Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سامي يعقوب

 

يُقلقني أمر الحديث عن الجنس مع أبنائي؛ فلست أعرف كيف أبدأ، أو ماذا أقول؛ كما أنني أخشى أن يحصلوا على معلوماتهم عن هذا الموضوع من مصادر غير صحيحة.. ماذا أفعل؟

 

إن تربية الأبناء رحلة حياة ممتعة، لكنها أيضًا مسئولية تتطلب من الأب والأم بذل الجهد للحصول على المعرفة التي تساعدهم على صياغة حواراتهم مع أبنائهم والإجابة على أسئلتهم عن موضوع مثل الجنس .

 

ما يدعو للطمأنينة هو أن معظم الأطفال يسألون عادة عن المعلومات عندما يحتاجونها؛ لذلك يجب أن ننتهز هذه الفرص عندما تتاح لنا. ولنلاحظ أن الطفل يعطي أحيانًا إشارات أو تلميحات غير مباشرة عما يريد أن يسأل عنه مباشرة . ورغم أن الحوار التلقائي حول موضوع الجنس يمكن أن يكون أسهل علينا من المناقشة المُعدة مسبقًا، إلا أن بعض الأطفال بطبيعتهم لن يُعبِّروا عن أسئلتهم بكلمات صحيحة أو مناسبة. كذلك فإن بعضهم يكون شغوفًا بالمعرفة، بينما لا يعطي آخرون أي اهتمام واضح بالأمر. ومع كل هذه الحالات فإن مسئولية بدء الحديث عن الجنس تقع على عاتق الوالدين، وما لم يفعلا هذا فإن هناك مَنْ سيقوم بالمهمة بدلاً عنهما، والخطورة هنا أنه في كثير من الأحيان قد لا يشاركك هذا المصدر نفس القيم التربوية والأخلاقية التي تؤمن بها .

 

قبل الحديث عن الجنس مع أبنائك من المهم أولاً أن تختبر توجهك الشخصي في هذا الأمر.. فما هي وجهة نظرك أنت شخصيًا عن العلاقة الجنسية مع شريك حياتك؟ وهل تشعر أنه من غير اللائق الحديث عن الجنس مع أبنائك؟ هل تخجل من أن يعرف أبناؤك أن هناك علاقة خاصة بين "بابا وماما"؟ أم أنك ترى الحديث عن هذا الأمر، عندما يكون في سياقه الصحيح، جزءًا طبيعيًا من عملية التربية الصحية والصحيحة؟ إن إجاباتك الشخصية على هذه الأسئلة بوضوح، وتبني الأب والأم لوجهة نظر صحيحة عن علاقتهما الحميمة معًا تشكل الخطوة الأولى والأساسية لتربية جنسية سوية للأبناء في جو أسري مملوء بالثقة والنضج .

 

من المهم أيضًا أن تؤكد دائمًا لابنك أو ابنتك أنه يستطيع في أي وقت وبدون تردد أن يرجع إليك ليشاركك بأي سؤال أو موقف يتعرض له فيما يتعلق بموضوع الجنس. ومما يساعدك على تطوير قنوات تواصل مفتوحة وصحية مع أبنائك لمشاركتك بثقة بما يفكرون فيه، وبلا خوف من أي عقاب، هو ألا يكون موضوع الجنس مثارًا للسخرية أو المزاح الذي تُستخدم فيه ألفاظ أو إيحاءات غير لائقة.. أو أن يشار إلى الحديث عنه بأنه خارج عن قواعد الأدب، أو أنه دخول إلى منطقة مُحرمة. علِّم أبناءك ألا يصدقوا كل ما يصل إليهم من معرفة عن الجنس، وكرر لهم أهمية أن يشاركوك في الحال بكل ما يسمعونه أو يعرفونه خارج البيت عن هذا الموضوع؛ حتى تستطيع مبكرًا أن تصحح لهم معلوماتهم، وتتأكد من سلامة أفكارهم.  

 

وللحديث بقية في المرات القادمة للإجابة عن: ماذا نقول عن الجنس لكل مرحلة عمرية، وكيف نقوله.


  )نُشر بجريدة وطني بتاريخ ١٣ يونيو  / حزيران ٢٠١٠)

Copyright © 2010 Focus on the Family Middle East. All rights reserved      

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول