بقلم: جيرمي كيتون
إن معرفة المعنى الأوسع والغرض الرئيسي من الجنس لدى الإنسان يساعدنا على التحدث لأبنائنا عن العادة السرية (أو الاستمناء الذاتي Masturbation).
عندما يتعلق الأمر بالتحدث مع الأبناء عن العادة السرية، يمكن أن يهيمن على النقاش السؤال عن هل هي سلوك صحيح أم خاطئ؟ لكن إرشاد الصغار نحو المقاصد العلاقاتية السوية للجنس في الزواج (في مقابل الاستمتاع الذاتي الأناني) هو عادة الطريقة الأكثر نفعًا لتوجيه حديثك. وفي كل المراحل العمرية للابناء، من الأفضل دائمًا تجنُّب التخجيل؛ لأنه يشجع على السرية، وكتمان الأمر، والشعور المفرط بالإحراج.
بالطبع، هناك دائمًا النكات المبتذلة وكذلك النصائح الدينية المتشددة التي تُقدَّم عبر العصور عن هذا الموضوع الشخصي. لا تدع هذه التوجهات تُسكتك كأب أو أم، بل ليكن أهدافك دائمًا بسيطة، وإشاراتك ناضجة ومُهدفة. سيشعر أبناؤك بالارتياح والمساندة من خلال حكمتك الناضجة وتوجيهك الرقيق لهم.
ربما تجد صعوبة في تحديد الوقت المثالي، لكن اجعل هدفك أن تكون أول شخص يتعلم منه أبناؤك عن هذا الموضوع. أنت لا ترغب في زرع أفكار التجريب قبل الأوان، لكنك بالتأكيد ترغب في أن توفر على أبنائك أي حيرة متعبة أو إساءة الاستخدام بعد الاكتشاف الذاتي.
من الأفضل دائمًا أن تكون أنت نقطة البداية الهادئة والموثوق بها للمعلومات عن الموضوعات الصعبة.. لا بد أن تقر بوجود مصادر أخرى قد تكون غير موثوق بها وغير آمنة لأطفالك. دع أبناءك يعرفون أنك مصدر آمن عاطفيًا للمعلومات.
أهدافك من التحدث إلى أبنائك:
- تحدَّث مع أبنائك عن العادة السرية في الوقت الذي ترى فيه اقتراب البلوغ. قد يكون التوقيت قبل ذلك إذا طرح أبناؤك أسئلة عن هذا الموضوع، أو إذا نجحت الثقافة أو الأقران في إثارة هذا الموضوع لدى أبنائك.
- بالنسبة للمراهقين ومرحلة ما قبل المراهقة، احرص على تعريف العادة السرية بمصطلحات ملائمة يمكن فهمها ولكن بدون أوصاف صريحة بشكل مفرط.
- دع أبناءك يعرفون أنك مصدر آمن عاطفيًا للمعلومات، ثم أكد على أنهم مدعوون للتحدث بارتياح معك عن هذا الموضوع في أي وقت يحتاجون لذلك.
- حصِّنهم ضد مشاعر الخزي أو الاضطراب الزائد بسبب العادة السرية التي تعتبر خبرة شائعة بين المراهقين.
- وجِّه أبناءك المراهقين بأهداف إيجابية طويلة المدى عن كيف يمكن أن يكونوا وكلاء أمناء في الجانب الجنسي من حياتهم، وكذلك عن كيف يتعاملون باحترام مع نزواتهم ونضوجهم الطبيعي.
- وجِّههم نحو الأسباب التي تجعلهم يشعرون ببعض المشاعر، مما يساعد على عدم تحول العادة السرية إلى عادة متأصلة أو نوع من الإدمان، خاصة إذا ارتبطت العادة السرية بمتابعة البورنو (الميديا الإباحية)، أو الخيالات الجنسية، أو وجود أشخاص آخرين.
