Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

The Truth About Vaping

 

بقلم: ماري كولويز

ما المقصود بالتدخين بالسيجارة الإلكترونية وما هي خطورته؟ يمكن للوالدين أن يجدوا مساعدة من أجل ما يبحثون إليه.


”حسنًا لستُ متعجلة“، همستُ بذلك بينما كنت متوفقة أمام إشارة حمراء أخرى. وعلى يساري ثلاثة مراهقين، بنتان وشاب، قد نزلوا من الرصيف وساروا في التقاطع. ونفخات الدخان الكثيفة حجبت وجوههم مؤقتًا قبل أن تتبدد في الهواء وقت المساء. وبينما كانوا يمرون أمام سيارتي تسربت عبر نافذتي المفتوحة رائحة حلوة تشبه الفانيليا أو الفواكه.

إن رؤية شباب يدخن بالسيجارة الإلكترونية ليس معتادًا، لكني لم أقدر أن أمنع نفسي من التساؤل عن كيف ولماذا تورط هؤلاء الأطفال في هذا الأمر. هل كان الأمر مقبولاً من والديهم، أو هل كانوا على دراية أصلاً بهذا الأمر؟ ما هي المساعدة المتاحة للوالدين فيما يتعلق بالسيجارة الإلكترونية؟

السيجارة الإلكترونية ليست على ردار جميع الآباء والأمهات. بعضهم يشعرون أنها ليست أمرًا خطيرًا بالمقارنة بالكثير من المشكلات الأخرى المعقدة التي تواجه المراهقين. لكن بدلاً من الافتراض بأن السيجارة الإلكترونية غير ضارة، من الحكمة أن تبحث عن معلومات موثوق بها. متى ولماذا صارت السيجارة الإلكترونية شائعة؟ كيف تؤثر على الصحة الجسدية؟ هل هناك طرق نافعة للوالدين يتحدثون بها عن السيجارة الإلكترونية مع أبنائهم؟

 

أين بدأت السيجارة الإلكترونية؟

تعتبر السيجارة الإلكترونية حديثة العهد نسبيًا في ثقافتنا. فقد تم إنتاج أول سيجارة إلكترونية ناجحة تجاريًا عام ٢٠٠٣ في الصين، ودخلت الولايات المتحدة عام ٢٠٠٦. وسرعان ما أصبحت شائعة بفضل استراﺗﻳﭼيات التسويق الموجهة للمراهقين. أداة صغيرة يسهل إخفاؤها، وتنويعة هائلة من النكهات تجتذب المراهقين الشغوفين بتجربة خبرات جديدة ويريدون الاحتفاظ بمكان لهم وسط أصدقائهم الذين يدخنون. ومع نهاية عام ٢٠١٨، أصبح أكثر من ٣.٦ مليون من طلبة المدرسة الثانوية والإعدادية يدخنون.

 

حقيقة التدخين بالسيجارة الإلكترونية

الكثير من الآباء والأمهات والمراهقين لا يدرون أن غالبية السوائل المستخدمة في السيجارة الإلكترونية تحتوي على النيكوتين، وهي مادة ثبت أنها تعطل نضوج الرئة والمخ لدى الشباب. كما أن الخرطوش الواحد قد يحتوي على كمية من النيكوتين تعادل الموجودة في علبة كاملة من السجائر العادية. ومادة النيكوتين لها طابع إدماني شديد، ومعظم المراهقين يتحولون من السيجارة الإلكترونية إلى السجائر العادية.

كما أن الدخان الناتج يحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص ورواسب دقيقة يمكن أن تلتصق برئتي المدخن. كما رصدت الدراسات أيضًا عددًا من المواد الكيميائية السامة المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي والسرطان. هذا ليس كل شيء، لأن السيجارة الإلكترونية تُستخدم في إضافة الماريجوانا وبعض المواد الخطيرة الأخرى.

