Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

سؤال:

تزوجت من زوجي لأن عائلتي ظنت أنه يملك كل المواصفات اللازمة للزوج المناسب. كان مظهره جيدًا، ونشأ في عائلة جيدة.. إلخ. الآن أدرك أنني لم أحبه يومًا. هل لايزال ممكنًا لي أن أحبه، أم عليّ أن أعيش مع هذه المشاعر بقية حياتي؟


الإجابة: 

الإجابة المباشرة لسؤالك هي: نعم، يمكنكِ أن تحبي زوجكِ، ويمكنكِ أن تتعلمي أن تحبيه الحب الوحيد الذي يدوم حقًا.. وهو حب الأغابي الذي نقرأ عنها في الأصحاح الثالث عشر من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس. هذا هو الحب الذي يتسم بالصبر والوداعة وعدم الحسد. الحب الذي يتحمل كل شيء ويصدق كل شيء ويرجو كل شيء ويدوم أكثر من أي شيء. إنه الحب الذي لا يسقط أبدًا.

لماذا نقول هذا؟ لأن محبة الأغابي في العهد الجديد، بخلاف حب "الفيليا" (الصداقة) أو حُب الأيروس (الهوى الشهواني)، لا تعتمد بالأساس على العواطف. وإنما هي عملٌ من أعمال الإرادة. هذا لا يعني أن المشاعر ليس لها مكان في حب الأغابي، بل بالتأكيد لها مكان. ولكن في هذه الحالة عادة ما تدفق المشاعر في أعقاب أفعال متعمدة ومقصودة، وتنشأ بسبب الالتزام والمثابرة والعمل الجاد.

أمّا في حالتك فهناك أسباب أخرى تدعونا للتمسك بالرجاء. أنتِ تريدين أن تحبي زوجك، بالرغم أنك لا تعرفين كيف يمكن أن يحدث هذا، وإلا لما كنتِ سألتي سؤالكِ هذا بالأساس. بمعنى آخر أنتِ غير راضية عن الوضع الحالي، وترغبين في حدوث تغيير، ومن ثَّم لقد خطوتي بالفعل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.

بمقدورك البناء على هذا الأساس، وتسألي نفسك ما الذي جذبكِ لزوجكِ في بداية علاقتكما. إلى حَدٍّ ما لقد شعرتما بنوع من الاتصال العاطفي، حتى إذا كان بسبب الود الذي أظهره نحوكِ. لابد أن شيئًا ما في هذا الرجل جعلك تفترضين أن الحياة معه ستكون أفضل من الحياة بدونه. هذه الفتيلة المشتعلة ربما انطفأت بمرور الوقت، ولكنها مازالت موجودة، ويمكن النفخ فيها لتشتعل من جديد إذا كنتِ مستعدة لبذل الجهد في هذا الاتجاه. عليكِ فقط أن تقضي وقتًا لتتعمقي خلف القشور الخارجية.

تعلمنا كلمة الله في رسالة أفسس: «أمّا أنتم الأفراد، فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه، وأمّا المرأة فلتهب رجلها» (أفسس ٥: ٣٣). هذا هو سر نضوج محبة الأغابي في حياتكِ الزوجية. فحتى إذا لم يكن لديكِ أية مشاعر رومانسية تجاه زوجكِ، حافظي على معاملته بالاحترام اللائق له. إذا فعلتِ ذلك، ربما ستندهشين بالنتائج.

بالطبع، ربما هناك عوامل أخرى تعقد من حالتكِ- أمرٌ من الماضي لم ينتهِ، شعور بالمرارة لم يُعالج، عدم الغفران، جُرح، استياء، شعور بالذنب. وبدون أن أعرف أكثر عن قصتك لا يمكننا أن نخمن كيف لمسائل من هذا النوع يمكن أن تقيدك وتمنعك عن محبة زوجكِ بإخلاص وبلا تحفظ.

كذلك يمكنكِ طلب مساعدة خارجية من مشير مسيحي متخصص. يمكننا مساعدتك في هذا الشأن. اتصلي بنا إذا أردتِ ذلك.


Copyright© 2010, Focus on the Family. Used by permission.