بقلم: إيميلي كلارك
توفرت فلاتر الإنستجرام منذ إطلاق تطبيق إنستجرام كأحد منصات السوشيال ميديا. هذه الفلاتر تسمح للمستخدمين بإضافة تأثيرات فوتوشوب للتعديل على صورهم السيلفي، ولسرعة تنفيذ هذه التأثيرات بضغطة واحدة سريعًا، أصبح لهذا التطبيق شهرة واسعة عند خروجه للنور لأول مرة.
الشهر القادم سيشهد مرور ١٢ عامًا منذ إطلاق الإنستجرام لأول مرة. وفي ظل ما يقرب من مليار مستخدم نشط شهريًا (بحسب مركز إحصائيات Statista)، يظل التطبيق أحد أشهر منصات السوشيال ميديا التي يستخدمها الأشخاص المؤثرون في الرأي العام، والشركات، والأشخاص العاديين على حد سواء.
ومثل أي منصة على السوشيال ميديا، هناك جوانب إيجابية وسلبية للإنستجرام. فهو يسمح للأشخاص بالتواصل، ولأن الصورة تعادل ألف كلمة، فهو يسمح لنا بأن نقول الكثير من خلال الصور.
لكني أريد أن أركز هنا على الفلاتر، وتحديدًا الفلاتر التي تستخدم لقصص إنستجرام (Instagram Stories)، أو الصور والـﭬيديوهات التي تختفي بعد ٢٤ ساعة. وبأكثر تحديدًا، أريد أن أركز على التأثير النفسي والعاطفي لهذه الفلاتر الخاصة بهذه القصص.
”إذا كان هذا هو ما تسعى وراءه“
يكتب «باستل»: ”اختيار استخدام أحد الفلاتر الجمالية على قصص الإنستجرام سيمنح مشاركتك جاذبية أكثر صقلاً، إذا كان هذا ما تسعى وراءه.“
مثل آخرين كثيرين، استخدمتُ فلاتر الإنستجرام لتعزيز جاذبية صوري. هذه الفلاتر تجعل الإضاءة أفضل، وتضيف بريقًا، أو أيضًا تخفي العيوب الموجودة على البشرة حتى تبدو أكثر نعومة ورشاقة. كما أن الأمر في غاية البساطة أيضًا! أستطيع الاختيار من بين عشرات الفلاتر التي تعطي تأثيرات مختلفة في غضون ثوانٍ.
بعض أمثلة الفلاتر الموجودة على تطبيق الإنستجرام
الأكثر من هذا أنه إذا استخدم أحد الأشخاص ممَن أتابعهم أحد الفلاتر، سيخبرني التطبيق باسم هذا الفلتر حتى أستطيع استخدامه بنفسي.
لكن حقيقة وجود هذه الفلاتر تعني أن صوري ليست جيدة بما يكفي، ولست راضيًا عن حالي. العبارة البليغة لـ باستل ”إذا كان هذا ما تسعى وراءه“ تفترض أنه فقط الأشخاص الذين يريدون أن يظهروا بشكل معين (ربما بسبب عملهم أو لأنهم ببساطة غير محترفي التصوير الفوتوغرافي) سيستخدمون هذه الفلاتر. لكن الحقيقة هي أن كل مستخدمي التطبيق تقريبًا يستخدمونه بسبب هذه الفلاتر وتأثيراتها، وليس بالرغم من وجودها. وهنا تبدأ المشكلات.
بالتأكيد يمكن أن نقول إن الفلاتر تُستخدم في المقام الأول لترويج الماركات التجارية، والتسويق، أو حتى المرح! أعني مَنْ الذي لم يستخدم فلتر الكلب على الإنستجرام ليضف أذنين كبيرتين أو مقدمة فم مغبشة إلى وجهه؟ لكن أحد استطلاعات الرأي من مركز Girlguiding أظهر أن ٣٤% من الأشخاص في المرحلة العمرية من ١١- ٢١ سنة قالوا إنهم لا يضيفون صورة سيلفي لهم بدون استخدام أحد الفلاتر، وكثيرًا ما يختارون الفلتر الذي يجعلهم يظهرون في شكل معدَّل لأفضل صورة لأنفسهم، وليس مثل كلب. وهذا يحدث بمعدل فتاة واحدة مِن بين كل ثلاث فتيات!
لكن تأثير الفلاتر أبعد من ذلك أيضًا.
عندما تصفحت مؤخرًا بعض القصص على الإنستجرام، كنت أشاهد باستمرار أحد الفلاتر يُسمى ”ما مشكلتك؟“ حيث تظهر قائمة اختيارات مثل ”مفرط القوة“، ”اهتمامات مفرطة في الغموض“، ”انكمش خوفًا“، ”أنت مزعج نوعًا ما“.
بعض الممثلات استخدمن فلتر ”ما مشكلتك؟“ (?what’s wrong with u)
وباعتباري شخصًا صارعت كثيرًا مع الشعور بأن الناس غير معجبين بي بسبب مشكلة لديّ، فإن رؤية فلتر يشير إلى ”عيوبي“ المفترضة قد أزعجتني جدًا لدرجة أنني شرعت في كتابة هذا المقال. وهذا ما أهدف إلى التأكيد عليه.
المشكلة هي الإنستجرام، وليس أنت
بإمكاني التحدث بلا توقف عن الآثار السلبية للفلاتر على تقدير الذات لدى كل من الرجال والنساء على حد سواء. لكن بدلاً من التحدث كثيرًا، سأكتفي بأن أقول: يا قرائي، أنتم مخلوقون على صورة الله، ومخلوقون بإعجازه المدهش.
تقول رسالة بطرس الأولى ٣: ٣- ٤
«لاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ.. بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ». قد تكون الفلاتر شيئًا مسليًا، وبعضها قد لا يكون ضارًا؛ لكن لا تزين نفسك بأحدها.. لست بحاجة إليها. لا تسمحوا للحسابات اللوغاريتمية العشوائية لأحد الفلاتر أن تخبركم بالمشكلة التي لديكم.. في المقابل احتفوا بحقيقة أن إله هذا الكون قد شكَّلكم في الرحم قبل أن يعرفكم أي أحد، وهو يحبكم.
© 2022 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at pluggedin.com.