 

كيف تعرف المدخن؟

بعض الآباء قد يتذكرون حين كانوا يتخفون ويدخنون سيجارة في مناسبة ما أثناء الجامعة. لكن أثار الغبار الناتج عن التدخين، والدخان العالق، والرائحة الكريهة التي تبقى في السيارة، أو على الملابس، كل هذا جعل من المستحيل إخفاء الأمر طويلاً.

في المقابل ليس من السهل اكتشاف التدخين بالسيجارة الإلكترونية. أحد الأسباب هو وجود بخار مع عدم وجود دخان. الروائح المنعشة الخارجة منها سرعان ما تختفي، ويمكن الخلط بينها وبين معطرات الجو أو اللبان. بعض الأنواع من السجاير الإلكترونية بلا رائحة تمامًا. ولتعقيد الأمور، الأجهزة المستخدمة في التدخين تبدو مثل السجائر العادية والأقلام وأشياء أخرى مألوفة، وبعضها يشبه الفلاشة (USB)، وأحيانًا ما يطلق عليها الشباب أسماء مختلفة.

إذا كنت تشك أن ابنك المراهق يدخن السجائر الإلكترونية، يمكن أن يبحث الآباء والأمهات عن علامات غير مباشرة. فهذه السجائر تؤدي إلى جفاف الفم، فربما تجد ابنك المراهق يشرب سوائل أكثر من المعتاد، أو ينزف من أنفه، أو يحاول كثيرًا إخراج البلغم من حلقه، أو يظهر لديه سعال مستمر. لاحظ بدقة بعض الأمور غير المألوفة التي تجدها في منزلك، فأجهزة التدخين خاصة التي على شكل أقلام بها فتحات من الطرفين.

-------

اقتراحات من ﭼوني ديبرتو، مديرة قسم التربية والشباب

لا يمكنك التحكم في كل جوانب حياة ابنك المراهق، ومن الهام أن نسمح للمراهقين باتخاذ قرارات عديدة بالاعتماد على أنفسهم. بعض القرارات قد تؤدي إلى أخطاء أو فشل يُربك حياتهم لفترة من الوقت، وقد يتعلمون من عواقب قراراتهم السيئة. ومع ذلك هناك بعض الحدود في الحرية التي تُعطى للمراهقين ليتخذوا قراراتهم بأنفسهم. من النافع للوالدين أن يرسموا الخط الفاصل بين القرارات التي قد تكون مؤلمة على المدى القصير، والقرارات التي قد تسبب مخاطر صحية جسدية وأضرارًا لا يمكن علاجها بعد ذلك.

وبرغم أن السيجارة الإلكترونية ثم التسويق لها في البداية على أنها غير ضارة ومفيدة للصحة، باعتباره بديلاً مسليًا للتدخين – لكن هذا هذا النوع من التدخين خطير بالفعل.

المخاطر طويلة المدى للسيجارة الإلكترونية عالية جدًا وقد تسبب ضررًا لا يمكن علاجه للمخ في مراحل نموه. لذلك ارفض هذا النوع من التدخين وقم بفرض بعض التبعات عند انتهاك هذه القاعدة.

يجب أن تكون التبعات معقولة ومباشرة. ربما تقلل من المصروف، أو تحد من استخدام السيارة، لأن التدخين يؤدي إلى عدم التركيز في القيادة. أو ربما تقول إن انتهاك هذه القاعدة قد تسبب في اهتزاز الثقة، وسيكون على المراهق أن يجتهد في ترميم هذه الثقة مرة أخرى. والقرارات المستقبلية التي تتطلب من الأب/ أو الأم أن يثق في قدرة المراهق على عمل قرارات صائبة ربما تُقابل بحدود مقيدة أكثر، وهذه الحدود قد وضعت بسبب فقدان الثقة.

هذه الرسائل لا بد أن توصلها بحب ومن موقف هادئ وواثق بأن التحفيز نابع عن خوفك على صحة ابنك المراهق وليس محاولة للسيطرة عليه. لذلك ابدأ بالتعاطف، ثم اشرح القاعدة والعواقب الناتجة عن انتهاكها، ثم نفد هذه العواقب بحزم وبهدوء في نفس الوقت.

 

مساعدة للوالدين – كيف تتجاوب مع خطر السيجارة الإلكترونية

أفضل وقت للتحدث مع الأبناء عن السيجارة الإلكترونية هو قبل أن يتعرضوا لها. استعد للحوار بالبحث على الإنترنت عن معلومات تفصيلية عن أضرار السيجارة الإلكترونية، وبعض الصور عن أشكالها المختلفة. انتبه للإعلانات عن هذا النوع من التدخين والموجهة للمراهقين، وكُن على دراية بالتشريعات المتبعة أو التي تم الموافقة عليها مؤخرًا في بلدك. كلما زادت معرفتك، زاد شعورك بالارتياح في مناقشة هذا الموضوع.

عرِّف ابنك المراهق أنك تريد أن تتحدث معه عن السيجارة الإلكترونية. وعندما يتوفر الوقت ابدأ بسؤاله عما يعرفه عنها وما رأيه فيها.

اصغِ إليه في هدوء، تجنب مقاطعته، ودعه يتكلم بالقدر الذي يريده. وعندما يبدو الوقت مناسبًا، تجاوب بهدوء من خلال مشاركته ببعض المعلومات المفيدة التي تعلمتها عن السيجارة الإلكترونية والضرر الذي تسببه.

 

مساعدة الوالدين – تعلَّم ما يقولونه عن السيجارة الإلكترونية

إذا اكتشفت أو اعترف لك ابنك المراهق أنه يدخن باستعمال السيجارة الإلكترونية، تجنَّب الإفراط في رد الفعل أو النقد القاسي. وإنما اطرح أسئلة جيدة لتعرف لماذا بدأ في هذا السلوك. دعه يعرف أنك تريد أن تفهم جذور الموضوع.

من الواضح أن كل مراهق/ مراهقة هو متفرد، ومَن وقعوا في فخ السيجارة الإلكترونية لهم أسبابهم الخاصة. كثيرون ربما أرادوا أن يحتفظوا بمجاراة شلة الأصدقاء الذين يدخنون. أحد المراهقين قال إن التدخين بهذا الشكل يشبه ارتداء قميص مكتوب عليه ”مرحبًا، أنا واحد منكم“.

إذا بدا الأمر على هذا الشكل مع ابنك المراهق، دعه يعرف أنه ليس هناك خطأ في الرغبة العامة في الشعور بالقبول من شلة الأصدقاء. ثم فكر في مشاركة بعض الطرق الذكية وبعض الطرق الأخرى الحمقاء التي قد يتبعها البعض في شبابهم لمجاراة الشلة. ثم اسأله عن رأيه عن المشاعر الإيجابية للتمتع بالوجود داخل الشلة.

 

مساعدة الوالدين – انزع الجانب المسلي من السيجارة الإلكترونية

لا تستطيع التحكم في كل جوانب حياة ابنك المراهق، لكن يمكنك أن تساعده على اكتشاف أن السلوك الأحمق يؤدي إلى عواقب غير مرغوبة. ربما من هذه العواقب تقليل استخدام السيارة، أو المال، أو متابعة ألعاب الفيديو. على سبيل المثال، ربما تعرِّف ابنك المراهق أن تدخين السيجارة الإلكترونية يعني الحرمان من استخدام السيارة لمدة أسبوعين. وإذا توقف عن ذلك، يعود إليه امتياز استخدام السيارة بعد نهاية الأسبوعين. ليس عليك أن تجيب في غضب – الهدوء عادة ما يكون أكثر فاعلية. لكن لا بد أن تنفذ ما قلت إنك ستفعله.

 

بصرف النظر عن أي شيء

مهما كانت المرحلة العمرية لأبنائك فهم ليسوا بعيدين عن عيني الله أو يدي الله. بينما تصلي لأجلهم، تحدث معهم عن الموضوعات المهمة، وعبِّر عن حبك غير المشروط لهم، لأنك بهذا ستفعل أفضل شيء يمكن لأي أب أو أم أن يفعله.

 

 

© 2023 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول