Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

How Your Teen Thinks

بقلم: چيروشا كلارك

كأم لابنتين عمرهما ١٥ و١٦ عامًا، عادةً ما يحيّرني ما يفكر فيه بناتي المراهقات. في الواقع، لكم حيّرتني بناتي العابسات الغاضبات لعدة سنوات حتى أنني قررت دراسة الأبحاث النفسية والعصبية الخاصة بسن المراهقة.

اكتشفت أن عقول المراهقين مليئة بالتغيير الجذري والاضطراب الانفعالي والعاطفي وموجات كيميائية عصبية قوية، ليس فقط هرمونية، لكنها تعديلات تؤدي لتغيير في كل الجسم!

إن معرفة ما يدور داخل عقول المراهقين بإمكانه المساعدة في تأهيلنا لنتخذ قرارات تربوية أفضل.

منطقة بناء ضخمة

قبل أن يُظهِر أطفالك أية مظاهر جسدية لمرحلة البلوغ، تنتقل أدمغتهم من نمو الأعصاب المتفجر في الطفولة إلى عملية من التغيير تتضمن "تشذيب التشابكات العصبية وتكوين الميالين". فعقولهم يُعاد تشكيلها، إذ تنتقل من انفتاح الطفولة المبكرة إلى تخصص وتكامل سن الرشد. مع أن هذا ضروري، إلا أن إعادة التشكيل العصبي تلك فوضوية ومعقدة ومُرهِقة، وفي بعض الأحيان مزعجة.

ماذا يمكنك أن تفعل؟

اجعل حواراتك أقصر وأكثر تكرارًا؛ فعقل المراهق الذي لا يزال تحت الإنشاء يستجيب بصورة أفضل للتفاعلات الموجَزة. هذا صحيح خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتحدث حول "الأمور الهامة"، مثل التكنولوچيا، وتعاطي المخدرات، والجنس والعلاقات، ومعاملة أفراد العائلة باحترام، وحتى نمو إيمانهم. فالمراهقون يستجيبون على نحو أفضل عندما يكون الحوار متواصلاً، أفضل مما يستجيبون عندما تبدأ وتُنهي الموضوع في جلسة واحدة فقط.. لذا استخدم كلمات أقل، واخترها بدقة، لتجد تأثيرًا أكبر.

"مخ انفعالي" و"مخ تنفيذي"

مركز المخ الانفعالي، الجهاز الحوفي )Limbic System(، ينشط مبكرًا وبضراوة خلال سنوات المراهقة. فالأداء التنفيذي للمراهق (وهو القدرة على التخطيط، واتخاذ قرارات حكيمة، والتحكم في الاندفاعات، وتوقع العواقب) لا ينضج بالكامل حتى يكون عمر الشخص بين الثالثة والعشرين والخامسة والعشرين. قد ترى ومضات من أداء تنفيذي عبقري، وفي تلك اللحظات قد تظن أنه قد نضج أخيرًا، ولكن قد يتبع تلك اللحظات اختيار أحمق، كإطلاق مياه طفاية الحريق على مدرس الأحياء في آخر يوم في الدراسة.

انظر للأمر كالتالي: ابنك المراهق يقود سيارة أعصاب ذات تسارع عالٍ (الانفعالات) وفرامل متقطعة (الأداء التنفيذي).

ماذا يمكنك أن تفعل؟

لأن المخ الانفعالي لدى ابنك المراهق كبير، ويتولى زمام الأمور؛ يمكنك أن تكون نموذجًا، وتعلّم مبدأ "أعطِها اسمًا لتروضها". إن المراهقين ينتقلون من المنطق الملموس إلى التفكير والتعبير المُجرَّد، مثلما ينتقل الفنانون عديمو الخبرة من الرسم بالأبيض والأسود فقط إلى الرسم بكل الألوان.. فالمراهقون لا يعرفون كيف يستخدمون كل تلك الدرجات الجديدة على "پاليتة" الانفعالات الخاصة بهم؛ لذا فمحاولاتهم الأولية للتعبير عن أنفسهم قد تخرج صارخة.

لا يمكن ترويض انفعال أو شعور بلا اسم؛ لذا يمكنك مساعدة ابنك المراهق على فهم ما يشعر به، ومساعدته على ممارسة ضبط النفس بشكل مُتعمَّد. يمكنك أن تفعل ذلك عن طريق إعطائه كلمات لمشاعره وانفعالاته (حيث أنه عادةً ما يُطلِق على كل شيء "غبي" أو "ممل"، أو يقول إنه "لا يعلم" ما يشعر به). إن المراهقين بحاجة لأن يعرفوا الفرق بين غاضب ومتألم، بين مرتبك وغير مبالٍ، بين حزين ومتحير.عندما يعرف المراهقون ما يختبرونه، يمكنك أن تساعدهم على التعامل مع هذا الشعور، وتأخذهم في اتجاه ضبط نفسي إلهي تقي.

 

من كتاب المراهقون ليسوا مجانين ٤

 

فيض من المدخلات

إن المراهقين يلاحظون ويحللون باستمرار؛ فعقولهم تعمل أكثر من اللازم، وتدقق في كم هائل من المدخلات من كل نواحي الحياة. بما أن عقل المراهق يتعلم على أفضل نحو من خلال المثال والخبرة، فالكيفية التي تتصرف وتفكر بها في هذا الفصل من حياته في غاية الأهمية. بكلمات أخرى، لقد أعطاك الله عقلاً بالغًا وابنك المراهق يحتاج منك أن تستخدمه لتمارس صبرًا وحكمةً أكبر مما يفعل هو.

ماذا يمكنك أن تفعل؟

اسأل أسئلة بدلاً من الإدلاء بتصريحات.. فعندما تسأل سؤالاً أنت تُشرِك عقل ابنك التنفيذي. كما أن إلقاء الأسئلة يضع المسؤولية بين يدي ابنك؛ فعندما يكون عليه أن يحدد استجابته، فهو يشارك في حل المشكلة أو في تقييم الظروف.

ابتعد عن الأسئلة التي تُجاب بنعم أو لا.. فإذا كان من عادة ابنك المراهق أن يُجيب بعبارة "لا أعلم"، اسأله أسئلة تتضمن خيارين أو أكثر. على سبيل المثال، قد تسأل: "عندما نسيت أن تضع الأطباق في الغسالة.. هل كنت على الهاتف، أم كنت تفكر في لعبة الڤيديو، أم كان عقلك يركز على شيء آخر؟" إذا اختار الاختيار الثالث، فيمكنك أن تتابع قائلاً: "حسنًا.. كان عقلك يركز على شيء آخر. هل يمكن أن تصفه لي من فضلك، حتى أساعدك على وضع استراتيجية للمستقبل؟"

بما أن عقل ابنك المراهق مُثقَّل بإعادة التشكيل العصبي، فيمكنك في الأساس أن تربي ابنك على نحو أكثر فاعلية من خلال كونك صبورًا، غير محبَط، مثالاً للسلوك الجيد، ومتعاطِفًا.


 

چيروشا كلارك هي مؤلفة كتاب Your Teenager is Not Crazy: Understanding your teen’s brain can make you a better parent . (صدر حديثًا باللغة العربية من إصدارات إيجلز "المراهقون ليسوا مجانين".)

Translation: © 2019 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.

 

مقالات ذات صلة

4 Truths in a Culture of Lies small Rules and Rebellion small Raising Discerning Teen Reader small

 

أربع حقائق في ثقافة مليئة بالأكاذيب

 

القواعد والتمرد

 

المراهقون.. واختيار ما يقرأونه

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول