Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: توني إيفانز

للمزيد من هذه السلسة:

١- مَنْ هو رجل الملكوت؟                     ٢- تحمُّل المسؤولية

٣- الثقة في الله لرعاية عائلتك


أخبر الله بني إسرائيل، كما نقرأ في خروج ٣٤: ٢٣، بأنه في ثلاث مرات كل عام يجب أن يظهر ذكور بني إسرائيل أمامه ليحصلوا على الإرشادات منه. لكن عندما أخبرهم الرب بأن يأتوا ليظهروا أمامهم، استدعاهم ليقفوا أمام "السيد الرب إله إسرائيل".. دعاهم ليُخضعوا أنفسهم لسيادته الكاملة.

 

فإذا خضع الرجال، قيل لهم إن الله سينعم عليهم بالحماية والرزق لهم ولذويهم، لكنهم سيحصلون على هذا بشرط أن يضعوا أنفسهم تحت سلطان الله المطلق. وبالتالي كان عنصر سيادة الله من الأهمية بحيث يستخدم الله ثلاثة أسماء من أسمائه ليذكّرهم بهذا. قيل لبني إسرائيل أن يظهروا أمام:

  • السيد (أدوناي)
  • الرب (يهوه)
  • إله إسرائيل (إيلوهيم)

كان الله يملك زمام الأمور، بالثلاثة! وعندما استخدم ثلاثة أسماء مختلفة له، فهو يؤكد على سلطانه الأعلى على كل البشر ومساءلته لهم.

 

نفس المبدأ بسلطان الله الذي طُبّق على بني إسرائيل لا يختلف عن سلطان الله اليوم. هو الله- السيد الرب، إله إسرائيل، الإله العلي، القاضي، الديان. لذلك فرجل الملكوت هو مَنْ يضع نفسه تحت سلطان الله ويُخضع حياته إلى سيادة يسوع المسيح. رجل الملكوت هو الرجل الذي يتسلط (يمارس سلطانًا) حسب سيادة الله.

 

ضع في اعتبارك أنك عندما تملك شيئًا فهذا لا يشير إلى التملك أو السيطرة غير المشروعة. يسيء البشر استخدام "السلطة/ أو السلطان" من خلال ممارسة الديكتاتورية والاستقواء، وهو ما أدى إلى تشويه الدعوة المشروعة للرجل بأن يسود تحت سلطان الله ضابط الكل ووفقًا للمبادئ الإلهية.

 

مخلوقون غير مكتملين

عندما يسير رجل الملكوت وفقًا لمبادئ وأحكام الملكوت، حينئذ سيسود النظام والسلطة والخير. وعندما يفشل في ذلك، فهو يجلب على نفسه وعلى ذويه حياة الفوضى.

الرجل المرتبط روحيًا بالله ينفذ حكم الله من خلال الجمع بين ما هو روحي وما هو جسدي. أحد الجوانب الضرورية لدمج الجانب الروحي بالجسدي هي امتلاك فهم دقيق للقصد الإلهي لكل من الرجل والمرأة. الكثير من الخلط الذي يحيط بالزيجات اليوم ينبع من فكرة غير دقيقة عن طبيعة هذه العلاقة. عندما يقرأ الناس أن الله قال ليس جيدًا لآدم أن يكون وحده، فكثيرًا ما يفهمون بهذا أن الله يهدئ من شعور آدم بالوحدة من خلال خلق امرأة له. ولا يرون في هذا إلا نوع من الرفقة.

 

ومع ذلك لو كانت الرفقة هي الشيء المفقود، فالأرجح أن نفهم أن آدم هو الذي قال عن نفسه ليس جيدًا أن أكون وحيدًا، لكن الله هو مَنْ قال هذا. لم يذكر آدم شيئًا عن هذا أبدًا. وكذلك الكلمات العبرانية التي اسُتخدمت لوصف المرأة كمعين خُلق خصيصًا لآدم لا تشير بأي شكل أنها شخص خُلق بهدف إزالة الشعور بالوحدة. في المقابل يوجد سبب واضح جعل الله يقول "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ"، وهو أن آدم كان يحتاج للعون بشكل واضح.

 

وبالرغم أن آدم خُلق على أحسن وجه، لكنه خُلق غير مكتمل. خلق الله آدم بطريقة تجعل من مهمة التسلط لا يمكن تنفيذها بشكل ناجح بدون مساندة من شخص آخر. ما كان لآدم أن ينجح في تنفيذ خطة الله لحياته بمفرده. ولكي يتقدم آدم إلى مستوى أعلى من التسلط، فهو يحتاج إلى عون.

هذا لا يعني نفي قيمة الرفقة والعِشرة، وكذلك لا ننكر أن حواء قد سددت الاحتياج للرفقة، لكن لم تكن الرفقة الهدف الأول لله عندما خلق حواء. كان اهتمام الله أن يدعم الرجل ويسانده، وبالتالي يدعم كلاهما ليمارسا سلطانًا على جميع المخلوقات.

 

مخلوقون للمزيد

الكلمات العبرية التي ترجمت "مُعين نظيره" هامة جدًا لنفهم أن المرأة أكثر قوة مما نظن في المعتاد. من هذه الكلمات: (ezer) و(kenegdo). ترد كلمة (ezer) ٢١ مرة في العهد القديم، مرتان منهم فقط للإشارة إلى امرأة. أمّا الاستخدامات الأخرى فتشير بالتحديد إلى معونة آتية مباشرة من الله بشكل فائق. على سبيل المثال: "أَنْفُسُنَا انْتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا (ezer) وَتُرْسُنَا هُوَ" (مزمور ٣٣: ٢٢).

 

ولكي نميّز بين استخدام (ezer) عن الاستخدامات الأخرى في العهد القديم، والذي يشير إلى عون قوي من الله، أُضيفت كلمة kenegdo، وهي تُشتق من كلمة neged وهي تعني أمام أو قدّام أو مقابل. وتُترجم أيضًا لتعني "مكمّل" أو "نظير" أو مثل كلمة "رفيق". أيها الرجل، إذا كان رأيك عن المرأة التي تزوجتها أنها ببساطة تطبخ، وتنظف بيتك، وتحمم أطفالك، وتوصل أطفالك لدروس تعلُّم كرة القدم، فأنت لم تغفل فقط المكون الروحي لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، بل قمت أيضًا بالاستغلال السيئ لهذه العلاقة- وهذا يعود بالضرر عليك.

 

إذا كان كل ما تريده هو شخص يقوم بهذه الواجبات المنزلية، أقترح عليك أن توظف خادمة أفضل، لأن حواء خُلقت لما هو أكثر من هذا. خُلقت حواء لتقدّم عونًا قويًا في موقع النظير، وهذا المفهوم مبني على فهم لسياقات النصوص التي وردت فيها كلمة ezer. أيها الرجال، التقدُّم في الحياة يحتاج إلى جهد متضافر إذا أردتم أن تنجحوا في الحياة.


Adapted from Kingdom Man, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers, Inc. © 2012 Tony Evans. Used by permission.