Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 Reinforce Your Childs Sexual Identity. insidegif

 

بقلم: دانيال إل. وايس

أحد أكثر اللعب المفضلة لابني هي بيت أسطوري لونه وردي به أنوار ويُصدر موسيقى. هذه اللعبة لا تخصه، ولكن كلما دخل إلى غرفة أخته، يذهب إليها مباشرة. ألا يمثل هذا لنا جرس إنذار؟ لا. الأطفال في عمر السنتين يحبون الألوان البراقة، والأضواء البراقة، والصخب الكثير؛ وليس لديه فكرة على أنها لعبة تناسب الفتيات.

الأطفال اليوم لديهم مجموعة كبيرة ومتنوعة من الاهتمامات الأكاديمية والرياضية والإبداعية التي تخرج عن نطاق الأدوار الاجتماعية والتوقعات المترسخة للمجتمع.. ابن عمي يحب الطبخ، وابنة أختي تلعب كرة القدم. وبالتالي نحن أمام حالة تحطمت فيها الكثير من الحدود الفاصلة الاعتيادية لما كان يراه المجتمع ”مناسبًا للنوع الاجتماعي“.

مع ذلك، الكثير في عالمنا اليوم ينادون بأن التكوين البيولوﭼـي لا علاقة له بالأمر. إن خلق فرص متساوية أمر جيد، لكن التعمد في طمس الفوارق الحقيقية بين الصبيان والفتيات هو أمر ضار جدًا للأطفال الذين يحتاجون إلى إرشادات اجتماعية لفهم ذواتهم ودورهم في العالم.

 

الهُوية الجنسية للشخص هي حقيقة بيولوﭼية. في عالمنا الساقط، تحدث تشوهات بيولوﭼية نادرة عندما لا تنضج الأعضاء الجنسية بشكل صحيح؛ لكن الأكثر شيوعًا عن التشوهات الجسمانية هو الارتباك الذي قد يشعر به الطفل تجاه هُويته وما يفترض أن يكون عليه. إحساس الفرد بذاته -أي ما نفهم أنه يعبر عن ذواتنا- يتعرض للتغيُّر باستمرار.

كوالدين، مهمتنا أن نساعد أبناءنا على اكتساب فهم سَوي لهُويتهم وللجانب الجنسي في حياتهم. هذه المهمة تتجاوز نوعية الدُمى التي يلعب بها أطفالنا أو الأنشطة التي يشتركون فيها.. فالأهم هو الإصغاء لخطة الله الأصلية.

 

في البدء

يعتقد بعض الباحثين أن الجزء الأكبر من شخصية الطفل تتطور عندما يصل إلى مرحلة ما قبل المدرسة، بينما شعوره بذاته سيستمر في النضوج على مدى سنوات عمره. سنوات مرحلة المشي تمثل فترة رائعة لوضع أساسات قوية تؤكد على ما يعنيه أن تكون صبيًا أو فتاة. قصة الخلق في تكوين ١ و٢ مهمة بما يكفي؛ حتى أن الرب يسوع أشار إليها وأكدها في متى ١٩، بشرحه أن خطة الله من البدء يجب أن تقود فهمنا للعالم كله.

نقرأ في تكوين ١: ٢٦- ٢٨ أن الله خلق البشر على صورته وشبهه، ذكرًا وأنثى. لا يوجد سوى نوعين من الجنس البيولوﭼـي. عندما تخبر طفلك ”أنت صبي“، أو ”لقد خلقكِ الله فتاة“، فأنت تؤيد خطة الله. كذلك يمكنك أن تساعد أبناءك على بناء هُوية سوية بالتأكيد على أوجه التماثل بينهم وبين ماما أو بابا.

 

خلال تغيير الحفاضة ربما يلمس ابني بيديه أعضاءه ويسأل: ”ما هذا؟“ من الطبيعي أن نجيب: ”هذا عضوك الذكري.. أنت صبي ذكر.. وبابا ذكر أيضًا.“ كان من السهل أيضًا أن أشرح لبناتي الصغيرات أنهن فتيات، ويشبهن ماما من الناحية الجسمانية. الأطفال لا ينزعجون من هذه المواقف.

كما نقرأ في تكوين ٢ أن النساء والرجال خُلقوا لبعضهم البعض. ثقافتنا الغارقة في الفردانية ترى أن تحديد الشخص لذاته هو أسمى الحقوق الاجتماعية، لكن في خطة الله، الرجال والنساء يكملون بعضهم البعض، والعائلة هي مركز الحضارة. بينما يكبر أبناؤنا، بمقدورنا أن نعزز قصد الله في خلقهم كصبيان أو فتيات، ونشرح أنه لابد من وجود كل من الذكر والأنثى لبناء أسرة.

 

الاباء وتشكيل الشخصية ١

 

الحب هو السر

ربما أعظم عطية يمكن أن يقدمها الآباء والأمهات لأبنائهم في كل العصور هي الحب والقبول غير المشروطين. إظهار الحب للطفل يفعل ما هو أكثر من التأكيد على دوره في الحياة، كما يجسِّد من خلال الأفعال الملموسة الفوارق بين الرجال والنساء.

