Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سيلڤيا هارت فريچد

عندما كان يظهر لي ”طَلب إضافة صديق“ على الفيسبوك، وكنت أضغط بالموافقة عليه، كنت ألاحظ على الفور أن هذا الشخص لديه 2000 صديق. وكنت أتساءل، لماذا لم يطلب الكثيرون صداقتي؟ وكان عقلي يفكر في كيف أصبحت أنافس وأقارن حياتي بالآخرين  .

 

إنها تستنفذ طاقتنا   

إن التكنولوچيا تقدِّم لنا منافع عديدة. أنا أقدِّر جدًا التواصل السريع مع أبنائي من خلال الرسائل القصيرة، والتقاط الصور ومشاركتها، ومعرفة آخر الأخبار عن أصدقائي من خلال الفيسبوك. لكن الإفراط في استخدام هذه الوسائل يستنفذ طاقتنا. بعض النساء لا يتوقفن عن متابعة ما يُنشر من كتابات على الفيسبوك، بينما أخريات يشعرن بإلحاح نشر صورهن باستمرار. هذه الحياة على الإنترنت قد تكون مُجهدة، وقد تولِّد الخوف والحسد. مواقع التواصل الاجتماعي بكل أسمائها تتركنا مع اللحظة بينما تسلبنا الخبرة.    

إن تواصلنا مع أصدقائنا ومعارفنا من خلال الفيسبوك قد يجعلنا نشعر بأننا محبوبون، لكنه قد يثير مشاعر الغيرة والوحدة. فعندما نقرأ تعليقات عن أحد الأزواج الرائعين، أو الأخلاق الرائعة لبعض الأبناء، فقد يجعلنا هذا نشعر بعدم الرضا عن حياتنا. فلماذا نفعل هذا بأنفسنا؟

   

نحتاج للحوار   

تحتاج المرأة إلى الحوار للحفاظ على علاقاتها. مع الأسف تقدم لنا مواقع التواصل الاجتماعي فرصًا كثيرة للتواصل، وفرصًا قليلة للحوار؛ حتى أن بعض النساء اعترفن لي بأن بقاءهن في هذا العالم الافتراضي أفضل من الحياة الواقعية، وقلن إنهن يشعرن بالأمان أكثر عندما يتاح لهن مراجعة ما يشاركن به. وبالرغم من أن هذا يوفر الشعور بالأمان، فإن العلاقات الحقيقية تحتاج إلى التلقائية لبناء حميمية حقيقية  .

إن بناء مجتمع على مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون مهمًا، لكننا نحتاج أن نقضي نفس القدر من الوقت المتاح في حوار وأنشطة واقعية مع مَنْ نحبهم  .

 

الحدود تصنع الفارق   

لقد أدركت أن الغزو الرقمي يمكن أن يسرق وقتي اللازم لمشاركات شخصية، والتفكير، والابتكار، والتقارب مع الله. توصينا كلمة الله في مزمور 46: 10 بأن نَكُف (نهدأ ونلجأ إلى السكون) ونعلم أنه هو الله.. وهذا النوع من السكون يتضمن أن نفصل الإنترنت أحيانًا عن أجهزتنا  .

إن هذه المعركة التي نحن بصددها تضرب في عمق حياتنا الأسرية، لذا نحتاج أن نستعمل التكنولوچيا استخدامًا صحيحًا بعمل حدود مناسبة. بعض هذه الحدود قد تتضمن الآتي  :

   -   إنهاء النشاط على الإنترنت في الثامنة مساءً على الأكثر.   

   - تذَكر دائمًا أن العلاقات الحقيقية تتفوق على العلاقات في العالم الافتراضي.   

  -   يُمنع استخدام الإنترنت في وقت تناول الوجبات.   

  -   تقتصر مراجعة الإيميلات والرسائل مرة واحدة كل ساعة.   

  -   الامتناع تمامًا عن استخدام الإنترنت يومًا واحدًا في الأسبوع.

   

لا داعي للندم   

سألني أحدهم مؤخرًا: ”بعد 15 عامًا من الآن، ما هو الشيء الذي ستبتسم له، وما هو الشيء الذي ستندم عليه؟“ خطر ببالي أنني لن أقول أنني كنت أتمنى لو قضيت وقتًا أطول على الفيسبوك، وتويتر، أو قراءة المدونات. لكني متأكدة أنني سأبتسم للمرات التي خرجت فيها لتناول العشاء مع زوجي، والحوارات العميقة التي استمتعت بها مع أصدقائي، والرحلات التي قمنا بها مع أبنائي. أنت أيضًا، ماذا ستبتسم له بعد 15 عامًا من الآن؟  


دكتورة سيلڤيا هارت فريچد كاتبة، ومشيرة نفسية، ومحاضرة  .

Originally appeared in the January/ February 2014 issue of Thriving Family magazine. Copyright ©2013 Dr.Sylvia Hart Frejd. Used by permission