كيف تتحدث مع أبنائك عن العادة السرية
قدِّم معلومات دقيقة، واشرح بشكل صحيح أن حساسية أطراف الأعصاب في الأعضاء الجنسية هي جزء من الطريقة التي خلق الله عليها أجسادنا. والهدف من هذا يتعلق في النهاية بالحب في العلاقة الزوجية.. هذا هو الغرض الأساسي للجنس، ولم يُقصد أبدًا أن يكون لأغراض الأنانية والتمحور حول الذات.
اشرح أن ضبط النفس والاستخدام الناضج لجسدك في الزواج هو الهدف- وليس الانغماس في العادة السرية، وأيضًا لا لكي تشعر أنك إنسان غير طبيعي إذا حدثت.
استخدم مصطلحات صحيحة عندما تتحدث إلى أطفالك. اشرح أن العادة السرية هي ملامسة أو احتكاك الأعضاء الجنسية (القضيب عند الذكور، والبظر عند الإناث) وصولاً إلى الإحساس الجسدي الذي يُسمى الاستثارة الجنسية. كُن واضحًا في أن هذا السلوك لا يؤذي الجسد أو الأعضاء الجنسية. ومع توافر النضوج، أضف الآتي:
- قد تتضمن ممارسة العادة السرية شعورًا قويًا في الجسم يُسمى ”النشوة الجنسية“، أو الأورجازم (orgasm).
- كن على دراية بأن هذه المقدرة في الجسم هي أمر شائع في النمو.
- بالنسبة للصبيان يقود هذا أحيانًا إلى خروج سائل يُسمى السائل المنوي من القضيب. هذا السائل المنوي يخرج من نفس الفتحة التي يخرج منها البول.
- اسأل عما يعرفونه بالفعل عن هذا الموضوع، وإذا كان لديهم أية استفسارات، طمئنهم بأنه من الأفضل أن يأتوك بأسئلتهم. هذا أمر هام في ظل توافر الكثير من المعلومات المغلوطة بل والضارة عن هذا الموضوع. اجعلهم يعرفون أنك ترحب وتسعد بالحديث معهم، كذلك دعهم يعرفون أنك ستبحث عن الإجابات الصحيحة إذا لم تكن تعرفها.
نصائح للتذكرة مناسبة للمرحلة العمرية
وضح ما سبق أن ناقشته.. اشرح ذلك لأن العادة السرية موضوع شخصي، ويتميز بالخصوصية الشديدة. ورغم أن الكثيرين يسخرون من هذا الأمر، خاصة في مرحلة المراهقة، أخبر أبناءك أنك تريدهم أن يعرفوا حقيقة الأمر، لا أن يشعروا بالخزي أو القلق الزائد عن الحد. وبغض النظر عن هل يؤثر عليهم هذا الموضوع أم لا، إلا إنه محرج في كل الأوقات. شجع أبناءك على التحدث معك عن العادة السرية إذا كان لديهم ما يشغلهم عن هذا الموضوع.
استخدم هذا التشبيه.. إذا أراد شخص رياضي أن يصير بطلاً أوليمبيًا، فإنه سيجعل هدفه أمام عينيه باستمرار، ثم سيحاول دائمًا التحرك بإيجابية نحو تحقيق أهدافه..
- فلن يفعل أي شيء يشغله أو يبعده عن أهدافه، مثل تناول الأطعمة السريعة أو التغيب عن التمرينات الرياضية الصحية والمنتظمة.
- في نفس الوقت لن يشعر بالاندهاش أو الخجل أو الهزيمة خلال الوقت الذي يستغرقه حتى يصل إلى النضوج الذهني والجسماني الذي يحتاجه البطل الأوليمبي؛ وإنما سيواصل التقدم.
- سيتفهم مدربه مراحل تطوره، وهو أيضًا سيتفهم ذلك. إذا حدثت مشكلة أو أي عائق في الطريق سيواجهانها معًا كفريق.