أظهرت الدراسات أن الرابطة العاطفية الضعيفة مع الوالدين تؤدي إلى ارتباك في الهُوية الجنسية عند الأبناء. عندما لا تُؤيد في الصبيان هُويتهم الذكورية، ولا يظهر أمامهم ما معنى أن يكونوا رجالاً، يعانون من جوع داخلي للذكورية، التي قد تختلط بطابع جنسي في مرحلة المراهقة. بالمثل عندما ترتبك الفتيات حول معنى الأنوثة لديهن، فإن هذا الجوع قد ينحرف بهن في ميول غير سوية نحو فتيات أخريات.

بينما يكبر الأبناء، يبحثون عن إشارات اجتماعية تفسر لهم كيف يسير العالم، وكيف يجدون لأنفسهم دورًا فيه. الأخبار المشجعة للوالدين هي أن مجرد قضاء وقت مع أبنائك يوفر لهم هذه الإشارات الاجتماعية.. فهم يتعلمون أنماطًا سوية من التعلق، ويعاينون رجلاً حقيقيًا وامرأة حقيقية بشكل عملي.

 

يحمل كل من الرجل والمرأة صورة الله، ويعبر كلاهما عن الحب، وخدمة الآخرين، ويُظهران ثمار الروح القدس، لكنهما يفعلان هذا بطرق ذكورية أو أنثوية متفردة. وهذا لا يمكن شرحه نظريًا للأطفال الصغار بقدر ما يمكن تجسيده عمليًا.

الوالدان بحكم أنهما من جنسين مختلفين يلعبان دورًا حيويًا في نضوج الطفل. وسواء أحببنا هذا أو لا، إننا كثيرًا ما نقدّم نموذجًا عن شريك الحياة المستقبلي عندما نساعد طفلنا على تكوين صورة نمطية عن الحب بين الجنسين. الفتيات اللواتي يشعرن بحب آبائهن أقل عرضة للسعي وراء الحب بطرق غير سوية في المراهقة أو البلوغ، كذلك الصبيان الذين يحصلون على التشجيع والاحترام من أمهاتهم هم أقل عرضة للانخراط في سلوكيات جنسية منحرفة.

 

الفرص اليومية

بالرغم أننا لسنا مضطرين للفزع إذا أظهر أطفالنا اهتمامًا بأنشطة غير تقليدية بالنسبة لنوعه الاجتماعي، لكننا نهتم بالأكثر ألا نقدّم لهم رسائل متضاربة. السماح لابننا أن يلعب بدُمى أخته أمر يختلف عن شراء عروسة باربي له، أو اقتصار اللعب على هذه الدُمية فقط. قد نشجّع فتاة تريد أن تلعب رياضة كرة القدم، لكن لا ينبغي أن نجبرها على ذلك إذا لم تكن مهتمة.

كل يوم لدينا فرص لتعزيز شعور أبنائنا بالانبهار والاحترام تجاه النظام الإلهي للخلق.. وأحد أهم أجزاء هذا النظام الإلهي هو خلقنا كذكر وأنثى. عندما نمزج حقيقة الخطة الإلهية لأبنائنا مع الحب غير المشروط للأشخاص المتفردين الذي خلقهم الله ليصيروا عليه، فهذا سيساعدهم على النضوج في الحكمة وفي معرفة هُويتهم ومعرفة الرب أيضًا.

 

دعنا نتحدث

عندما نتحدث عن خطة الله للهُوية الجنسية لأبنائك، ضع في الاعتبار استخدام الأفكار التالية:

-       خلق الله الصبيان والفتيات. اقضِ بضع دقائق في قراءة ومناقشة تكوين ١: ٢٧. ثم اشرح أن الله خلق الرجال والنساء والأطفال ليرسم صورة كاملة عن شخص الله وصفاته.

-       الصبيان والفتيات مختلفون. لقد خلق الله الرجال والنساء ليكونوا مختلفين. تحدّث عن بعض الاختلافات التي لاحظتها أنت وأبناؤك.

-       خلق الله النساء والرجال ليحتاجوا لبعضهم البعض. اقرأ تك ٢: ١٨. كان الله يعرف أن آدم سيكون وحيدًا بمفرده؛ لذا خلق حواء. جعل الله كلا الجنسين يكملان أحدهما الآخر حتى نستطيع أن يكون لنا أسرة. لابد من وجود رجل وامرأة ليبدآ أسرة.

-       الله لديه خطة للصبيان والفتيات. الله لديه خطة رائعة في خلق أبنائك الصبيان والفتيات. عندما خلقهم الله أبدع في خلقهم كإناث وذكور، فهو يعرف ما يُفترض أن يكونوا عليه ولديه خطة لهم.


دانيال ويس مؤسس ورئيس مؤسسة «Brushfire Foundation»، وهي خدمة مسيحية تهدف إلى عمل ثورة جنسية مضادة مؤسسة على عقيدة الثالوث.

From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2015 Daniel Weiss. All rights reserved. Used with permission.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول