Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: شاري روش فرنستال

 

عندما ولد ابني مايكل، كنت مملوءًا بالإثارة ومتشوقًا لرؤيته. لقد بالغت في هذه اللحظة. كانت هذه اللحظة تشبه إعلانات الحفاضات؛ إذ تقف الأم والطفل يحملقان في أحدهما الآخر في سعادة، وينظر إليهما الأب في انبهار. ألا يسير الأمر هكذا دائمًا؟ ليس دائمًا! 

قبل أن أسمع "إنه صبي"، وقبل أن ألقي بأول نظرة عليه، سمعت من يقول: "لدينا حالة سقف الحلق المشقوق". وإذا بالطفل الذي انتظرناه طويلاً قد تلخص في ثلاثة كلمات: عجز، مشكلة، عاهة دائمة. 

أخذت إحدى الممرضات الصبي عني وقالت: "ربما هناك شيء أخطر من هذا". يا إلهي! ليس هذا ما كنت أود سماعه. أخطر من هذا؟ 

هذه كانت البداية لأشياء لا أعلم عنها شيئًا. كنت أعرف إلى حد ما ما معنى "حلق مشقوق"، ولكن ماذا سيعني هذا بالنسبة لابني؟ هل سيستطيع التحدث والسماع والتعلُّم؟ 

 

طريق أمامك! 

تعلمت سريعًا من المتخصصين والجراحين وآخرين في مجال الرعاية الطبية. وعندما كانوا يخفون عني شيئًا كنت أبحث عنه بنفسي. ودون أن أدري أصبحت ملمًا بالحالة ومساندًا لمايكل. وكان من الواضح أن هذه المهمة تتطلب مجهودًا مضنيًا من أجل البحث عن الأجوبة حتى يستطيع مايكل أن يحقق أفضل النتائج، ويستغل إمكانياته على أفضل وجه. 

أتضح سريعًا الطريق الذي كان على مايكل أن يسير فيه. كان عليه أن يجري عمليات جراحية وتقويم أسنان شامل. بدأت تظهر بعض المشكلات في السمع، وجلسات التخاطب كانت ضرورية. كان وجه مايكل مشقوقًا أسفل منخاره، وبينما كنا نعرف ضرورة العمليات الجراحية وتقويم الأسنان الشامل، كنا ممتنين لأننا نستطيع رؤية بعض هذه التحديات على الأقل أمامنا. 

وبينما كنا نهدهد مايكل لينام أو نحمله ونمشي به بالقرب من المنزل، كنت أفكر في أمي. لقد ولدت ولديّ مشكلات "غير ظاهرة" تتعلق بالرؤية والكلام، والتناسق الحركي، والانتباه، وفرط الحركة، وكذلك صعوبات في التعلُّم. كان أبي وأمي متسلحين بالأمل، ومواظبين على الصلاة، ومع ذلك لم يكن هناك أجوبة سهلة على تساؤلاتهم. وعندما كانا يشعران بقلة الحيلة، كانا يواظبان على الصلاة، ويسألان أسئلة ويعتمدان على الأطباء والمدرسين طلبًا للمساعدة. 

عشت وقتًا لم يكن فيه قوانين تحكم عملية تحويل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة واختباراتهم وإيجاد المكان المناسب لهم، وما كان مقدرًا لقصتي أن تنتهي نهاية سعيدة. لكن والديّ رفضا أن يستسلما أو يتخليا عني. لقد حققت المستحيل، ونجحت في دراستي، وحصلت على شهادة الماجستير. 

 

ما تعلمته 

عندما بدأت أشارك الناس بخبرتي الشخصية كان الناس يأتون إليّ طلبًا للمساعدة. وكل ما كنت أستطيع أن أقدمه لهم هو وجهة نظري كمعلمة ومربية، وأشاركهم بتجربة أمي. وعندما أصبحت أمًا، فهمت بشكل أوضح الكثير من التحديات التي يقابلها أي أب أو أم لديه طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. 

وخلال رحلتي كمحاضرة قابلت آباء وأمهات كثيرين يحاولون التعامل مع حالة مربكة تشبه قطعة بازل "Puzzle"  تحتوي على الكثير من القطع المفقودة. إن صعوبات التعلُّم لا يمكن رؤيتها، وكذلك مرض التوحد "Autism" أو فرط الحركة وتشتت الانتباه "ADHD" .. على الأقل في البداية. 

لابد أن تتجمع كل أجزاء القصة حتى نكوّن صورة واضحة. الإخفاقات والصعوبات تتوالى وتتراكم وسرعان ما تتفاقم الأمور. وتظهر مشكلة أخرى عندما يقول الأب/ الأم: "ماذا علىّ أن أفعل الآن؟" 

كنت أسأل نفسي هذا السؤال. الأخبار السارة هي أنه بمجرد أن تعترف بأن هناك أو ربما تكون هناك إعاقة جسدية أو سلوكية أو أكاديمية أو أي وظائف أخرى، يمكنك البدء في اتخاذ خطوات ليست عشوائية أو مبنية على رد الفعل، وإنما إجراءات مدروسة وواعية من أجل مساعدة ابنك/ ابنتك. 

 

من أين نبدأ؟ 

وبالتالي ما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتسهيل عملية التشخيص وإعداد أفضل خطة علاجية لابنك/ ابنتك؟ 

١- صلِّ. دع الرب يقودك في كل أمر ويرشدك في الطريق. 

٢- ثق بنفسك. أنت أكثر مَنْ يهتم بطفلك. وتستطيع أن تكون أفضل من يعرف كيف يدافع عن طفله. 

٣- قم بتدوين تاريخ حالة طفلك، وركز على الجوانب الإيجابية بقدر الإمكان. 

 

إليك الأسئلة التالية لتساعدك على عمل هذا التدوين: 

  •      ماذا حدث في حياة طفلي حتى الآن؟ 
  •      ماذا أعرف عن طفلي؟ ما هي القضايا المتعلقة باحتياجات طفلي الأكاديمية والطبية والسلوكية؟ 
  •      ماذا يتقن طفلي؟ فكر في نجاحات أكاديمية وغير أكاديمية؟ 
  •      ما هي البيئة الأفضل لطفلي؟ هل يُظهر سلوكًا إيجابيًا أو سلبيًا في كل الحالات أو في أوضاع معينة؟
  •      ما الشيء الذي يفرح طفلي؟
  •      ما هي الهوايات أو الأنشطة التي تستهوي طفلي؟
  •      مَنْ هم الأشخاص (من حيث الطباع وطريقة التعامل) التي يبدو أنها تنجح في التعامل مع ابني؟
  •      ما هي الخطط التي نجحت في التغلب على السلوكيات المزعجة؟ 

احرص على أن تنظر إلى نفس هذه الأسئلة من وجهة النظر المقابلة (على سبيل المثال: ما الشيء الذي يصارع معه طفلي؟). ثم اطرح نفس الأسئلة على الأشخاص الذين يتعاملون مع طفلك بما في ذلك المدرسين، وخدّام الكنيسة، والأقارب، والمدربين، وآخرين ممَنْ يقومون على رعايته. 

إذا كان يشغلك شيء متعلق بالقدرة على التعلُّم أو السلوكيات، اقترح أن تتأكد أولاً من عدم وجود مشكلة صحية مرتبطة بهذا السلوك، وهو ما يُعقد ويصعب عملية التشخيص الصحيح. قم بعمل اختبارات شاملة على البصر والسمع والكلام والوظائف الجسدية الأخرى. اطلب معلومات عن مستوى السكر في الدم لدى طفلك، ونتيجة اختبار الدم، وكفاءة الغدة الدرقية والغدد الصماء. بالإضافة إلى اختبار أنواع من الحساسية لنوعيات معينة من الطعام والعوامل البيئة الأخرى. 

 

إليك بعض الاقتراحات الأخرى (قد يكون بعضها لا ينطبق أو غير متاح في بلدك): 

  •      قم باختبار شامل لتحديد معامل الذكاء، والقدرات، وأسلوب التعلُّم، وصعوبات التعلُّم بما في ذلك عدم القدرة على القراءة، والاضطرابات المتعلقة بالنطق، وفرط الحركة وتشتت الانتباه، وأية مشكلات متعلقة بالإدراك الحسي.
  •      احتفظ بتسجيل لكل هذه النتائج، وملف به نماذج لواجبات مدرسية قام بها طفلك.
  •      تعرف على قوانين التعليم الخاص بحيث تستطيع أن تعرف حقوقك وحقوق طفلك وتدافع عنها بشكل إيجابي ومسؤول بالنيابة عن طفلك.
  •      ابحث عن الوسائل الأقل عدوانية وأكثر شمولية حين يتعلق الأمر بالتدخل. فكر على المستوى البعيد، وليس على إصلاح شيء بسرعة، خاصة في أمور تتعلق بالصحة العامة والتعلُّم والسلوك.
  •      اسع إلى عمل فحوصات، أو برامج للتدخل، من عمر يوم إلى ثلاث سنوات، وبرامج لتزويد طفلك بخبرات متنوعة لتتأكد أن طفلك مستعد لبداية قوية قبل دخول المدرسة.
  •      كن مستعدًا أن تنظر للاختبارات والنتائج كمصدر للمعلومات، وليس كعامل محدد لفرص النجاح في المستقبل.
  •      استخدم مصطلحات بنّاءة ومشجعة لوصف القضايا الخاصة بحيث يُنظر للأطفال على أنهم بشر أولاً وقبل أي شيء.
  •      في النهاية، دائمًا احصل على رأي شخص آخر.

Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright © 2009, Shari Rusch Furnstahl. Used by permission  .