبل السقوط ودخول الخطية إلى العالم.. فقد كان جزءًا من التصميم الألهي الرائع والكامل للبشرية.

 

ومن خلال الأنبياء أكَّد الله على ثلاثة مبادئ:

١- قدسية الزواج.

 ٢- كراهية الله للطلاق.

٣- صمم الزواج لإنجاب أطفال صالحين (انظر ملاخي٢: ١٣- ١٦).

 

كما أكَّد السيد المسيح من خلال تعاليمه على أهمية الزواج وقدسيته كعلاقة تجمع بين رجل وامرأة طوال العمر (انظر متى ١٩: ٦).

ثم علَّم الرسول بولس عن العلاقة الزوجية باعتبارها تجسيدًا للحب الباذل الذي أظهره المسيح نحو كنيسته (انظر أفسس٥: ٢١- ٣٣).

 

دعنا نلقي نظرة على القضية عن قرب. وبشكل خاص عما يخبرنا به الكتاب المقدس عن الطلاق؟ ننظر بوضوح في سفر ملاخي إلى قلب الله عن

الزواج:

”وقد فعلتم هذا ثانيةً مغطين مذبح الرب بالدموع، بالبكاء والصراخ، فلا تُراعى التقدمة بعد، ولا يُقبل المرضي من يدكم (بمعنى أنهم كانوا يصرخون ويولولون لأن الله لم يعد يقبل ويرضى عن تقدماتهم). فقلتم: ’لماذا؟‘ من أجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي أنت غدرت بها، وهي قرينتك وامرأة عهدك. أفلم يفعل واحدٌ وله بقية الروح؟ (ألم يجعل الله الزوج والزوجة واحدًا، وهما جسدًا وروحًا ملكًا لله؟) ولماذا الواحد؟ طالبًا زرع الله (لأن الله كان يريد نسلاً وذرية مباركة تحب الرب). فاحذروا لروحكم ولا يغدر أحد بامرأة شبابه. ’لأنه يكره الطلاق‘ قال الرب إله إسرائيل.“ (ملاخي ٢: ١٣- ١٦، ما بين الأقواس لمزيد من التوضيح والشرح)

 

ثم أكَّد السيد المسيح على أهمية ودوام الزواج. يقول البشير متى: ”وجاء إليه الفريسيون ليجربوه قائلين له: ’هل يحل للرجل أن يُطلِّق امرأته لكل سبب؟‘ فأجاب وقال لهم: ’أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرًا وأنثى؟‘ وقال: ’من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكونان الاثنان جسدًا واحدًا. إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفَّرقه إنسانٌ ‘“

 

وبصفة عملية كمحامٍ كنتُ ممثّلاً عن أشخاص كثيرين كانوا يسعون للطلاق، فأنا أدرك جيدًا لماذا قال الله إنه ”يكره الطلاق“. الطلاق هو تمزيق لأساس أي مجتمع مستقر.. وهو العائلة. من الهام أننا في جسد المسيح نشجع هؤلاء الذين يتعرضون لمشكلات في زواجهم على طلب المشورة من راعي الكنيسة أو مشير مسيحي متخصص... لأنه في معظم حالات الطلاق لا يكون الطلاق ضروريًا أو حتميًا.

 

ولكن هل هناك حالات يسمح الكتاب المقدس فيها بالطلاق؟ قد تختلف الآراء بعض الشيئ في الكنائس ذات الخلفيات المختلفة. عليك استشارة الأب الكاهن أو راعي كنيستك في هذا الأمر لتعرف فكر كنيستك حول هذا الأمر، خاصة إذا كان لديك حالة محددة تريد معرفة رأي الكتاب المقدس فيها.

 

هذه مسألة خطيرة ولا يجب الاستخفاف بها. إليك بعض الأسس الكتابية التي تحكم هذا الأمر:

عندما يقع أحد الشريكين في الزنا، ولا يُظهر استعدادًا للتوبة والعيش بإخلاص مع شريك حياته، فإن كلمات يسوع في متى ١٩: ٨ و٩ تشير إلى أن الطلاق (والزواج بآخر) يُعد مسموحًا به في مثل هذه الحالة. يقول النص الكتابي: ”قالوا له: فلماذا أوصى موسى أن يُعطى كتاب طلاق فتُطلَّق؟ قال لهم: إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذِن لكم أن تُطلِّقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا. وأقول لكم: إن مَنْ طلَّق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني.“

 

ومع ذلك، الطلاق ليس حتميًا. إذا وقع شريك حياتك في خطية الزنا، من حقك أن تطلِّق، ولكن هذا ليس حتميًا؛ هناك أزواج وزوجات كثيرين استطاعوا أن يعيدوا بناء حياتهم الزوجية حتى بعد هذه العاصفة القوية.

 

أما إذا كان شريك حياتك مُصرًا على الطلاق، وربما لا تقدر أن تقف أمامه بسبب قوانين الطلاق الحالية، فبوسعك أن تحاول إقناعه بالتفكير في فترة من الانفصال تسمح لكما ببعض الوقت للتفكير.

 

صلِّ من أجل أن يفتح الرب خطوط التواصل بينكما، وأن يعيد الحب إلى علاقتكما. وصلِّ من أجل أن يمنحكما الرب طول الأناة وروح الغفران. حاول أن تقاوم الرغبة في التفوه بألفاظ غاضبة إلى شريك حياتك، أو تفعل شيئًا قد يوسع الفجوة بينكما. إن استعادة العلاقة تحدث حتى في أصعب الحالات، ولكنها تصبح أكثر صعوبة عند تبادل الكلمات المهينة.


Copyright © 2006, 2007, Focus on the Family. Used by permission.