اسأل ابنك عن رأيه في هذا التشبيه، وما يعلمه له من جهة موضوع العادة السرية.
علّم أبناءك أضرار العادة السرية
بعض الأمور قد تسبب ضررًا إذا أصبحت مرتبطة مع العادة السرية. أخبر أبناءك بما يلي كأمثلة على ذلك:
- العادة السرية باعتبارها سلوكًا قهريًا أو وسيلة نفسية للهرب تستحوذ على كل التركيز.. يمكن أن تخلق عادة إدمانية إذا تحولت إلى وسيلة للتأقلم أو الهرب من الضغوط أو المشاعر السلبية. وبدلاً من مناقشة أو مواجهة المخاوف، مثل الشعور بالوحدة أو التحديات العلاقاتية أو الاجتماعية، بعض الناس قد يعزلون قلوبهم وحياتهم، ويصبحون مستغرقين في ممارسة العادة السرية.
- متابعة البورنو أو الاستغراق في الخيالات الجنسية تُدخل صورًا غير واقعية، مما يولد استجابات قوية تُحفر في المخ عن طريق الذاكرة. وهذا يزيد من إمكانية إدمان العادة السرية، ويشوه نظرتنا عن الحميمية الجنسية في الزواج.
شرح بعض العبارات لأبنائك
- ممارسة العادة السرية في وجود شخص آخر خارج الزواج يترك تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على أذهاننا وقلوبنا؛ كذلك لا يتماشى السلوك مع الهدف العام للجنس في الزواج، والقصد منه، ومعناه.
- يمكنك أن تقول مثلاً ”بينما أرجو ألا تصبحوا مستغرقين في السلوكيات غير السوية، من الهام ألا تكتموا هذا الأمر أو تصابوا بالانعزال. لا تشعروا بالحرج من طلب المساعدة والنصيحة الحكيمة. ورغم أنه من الطبيعي أن ترغب في تجنُّب الحديث مع أحد والديك عن هذا الموضوع، بينما تتقدم أكثر في سنوات المراهقة، دعنا نحاول أن نجعل الموضوع مفتوحًا للمناقشة باستمرار كلما احتجتم ذلك.“
- أخبرهم أن الحفاظ على التوازن الصحيح بين العقل والجسد سيكون صعبًا في بعض الأحيان.. هذا أمر طبيعي أيضًا. علّم الصغار أن يتذكروا أنه بوسعهم فعل شيء آخر بدلاً من ممارسة العادة السرية إذا شعروا بالاحتياج أن يفعلوا شيئًا آخر. التحرك بتعمد نحو التصرفات الأخرى (الرياضة، الألعاب، الأنشطة الاجتماعية أو الروحية السوية) يمثل بدائل جيدة.
- اشرح لهم أن طاقتهم واهتمامهم بالجنس ليس أمرًا سيئًا في حد ذاته. في المقابل، بيِّن لهم أنه يوجد قصد لهذه الطاقة الجنسية. علّم أبناءك أن ينموا كأشخاص بهدف أن يصيروا أزواجًا وزوجات رائعين في يوم من الأيام.
أفكار ختامية عن التحدث مع الأبناء عن العادة السرية
كُن على دراية بأبنائك. ملامسة الأعضاء التناسلية قد يصبح أحيانًا استراتيجية ”إلهاء“ للتأقلم مع الضغوط أو العزلة الاجتماعية. لهذا السبب، العادة السرية تكون علامة لك للتحرك نحو معالجة احتياجات أبنائك المراهقين برفق. وفي مرات كثيرة يكون التوجيه والتجاوب الأبوي الهادئ الذي لا يركز بإفراط على السلوك نفسه هو الطريق الأكثر نفعًا للتفاعل مع أبنائك.
© 2023 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.
مقالات ذات صلة
 |
 |
 |
|
|
التربية الجنسية: كيف تبدأ مبكرًا؟ | الحديث عن الجنس مع الأبناء |
